غريب أمر الرقابة المصرية تجيز أفلاما أشبه بأفلام الاباحية وتعترض على أفلام أخرى قد تكون جيدة وتناقش قضايا هادفة فى المجتمع المصرى فهناك أربعة أفلام سينمائية مرفوضة من جانب الرقابة علي المصنفات الفنية وهي »ابن الرئيس - تحت النقاب - حسين أوباما - المشير والرئيس«.. ويحاول صناع هذه الأفلام التواصل مع الرقيب الجديد الدكتور سيد خطاب لتمرير مشروعاتهم الفنية، ولكن الرقابة تصر علي الرفض والمنع لأسباب عديدة منها أن التعديلات والملاحظات المطلوبة من جانبها لا تنفذ ولا يضع المبدعون هذه الملاحظات موضع الاعتبار. وأكبر دليل علي الاستهانة بتوجيهات وتعليمات الرقابة ما فعله المخرج الكبير شريف عرفة.. فقد تقدم هو والمؤلف يوسف معاطي بفيلم يحمل عنوان »ابن الرئيس« والمرشح لبطولته عمر الشريف ومحمد عادل إمام، وتم رفض السيناريو لأنه يظهر ابن الرئيس في أحداث الفيلم شاباً مستهتراً ومغرماً بلعب القمار وشرب المخدرات. وطالبت الرقابة من المخرج شريف عرفة تغيير السيناريو ووعد المخرج بتنفيذ اللازم ومع ذلك لم ينفذ المطلوب منه واكتفي فقط بتغيير اسم الفيلم من »ابن الرئيس« إلي »هما يحبوا بعض« الأمر الذي فسره مسئولو الرقابة بأنها وسيلة لخداعهم والاستخفاف بتوجيهاتهم من جانب المخرج.. وبناء عليه تم رفض الفيلم الذي وعد يوسف معاطي بإعادة كتابته من جديد حتي يخرج للنور. تحت النقاب - هذا هو الفيلم الثاني للمؤلف الشباب »علي عبدالغني« وقد سبق رفضه أيام علي أبو شادي الرقيب السابق، واضطر المؤلف إلي التقدم بشكوي إلي لجنة التظلمات والتي منحته الفرصة مرة ثانية.. وتفاءل المؤلف بوصول الدكتور خطاب إلي كرسي الرقيب وقام بإجراء التعديلات علي السيناريو والتي منها تعزيز دور التواجد الأمني والإشادة به.. ولكن الرقابة للمرة الثانية تعترض علي السيناريو رغم التعديلات وتصر علي الرفض ويأتي سبب الرفض صادماً.. فالرقابة تري أن فيلم »تحت النقاب« يعمم الحكم ويصور كل النماذج النسائية التي ترتدي النقاب علي أنها عاهرات وغير مستحقات للاحترام والتقدير. وتصف الرقابة أيضاً الفيلم بعدم الموضوعية وتؤكد أن التعميم مخل لأن ليس كل المنتقبات عاهرات. وعلي هذا الأساس يجد المؤلف »علي عبدالغني« أنه مطالب بالتغيير للمرة الثالثة حتي يمر مشروعه ويبدأ تصويره. ويعد فيلم »المشير والرئيس« سيناريو وحوار ممدوح الليثي وإخراج خالد يوسف هو المشروع الأهم لأنه يتناول السيرة الذاتية للراحل المشير عبدالحكيم عامر وقد حصل الليثي علي حكم قضائي من المحكمة الإدارية بتصوير الفيلم المرشح ليلي علوي فيه لأداء دور برلنتي عبدالحميد زوجة المشير. واعترض الورثة علي التصوير وتقدمت وزارة الثقافة بطعن في حكم المحكمة الإدارية. ويبقي الأمر معلقاً بقرار من الجهات السيادية التي تري الرقابة الرجوع إليها أمراً ضرورياً لأن الرجل كان عسكرياً والاستشارة العلمية في فيلم يناقش حياته وقد يتطرق لأسرار خطيرة مطلوبة ولا يملك الرأي فيها إلا جهات سيادية عليا. وبين نزاع الورثة واعتراض وزارة الثقافة يقف ممدوح الليثي حائراً ومكتوفي الأيدي خاصة أن الرقابة أيضاً تري ضرورة أن تكون نهاية المشير عبدالحكيم عامر الانتحار وليس الاغتيال. كل الشواهد تؤكد أن إصرار ممدوح الليثي سوف يثمر عن خروج مشروع فيلم »المشير والرئيس« للنور ولكن لا أحد يعرف ما هي النهاية التي وضعها »الليثي« في التعديل الجديد للسيناريو وهل ستكون نهاية المشير في السيناريو الجديد الانتحار أم الاغتيال. ويحتل فيلم »حسن حسين أوباما« في قائمة الأفلام المرفوضة من جانب الرقابة الترتيب رقم »4« وهو من تأليف حامد سعيد ومرشح للبطولة له الفنان سليمان عيد وإخراج سعيد حامد.. وأكدت الرقابة أن الفيلم يدور حول فكرة رائعة حيث يظهر شقيق للرئيس الأمريكي باراك أوباما في حي بولاق الدكرور وتدفعه الظروف إلي الوقوع في مواقف مضحكة بعد تولي شقيقه الأمريكي منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.. ورغم جمال الفكرة وموضوعها الكوميدي الرشيق رفضت الرقابة الفيلم وقالت في حيثيات الرفض إن هذا الفيلم يهدد مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين مصر ودول عربية وأجنبية صديقة.. وبناء عليه عاد المؤلف حامد سعيد لإجراء تعديلات جديدة أملاً في كسب ود وتعاطف الرقيب الجديد.
|