مزيج من الخبرة والشباب هو ما يقدمه جمال شمس المدير الفني الوطني للمنتخب المصري لكرة اليد أثناء رحلته في كأس الأمم الإفريقية الـ19 التي تستضيفها مصر.
ولم يكتف شمس بالاعتماد على الوجوه المألوفة والمفضلة لجماهير اليد في تشكيلته، بل دعم خطوطه بمجموعة من اللاعبين الشباب الذين تألقوا في كأس العالم الأخيرة التي استضافتها مصر في أغسطس الماضي، أو بتقديم أسماء شابة وجديدة على المنتخب المصري، أو حتى بازاحة الغبار من على نجوم كادت الجماهير أن تنساها.
حراسة المرمى:
محمد "حمادة" النقيب:
نادراً ما يتذكر متابعوا كرة اليد المصرية مرمى المنتخب المصري دون الحارس العملاق حمادة النقيب، فاللاعب المخضرم حرس عرين المنتخب المصري على مدار العقد الأخير مرافقاً اكبر إنجازات المنتخب الأول لرجال اليد.
حظي النقيب بفرصة احتراف قصيرة في فرنسا عقب كأس العالم الأخيرة، لينهي رحلته مع نادي الأوليمبي السكندري، ولكن رحلته الإحترافية لم تدم طويلاً، ليعود أوائل الموسم الحالي إلى الدوري المصري وتحديداً لحراسة عرين نادي الشرطة الذي سعى مؤخراً لتدعيم صفوفه بالعديد من النجوم.
ويعد النقيب هو الخيار الأول لحراسة مرمى المنتخب المصري، وهو الأمر الذي لم يختلف عليه المديرين الفنيين المختلفين للمنتخب في الفترة الأخيرة، عدا اليوغوسلافي إيرفان سمايلدج الذي استبعده في أواخر مباريات كأس العالم المنصرمة (فرنسا 2009)، بصحبة العديد من نجوم الفريق لخلافات شخصية.
هادي رفعت:
مشهد بسيط في مباراة المنتخب المصري أمام نظيره السوري خلال فترة إعداد البطولة، والتي تولى خلالها حارس مرمى نادي هليوبوليس حراسة المرمى المصري، تتوالى الكرات السهلة الدخول إلى مرماه، حتى يقرر المدير الفني المصري التدخل.
أثناء الهجوم المصري على المرمى السوري، ينبري جمال شمس ويتبادل مع حارس مرماه كلمات بسيطة، قد لا يعلم أحد فحواها على الإطلاق، ولكنها كانت كفيلة بأن يبقى هادي على شباكه نظيفة أكثر من تسع دقائق متتالية (وهي فترة ليست بالقليلة على الإطلاق في مباريات كرة اليد).
الدقائق التسع التي لم تهتز فيها الشباك المصرية أثبتت ليس فقط أن الحارس يملك قدرات مميزة منحته التقدم لقائمة المنتخب على حساب وليد عبد المقصود حارس الزمالك السابق والشرطة الحالي، وإنما أن جمال شمس يملك بين يديه مفاتيح تألق هذا الحارس، وأنه قادر على رفعه - بكلمات بسيطة - إلى القمة.
السيد محمد:
حينما إنضم النقيب إلى قائمة اللاعبين المغضوب عليهم في قائمة سمايلدج، قرر المدير الفني اليوغوسلافي استبعاد الحارس الأسمر من المشاركة في المباريات مفضلاً الإعتماد على حارس مرمى النادي الأهلي ووليد عبد المقصود حارس مرمى الزمالك الأسبق والشرطة الحالي.
ولم يخيب السيد محمد آمال مديره الفني، وأثبت مباراة تلو الأخرى بأن المرمى المصري آمناً حتى في غياب النقيب.
الجناح الأيسر:
كريم السعيد:
يوماً بعد يوم، يثبت كريم السعيد أنه أحد أبرز لاعبي الجناح في مصر، ويتقدم بثبات –وإن كان ببطء – لحفر اسمه وسط لاعبي الأجنحة الكبار في كرة اليد المصرية بجوار عمرو الجيوشي وشريف مؤمن وغيرهم.
