أقامت منظمات «صوت المسيحى الحر» و«الأقباط الأحرار» و«مؤسسة يسوع البار»، أمسية صلاة بقيادة القمص متياس نصر منقريوس، رئيس تحرير مجلة «الكتيبة الطيبية» الكنسية، كاهن كنيسة السيدة العذراء بعزبة النخل، وبمشاركة نحو ثلاثة آلاف قبطى، بينهم ثمانية من أشهر «المرنمين»، وذلك إحياء لذكرى الأربعين لـ«شهداء» نجع حمادى.
بدأ المشاركون أمسيتهم قبيل عظة البابا شنودة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء أمس الأول الأربعاء بصلاة الغروب ثم بدأوا يرنمون حاملين الشموع، ولافتات تتضمن آيات من الكتاب المقدس تقول «حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض»، و«أطلقوا أسرانا.. المجرى حكما للمظلومين المعطى خبزا للجياع الرب يطلق الأسرى»، و«الله لنا ملجأ وعونا فى الضيقات»، ورنّم المشاركون الكثير من الترانيم القبطية منها «ارحمنا يارب ارحمنا ملناش غيرك نترجاه»، و«المؤمن الأمين يفرح فرح ثمين».
وقال القمص متياس نصر منقريوس، إن الأقباط يشاركون فى الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات للتعبير عن غضبهم ضد القمع والقهر والظلم، مستطردا: «لكن القبطى هو القبطى لا يخرج عن تحضره وتدينه، ولا يمكن أن يشارك فى أى أعمال شغب أو خروج على القانون، وهذا هو الدرس الذى نعلمه لهم فى الكنائس».
وحول توصيات مؤتمر الهيئة القبطية الهولندية - الذى حمل عنوان «الحكومة المصرية والقضية القبطية» - والتى طالبت بحذف أى نصوص دينية من المواد الدراسية، أوضح منقريوس أنه سيبدأ حملة لجمع التوقيعات من الأقباط مساء اليوم الجمعة للمطالبة بتنقية المواد الدراسية من النصوص الدينية خاصة اللغة العربية والدراسات الاجتماعية وكراسات الخط العربى، التى تشكل النصوص الدينية الإسلامية٣٠% من محتواها.
وفى تمام الساعة السابعة دخل المشاركون إلى القاعة التى يلقى فيها البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عظته، وكان لافتا أن البابا تجاهل الوقفة الاحتجاجية لذكرى الأربعين لحادثة نجع حمادى.
وردا على تساؤل أحد الأقباط، بشأن ما نُسب للبابا بإمكانية زواج الأرثوذكس من الكاثوليك، قال البابا إنه لم يصرح بذلك قط، مؤكدا أن «الزواج يجب أن يكون بين شخصين متحدى الملة، وإذا اختلفا فإن القضاء المصرى يطبق عليهما الشريعة الإسلامية».
وقال آخر: «قداسة البابا نحن نقول لك ياسيدنا، والسيد المسيح قال لا تدعو لكم سيد على الأرض»، فرد عليه البابا شنودة: «أنت متأثر بالفكر البروتستانتى»، موضحا أن كلام السيد المسيح كان موجها للآباء الرسل، مشيرا إلى «أنه فى الصعيد الحفيد يقول لجده ياسيدى ولجدته ياستى»، وبالتالى فهذا اللقب تعبير عن الإحترام.
وعندما قال أحد الحضور للبابا: «أنا بحثت فى الكتاب المقدس بعهديه ولم أجد ما يمنع زواج الرجل بأرملة أخيه.. فلماذا نمنعه؟»، أجابه البابا: «يبقى أنت لم تقرأ الكتاب المقدس وياريت تقرأه تانى خاصة سفر اللاويين إصحاحى ١٨ و٢٠».
وأضاف البابا: «الحالة الوحيدة التى سمح بها الكتاب المقدس بزواج الرجل من أرملة أخيه، هى عدم وجود نسل بين الأرملة وزوجها المتوفى، وكان فى العهد القديم الرجل يتزوج بأرملة أخيه، وابنه البكر يكون باسم أخيه المتوفى، أما الآن فالقانون يمنع أن تسمى ابنك باسم أخيك لتحيى له نسله». ووجه البابا كلامه لصاحب السؤال قائلا: «حرام تتزوج أرملة أخيك لأنها أختك بالشريعة، حيث إنها أصبحت هى وأخوك شخصا واحدا لا شخصين بعد زواجهما