نسبية الزمن في القران الكريم
لو افترضنا ان انسانا ركب مركبة فضائيه تحلق بسرعة الضوء (ثلاثمائة الف كيلومتر في الثانيه )لمدة خمس سنوات
من حسابنا الارضي فان عمر هذا الرجل قد لا يزيد سوى اربع سنوات ونصف تقريبا بينما يزيد عمر زميله على
الارض السنوات الخمس .اي انه كلما زادت سرعة الانسان قل تأثير الزمن عليه .
تلك كانت احدى مسلمات اينشتاين المعروفه في نظرية النسبيه,التي نشرها عام 1905م ومفادها ان زمن الحادثه
الواحده يختلف بالنسبه لراصدين مختلفين تبعا لظروفهما الخاصه. لكن هل يستطيع الانسان ان يطير بسرعة الضوء
الجواب ان كل القوى المحركه على وجه الارض لو اجتمعت لا تستطيع دفع حبة رمل واحده الى الفضاء بسرعة
الضوء.
وما يهمنا ملاحظته ان هذا الزمن نسبي وان الايام التي نعدها قد تكون دقائق في عوالم اخرى وقد ذكر القران الكريم
هذه الحقائق قبل مئات السنين من خلال الايات :
(ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) الحج--47
(يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون) السجده--5
(تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة) المعارج --
4
وفي الحديث الشريف عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يدخل فقراء المسلمين
الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم ,خمسمائة عام) رواه الترمذي والنسائي .
من ظاهر الايات السابقه ومن الحديث يتضح لنا ان الزمن في حياتنا يختلف عنه عند الله سبحانه وتعالى .
يوم واحد عند الله يعادل الف سنه في حساب الناس فمعنى ذلك ان الانسان لو عاش مائة سنه فانها تعادل اقل من
ساعتين ونصف في حساب الاخره !! فهل تستحق دقائق معدووده من ملذات الدنيا ان نفرط من اجلها في النعيم
الابدي في الاخره
(يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون ان لبثتم الا قليلا ) الاسراء --52
(ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون) الروم --55
ومن نسبية الزمن نفهم الدقه والاعجاز الالهي ففي دقائق من حساب الله وهي عمر الانسان في الحياة الدنيا تجري
الاقلام وتكتب الحسنات والسيئات وكل حركة يقوم بها الانسان محسوبة مكتوبه ,فعندما يقابل المسلم اخاه المسلم باسما
تكون له صدقه , وعندما يذكر الله او يسبحه او يميط الاذى عن الطريق تكون له صدقه .
تلك الاعمال التي تأخذ مجرد ثواني او اجزاء من ثواني في حساب الدنيا , كم تستغرق من الوقت في حساب الله (لا
شي ) ومع ذلك تكتب وتحسب ولا يضيع عند الله شي , يقول تعالى :
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) الزلزله 7-8
وحري بالمسلم الذي يقرأ القران ان تقترن قرائته بالتدبر والتأمل في كل اية يمر بها فقد يكون
لبعض الايات عندها وقع في النفس يفوق اثر المحاضرات او النصائح فللنفوس مفاتيح ,والفطن هو من يحاول معرفة
مفتاح نفسه وما يؤثر فيها والحمد لله الذي وهبنا هذا القران العظيم الصالح لكل زمان ومكان .