ويملك الجناح الأيسر للناي الأهلي قدرة عالية على التحكم في الكرة برسغ يده، بالإضافة إلى أنه أحد أبرز لاعبي الدفاع في صفوف المنتخب الوطني، إذ يعتمد عليه في الدفاع المتقدم بصورة أساسية.
بلال عواض:
قلما تخلو قائمة المنتخب المصري من أسم لعائلة عواض، ولكن أسم بلال عواض يعد الأبرز في هذه البطولة، خاصة أنه يعد أكثر أفراد العائلة خبرة بعد النجم الكبير أشرف عواض.
سعى اللاعب للانتقال إلى نادي الشرطة لمحاولة البحث عن موقع للعب المستمر بعدما أقصته الإصابة وسيطرة السعيد بعيداً عن التشكيلة الأساسية للأهلي وأعين المديرين الفنيين للمنتخب المصري.
ورغم أنه أحد أكثر اللاعبين خبرة في قائمة المنتخب المصري، إلا أن إصابة الركبة التي يعاني منها وأدت لاختفاءه من قائمة الفريق خلال أغلب فترة الإعداد الخارجي قد تؤثر على مستواه في البطولة.
الظهير الأيسر:
حسين زكي:
تاريخ عريض يملكه لاعب العين الإماراتي الحالي، يتقدمه حصده للقب هداف بطولة الشباب في تركيا 1997 والتي احرز فيها المنتخب المصري المركز السادس، وأحسن لاعب في بطولة الشباب في قطر 1999 والتي فاز فيها الشباب المصري بالميدالية البرونزية في البطولة، واختياره ضمن فريق الأحلام بعد كأس العالم عام 2001 في فرنسا والتي حصل فيها المنتخب المصري على أفضل مراكزه في المونديال العالمي على الإطلاق بالحصول على المركز الرابع.
وكان زكي أحد أبرز اللاعبين المحترفين في تاريخ كرة اليد المصرية، بعدما قضي ثماني سنوات في الدوري الأسباني مقدماً خلالها عروضاً مشرفة.
وكادت رغبة اللاعب في إعتزال اللعب الدولي أن تحول بينه وبين مشاركته في البطولة، ولكن في قرار متأخر قرر جمال شمس ضمه لقائمة الفريق التي ظهر في المباريات التي خاضتها في سلوفاكيا والسويد حاجتهم لخبرة اللاعب الدولي الكبير.
انضمام زكي لقائمة المنتخب قد يدخل الراحة في قلوب المتابعين خاصة مع خسارة المنتخب لجهود محمد عبد السلام "ريشة" في البطولة للإصابة.
محمد سمير "كشك":
دخول اللاعب الشاب قائمة المنتخب المصري كانت أحد أكبر مفاجآته، خاصة بعد غياب عن قوائم المنتخب دام أربعة أعوام قضاها اللاعب في نادي الشارقة الإماراتي.
ورغم أن اللاعب خرج حتى من قائمة الـ50 لاعب التي اختارها شمس فور توليه قيادة المنتخب المصري، إلا أن اللاعب كان الخيار الأول للمدير الفني المصري فور التأكد من أن إصابة ريشة ستمنعه من المشاركة مع الفريق في البطولة.
فموهبة لاعب نادي الطيران السابق برزت في الدوري الإماراتي المتواضع، كما أنه بدا خلال مشاركاته في المباريات الودية مبشراً بعدما أكد أنه حافظ على لياقته التي ساعدته على التألق في بطولة كأس العالم في أيسلندا 2005.
صانع الألعاب:
حسن يسري:
لا يكتفي حسن يسري فقط بدوره كمايسترو لأداء المنتخب المصري في مبارياته، وإنما تمنحه قدرته العالية على إختراق دفاع المنافسين أفضلية تثلج صدور المتابعين لمجرد وجوده في الملعب.
فالتفاهم الواضح بين يسري ولاعبي الفريق وخاصة الظهيرين الخلفيين للفريق تساعده على الخروج من هجمات الفريق المصري بأفضل صورة.
ولو تمكن اللاعب المخضرم من استكمال البطولة دون إصابة، قد يعطي الفريق أفضلية كبرى في الحصول على لقب البطولة.
