بسم الله ـ الله أكبر ـ بسم الله ، كلمات علي بساطتها كانت تشيع فرحة غامرة في نفوس أهل مصر الطيبين ، كانت تعني النصر واستعادة الأرض والكرامة ، مع أعظم انتصار معاصر ( نصر أكتوبر 73 )
الله أكبر ، هي مفتاح النصر وكلمة السر التي فتحت طريق العودة للإيمان ، تدريجيا أدار المجتمع ظهره لبستان الاشتراكية الموعود بعد أن دخلوه فلم يجدوا فيه إلا الشوك والحسك ، وتوافد الجميع شيئا فشيئا علي نبع الإسلام الصافي ، في أجواء الفرحة وعلي أصوات الانتصار الرائع ، وأثناء متابعة برنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفي محمود تفتح وعي ( هدي )
كانت فتاة تمتاز بالإخلاص لكل ما تؤمن به و تحبه ، في الصف الأول الثانوي وقد نبهتها كلمات جدتها الحكيمة إلي شئ هام قالت الجدة ( اسمعي يا هدي لقد صرت آنسة ويجب عليك أن تودعي وللأبد عهد الطفولة وحماقاتها ، اهتمي بمظهرك وارتدي أجمل فساتين عند الخروج وإياك أن تخرجي بدون حقيبة اليد ، امشي الهويني وكوني عاقلة )
وهكذا ظهرت الآنسة ( هدي ) العاقلة دون أن تتخلي عن إخلاصها ، وفوق ذلك كانت صديقة للحياة تحبها الحياة وتبادلها نفس الحب والشغف ، ولذلك أحبها الناس و أحبتهم أكثر ، في مدرستها كانت البنات كلهن حلوات بريئات ـ وفقا لرؤيتها ـ عندما يقفن في طابور الصباح بالزي المدرسي الأزرق والأبيض والجوارب البيضاء والأحذية السوداء كن يشبهن سربا من اليمام ويعكسن صورا متعددة للجمال والحيوية الدافقة ، التقطت عين (هدي ) فتاة تقف في طابور الصف الثالث تغطي رأسها باستمرار بإيشارب أبيض كما أن ( الجوب ) المدرسي الخاص بها كان طويلا يقف عند ما قبل القدم ، سألت عنها زميلتها ( ابتسام ) فقالت لها :
( هذه سهام أخت سوسن زميلتنا ، إنها فتاة متدينة وتصلي كل الفروض ، سمعت أبله صوفي تقول لها ( أنت متدروشة ) لأنها رفضت ارتداء لبس الألعاب من دون بنطلون )
هدي مخلصة ولذلك لم يمر عليها الموقف دون تأثر ، الغريب أنها لم تذهب لتتعرف علي سهام المتدينة الوحيدة في المدرسة بل إنها لم يقدر لها أن تتبادل معها بعد ذلك حديثا قط ، ولكنها فكرت ( هل يأمر الدين الإسلامي بتغطية الجسد والشعر ؟ ) سؤال لم تكن تعرف له إجابة فكل النساء والبنات من حولها لا يفعلن ذلك ، فيما عدا الفلاحات والجدات لظروف خاصة لا علاقة لها بالدين ، هي نفسها كانت تصلي بانتظام منذ ثلاث سنوات وتحب حصص الدين جدا وتحفظ كل المقررات من آيات وأحاديث حتي لو لم يكن مطلوبا منها حفظها ، كانت تعتبرها فرصة لتملأ جوفها بهذا النور ، كما أنها كانت تبكي عند مشاهدة الأفلام الدينية في المناسبات ، تحدثت باستفاضة عن هذا المعني مع ( ابتسام ) وقد مالت كل منهما إلي ترجيح الإجابة بنعم ولكن كطالبات مجتهدات توجهتا بالسؤال للمختص من وجهة نظرهما الصغيرة جدا .
دهش الأستاذ محمد البحيري معلم اللغة العربية والدين وهو يتساءل بصوت خافت : (من قال لكما هذا ؟) قالت هدي في جرأة الغافل ( لا أحد ، مجرد تساؤل ) نظر لها بعيون متسعة ملؤها الدهشة والإعجاب وبها أيضا ظلال من خوف مبهم وقال وكأنه قرر أن يقوم بعملية انتحارية نعم ، يجب علي المرأة المسلمة تغطية جسدها بالكامل وشعرها وهو ما يسمي ( الحجاب ) وهو الزي الإسلامي للمرأة وهو أطهر للمرأة والمجتمع )
(الحجاب) إنها المرة الأولي التي تسمع فيها هدي هذه الكلمة ، لم تكن تعلم أن هذه الكلمة سوف تكون كلمة مفتاحية في حياتها وسوف تغيرها تماما وتلقي بها في عوالم جديدة لم تكن تخطر ببالها يوما .
