أصدرت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان ومؤسسة صاحبة الجلالة تقريرها ( دعاة الكراهية – الاعلام الرياضى فى مصر والجزائر ) ويتضمن نتائج دراسة تحليل مضمون (10) صحف جزائرية ومصرية لنتائج التغطيه الصحفية لمباراتى مصر والجزائر فى تصفيات كاس العالم 2010 ويقع التقرير فى 160 صفحة وتضمن عدد من الملاحظات اهمها :
لما كانت وسائل الإعلام تعد كما أكدت العديد من الأدبيات الإعلامية السابقة أن دورها في توجيه الجمهور نحو قضايا بعينها يحقق قدراً ما من الإجماع الاجتماعي حول أولويات القضايا في المجتمع ، ومن ثَمَّ تعد هذه الوظيفة من أبرز الوظائف التي تضطلع بها وسائل الإعلام في مجتمع ما حيث أن تغطية وسائل الإعلام للقضايا بدرجات مختلفة من التركيز يؤدى بدوره مع مرور الوقت إلى إدراك الجمهور للقضايا ذاتها وفق مستويات مختلفة من الأهمية ، وبمرور الوقت تصبح أجندة وسائل الإعلام متفقة بكيفية ما مع أجندة الجمهور.
وسعى تقرير دعاة الكراهية (الاعلام الرياضى فى مصر والجزائر )للاجابة على السؤال إلى أي مدى التزمت التغطية الصحفية فى مصر متمثلة في صحف (المصرى اليوم-الاسبوع – صوت الامة – نهضة مصر – الاحرار – الشروق المصرية) والتغطية الصحفية فى الجزائر متمثلة فى صحف ( الهداف –الايام- اخبار اليوم- الخبر اليومى- البلاد – صوت الاحرار ) بمعايير الحياد والموضوعية فى تغطيتها لمبارتى مصر والجزائر التى اجريت فى فى تصفيات كاس العالم 2010 فى 14 و 18 نوفمبر 2009 بمصر والسودان وذلك من خلال رصد ما تضمنته في الفترة من 15 نوفمبر الى 30 نوفمبر.
و أظهرت نتائج البحث استعانة الصحف الجزائرية بكافة أشكال المعالجة للمضامين الصحفية ، وجاء في صدارة هذه الأشكال الخبر الصحفى المصحوب برأى بنسبة 73% من اجمالى ما تم نشرة وهو ما يعكس محاولة نوظيف الخبر فى التأثير وتوجيه الرأى العام .
فيما جاء الخبر الصحفى غير المصحوب برأى فى الصحف المصرية بنسبة 88% من اجمالى ما تم نشرة.
و تصدرت احداث الاعتداءات على الجالية الجزائرية وبعثة المنتخب الجزائرى وابراز عنف المصريين حيث يلغت نسبة المواد المنشورة 93 % من اجمالى ما نشر بينما اهتمت الصحف المصرية بسلوك اللاعبين والبعثة الجزائرية بنسبة بلغت 87% من اجمالى ما نشر وهو ما يعكس عدم اهتمام الصحف فى الدولتين بالنواحى الفنية للمباريتين.
وقد تنوعت وسائل الإبراز التي تستعين بها الصحف لبيان مدى اهتمامها بقضية ما ، وتبنيها لاتجاه ما على حساب اتجاه آخر ، من الاستعانة بالعناوين العريضة والعناوين العمودية التي تستحوذ على عمود واحد فقط ،وفي هذا الصدد أشارت النتائج المبدئية إلى استحواذ العناوين الممتدة في الصحف الجزائرية على الترتيب الأول بين الأنواع المعروفة للعناوين بنسبة (89.1% ) ،مما يشير إلى ارتفاع معدلات التحيز في التغطية الصحفية لاحداث المباريتين فيما اشارت النتائج الى ان الصحف المصرية استعانت بالعناوين العمودية بنسبة 64,3% .
وبالنسبة لاتجاه التغطية لأحداث المباريات كنتيجة للتحيز الواضح في التغطية الصحفية لمعالجة احداث المباريتين كشفت النتائج أن ( 79.2 % ) من إجمالي الاتجاه العام للصحف الجزائرية كان تحريضيا ضد المنتخب المصرى والقائمين على العمل الرياضى وطال بعض القيادات السياسة فى مصر ؛فيما كانت الصحف المصرية أكثر موضوعية فى التغطية وجاءت جريدة المصرى اليوم والشروق فى مقدمة الصحف التى تسعى للتهدئة بنسبة بلغت 94.6% .
اما بالنسبة لأساليب الإقناع المستخدمة في التغطية أبرزت النتائج غلبة أسلوب عرض وجهة نظر واحدة سواء ( مؤيد ، أو معارض فى الصحف الجزائرية والمصرية وبلغت النسبة فى الصحف الجزائرية 97% فيما كانت النسبة للصحف المصرية 84.5% كما أظهرت النتائج ان جريدة الهداف الجزائرية فى مقدمة الصحف التى اعتمدت على اسلوب عرض وجهة النظر الواحدة.
وقد أظهرت النتائج المبدئية لتحليل المادة الصحفية المقدمة عبر الصحف محل الدراسة إتباع الصحف الجزائرية و المصرية لأحد النظريات الإعلامية الشهيرة وهي نظرية "التطهير أو التنفيس الإعلامي" " Catharsis Theory "وهي إحدى النظريات المفسرة للعنف ، والتي تتلخص في أن الظلم والإحباط الذي يتعرض له الإنسان يومياَ يزيد من ميله نحو العدوان ، ويمكن إشباع هذا الميل نحو العدوان إما بمشاهدة الآخرين وهو يمارسون هذا العدوان أو بالممارسة العملية لهذا العدوان وقد اتبعت الصحف الجزائرية والمصرية هذه النظرية وذلك بان جعلت المواطنين يقرءون ويرون مشاهد العنف الذي يمارسه البعض في محاولة للتنفيس عنهم وجعلهم يرون العنف وب تفرغ طاقاتهم وميولهم نحو العنف.
وقد اظهرت النتائج من حيث عدم توثيق المعلومات ومن حيث نشر اخبار مجهله احتلال الصحف الجزائرية وبخاصة صحيفتى الهداف والايام للمرتبة الاولى بين عينة الصحف بنسبة 94%.