محمود زكي:
أكثر ما يميز لاعب النادي الأوليمبي الشاب أنه وببساطة نبع لا ينتهي من الحلول.
فسرعة بديهته تتيح وذكاءه يتيحان له القدرة على تقديم حلولاً سريعاً ومؤثرة لأكثر المواقف المتأزمة في هجمات الفريق المصري، ورغم إفتقادة للتركيز في بعض الأحيان، فانه لن يترك الملعب دون أن - ولو بكرة واحدة – يقنع المشاهد تماماً بجدارته بوجوده في تشكيلة المنتخب المصري.
وعلى ما يبدو أن اللاعب لا يتمتع برفاهية الإستقرار في مركز وحيد، إذ يعتمد عليه المدير الفني للمنتخب المصري في عدة مراكز مختلفة، منها الجناح الأيسر والظهير الأيسر وصانع الألعاب.
محمد علاء السيد:
اختلفت الأمور كثيراً لمحمد علاء السيد خلال العام الماضي، فمن لاعب خفي وصانع ألعاب موهوب لنادي الطيران، إلا أنه أصبح أحد أشهر اللاعبين الشباب في مصر خاصة بعد الأداء المشرف الذي قاد فريقه لتقديمه في كأس العالم للشباب التي استضافتها القاهرة في أغسطس الماضي.
ولكن القناعة التامة التي يملكها جمال شمس بقدرات اللاعب القصير القامة حجزت له مكاناً في تشكيلة المنتخب الأول، بجوار نجوم كبار.
قدرات اللاعب تتلخص في ذكاء حاد يملكه اللاعب، ويتمكن بنجاح في توظيفه داخل الملعب ما يمنحهم فرصاً ذهبية خلال المباريات التي يشارك فيها في موقع صانع الألعاب.
المباريات الودية التي خاضها المنتخب المصري في فترة إعداده الأخيرة أبدى فيها جمال شمس محاولاته للدفع بلاعب نادي الطيران في مقدمة خط دفاع الفريق، وتحديداً مع خطط الدفاع المتقدم، وهو ما قد يضعه المدير الفني الوطني قيد التنفيذ في البطولة الإفريقية.
الظهير الأيمن:
أحمد الأحمر:
تعبير واحد لا يتغير مرتسم دائماً على وجه الأحمر، الذي يعد أحد أفضل لاعبي المنتخب المصري لكرة اليد، لا يمكن من خلاله تبين ما إن كان اللاعب غاضب أو سعيد، راض عن مستواه أو يسعى فقط للتألق أكثر.
الهدوء الذي يمتاز به جعله بلا شك أحد أبرز عناصر المنتخب المصري في السنوات السبع الأخيرة، وهو ما يبرزه احتكاره لجائزة أفضل لاعب في الدوري المصري لكرة اليد خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة.
فلطالما كان الظهير الأعسر للمنتخب المصري أبرز لاعبي الفريق مهما كان مستواه في المباراة، سواء بصناعة الأهداف وإهداء الفرص الذهبية للاعبي الدائرة والجناح، أو باحرازه الأهداف في مرمى المنافسين، والتي جعلت منه هدافاً لبطولتي السويد وسلوفاكيا رغم أن المنتخب المصري فشل في الحصول على مراكز متقدمة في البطولتين الوديتين التين خاضهما في إطار إستعداده للبطولة الإفريقية.
أبو الفتوح أحمد أبو الفتوح "حماصة":
لا يمكن للجبهة اليمنى للمنتخب المصري أن تكون أفضل مما هي عليه في وجود أبو الفتوح أحمد بجانب الأحمر.
ففي حالة وجود الأحمر في مركز الظهير الأيسر واللاعب الشهير بحماصة في الجناح، أو العكس يميل مدافعو الفرق المنافسة للضغط على لاعب نادي الزمالك الشهير، وهو ما يترك مساحات واسعة وحرية كبيرة للاعب نادي سموحة للتحرك، وهو ما يجيد إستغلاله إلى حد كبير, مستغلاً سرعته وتسديداته الصاروخية من على خط التسعة أمتار.
الجناح الأيمن:
مصطفى السيد:
حماساً شديداً وقدرات دفاعية مميزة، هما أبرز ما يملك الجناح الأيسر للنادي الأهلي مصطفى السيد وما يجعله أحد الورقات الرابحة في تشكيلة المدير الفني للمنتخب المصري.
وظهر اللاعب في الدور الأول للدوري المصري بصورة خاصة بأداء مؤثر، خاصة مع تسديداته القوية على المرمى من مركز الظهير الأيسر، ونجاحه في قتل خطورة المنافسية باجادته التامة للدفاع رجل لرجل.
محمد عبد الرحمن:
يظهر اللاعب للمرة الأولى في تشكيلة المنتخب المصري، وهو ما قد يعطيه الفرصة لأن يصبح "جدو" الجديد.
فاللاعب يملك كافة المقومات التي تجعل من نجاحة في البطولة المقبلة قصة خيالية مثل تلك التي قدمها "جدو" في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم.
جمال شمس اختار اللاعب من وسط تشكيلة نادي الجزيرة الذي يحتل المركز التاسع من أصل 12 فريق في الدوري الممتاز، يصعد لمنتخب الرجال للمرة الأولى ليناس ثلاثة من أبرز اللاعبين في مراكزهم –حماصة والأحمر والسيد – وإن نجح في إستغلال الفرصة التي قد يتيحها له شمس في هذه البطولة، قد يجعل منه "جدو" جديد.
الدائرة:
هاني الفخراني:
عاد اللاعب من فترة إحتراف طويلة وإن كانت غير بارزة في الدوري الألماني، فالفخراني بدأ رحلته في الدوري الألماني لم يملك الفرصة للمشاركة مع فوكس برلين الألماني سوى في 15 دقيقة على الأكثر في كل مباراة، وهو ما دعم قراره بالعودة للدوري المصري لنادي الشرطة سعياً وراء مشاركة مستمرة.
ويعتبر الفخراني احد المحظات الدفاعية الهامة في الفريق المصري، كما أنه يشارك بفاعلية في مركز الدائرة مستغلاً طول قامته التي تمنحه أفضلية لاستقبال الكرة من بين أيدي أو حتى أقدام المدافعين.
محمد إبراهيم:
الخبرة والمهارة، مفتاحا لعب لاعب الدائرة الشاب للنادي الأهلي، وهما ما يجعلاه أحد الأوراق الرابحة في تشكيلة المنتخب المصري.
وفيما يملك إبراهيم القدرة على استلام الكرة تحت ضغط المنافسين وتسجيل كرات قد تكون مستحيلة، فانه أيضاً رجل الدفاع الأول في المنتخب المصري، إذ يعتمد عليه جمال شمس بصورة أساسية في قلب الدفاع المصري وخاصة المتقدم.
محمد رمضان "هتلر الصغير":
صخرة الدفاع في المنتخب المصري، والفرصة التي أتاحها جمال شمس لضم اللاعب الذي غاب طويلاً عن صفوف المنتخب يمكن أن تكون بوابته نحو القمة.
فاللاعب الذي يعتمد عليه شمس بصورة أساسية لاستكمال خط الدفاع المصري الصلب، يملك قدرات هجومية قوية إن أتيحت له الفرصة، كما ان قوته الجسدية تساعده على التخلص من الرقابة اللصيقة من المدافعين على خط الدائرة.
ويعيب على لاعب الزمالك عصبيته الشديدة، والتي إن تمكن من السيطرة عليها لن يعاني الفريق المصري من حالات طرد كثيرة.
إبراهيم المصري:
رغم مشاركاته الضئيلة نسبياً مع منتخب الشباب في بطولة كأس العالم الأخيرة التي استضافتها مصر فان المدير الفني للمنتخب المصري لم ينكر إطلاقاً إعتماده عليه وضمه للتشكيلة الأساسية للفريق.
فاللاعب بقدراته الجسدية القوية ويقظته الدفاعية التي أثبتها على مدار النصف الأول من بطولة الدوري، حفظت له موقعاً أساسياً وسط نجوم فريق الشرطة الجديد، وقد تساعده على حفر موقعه في قائمة المنتخب المصري الأول للرجال.