وللحديث بقية إن شاء الله .
الله أكبر ، هي مفتاح النصر وكلمة السر التي فتحت طريق العودة للإيمان ، تدريجيا أدار المجتمع ظهره لبستان الاشتراكية الموعود بعد أن دخلوه فلم يجدوا فيه إلا الشوك والحسك ، وتوافد الجميع شيئا فشيئا علي نبع الإسلام الصافي ، في أجواء الفرحة وعلي أصوات الانتصار الرائع ، وأثناء متابعة برنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفي محمود تفتح وعي ( هدي )
كانت فتاة تمتاز بالإخلاص لكل ما تؤمن به و تحبه ، في الصف الأول الثانوي وقد نبهتها كلمات جدتها الحكيمة إلي شئ هام قالت الجدة ( اسمعي يا هدي لقد صرت آنسة ويجب عليك أن تودعي وللأبد عهد الطفولة وحماقاتها ، اهتمي بمظهرك وارتدي أجمل فساتين عند الخروج وإياك أن تخرجي بدون حقيبة اليد ، امشي الهويني وكوني عاقلة )
وهكذا ظهرت الآنسة ( هدي ) العاقلة دون أن تتخلي عن إخلاصها ، وفوق ذلك كانت صديقة للحياة تحبها الحياة وتبادلها نفس الحب والشغف ، ولذلك أحبها الناس و أحبتهم أكثر ، في مدرستها كانت البنات كلهن حلوات بريئات ـ وفقا لرؤيتها ـ عندما يقفن في طابور الصباح بالزي المدرسي الأزرق والأبيض والجوارب البيضاء والأحذية السوداء كن يشبهن سربا من اليمام ويعكسن صورا متعددة للجمال والحيوية الدافقة ، التقطت عين (هدي ) فتاة تقف في طابور الصف الثالث تغطي رأسها باستمرار بإيشارب أبيض كما أن ( الجوب ) المدرسي الخاص بها كان طويلا يقف عند ما قبل القدم ، سألت عنها زميلتها ( ابتسام ) فقالت لها :
( هذه سهام أخت سوسن زميلتنا ، إنها فتاة متدينة وتصلي كل الفروض ، سمعت أبله صوفي تقول لها ( أنت متدروشة ) لأنها رفضت ارتداء لبس الألعاب من دون بنطلون )
هدي مخلصة ولذلك لم يمر عليها الموقف دون تأثر ، الغريب أنها لم تذهب لتتعرف علي سهام المتدينة الوحيدة في المدرسة بل إنها لم يقدر لها أن تتبادل معها بعد ذلك حديثا قط ، ولكنها فكرت ( هل يأمر الدين الإسلامي بتغطية الجسد والشعر ؟ ) سؤال لم تكن تعرف له إجابة فكل النساء والبنات من حولها لا يفعلن ذلك ، فيما عدا الفلاحات والجدات لظروف خاصة لا علاقة لها بالدين ، هي نفسها كانت تصلي بانتظام منذ ثلاث سنوات وتحب حصص الدين جدا وتحفظ كل المقررات من آيات وأحاديث حتي لو لم يكن مطلوبا منها حفظها ، كانت تعتبرها فرصة لتملأ جوفها بهذا النور ، كما أنها كانت تبكي عند مشاهدة الأفلام الدينية في المناسبات ، تحدثت باستفاضة عن هذا المعني مع ( ابتسام ) وقد مالت كل منهما إلي ترجيح الإجابة بنعم ولكن كطالبات مجتهدات توجهتا بالسؤال للمختص من وجهة نظرهما الصغيرة جدا .
دهش الأستاذ محمد البحيري معلم اللغة العربية والدين وهو يتساءل بصوت خافت : (من قال لكما هذا ؟) قالت هدي في جرأة الغافل ( لا أحد ، مجرد تساؤل ) نظر لها بعيون متسعة ملؤها الدهشة والإعجاب وبها أيضا ظلال من خوف مبهم وقال وكأنه قرر أن يقوم بعملية انتحارية نعم ، يجب علي المرأة المسلمة تغطية جسدها بالكامل وشعرها وهو ما يسمي ( الحجاب ) وهو الزي الإسلامي للمرأة وهو أطهر للمرأة والمجتمع )
(الحجاب) إنها المرة الأولي التي تسمع فيها هدي هذه الكلمة ، لم تكن تعلم أن هذه الكلمة سوف تكون كلمة مفتاحية في حياتها وسوف تغيرها تماما وتلقي بها في عوالم جديدة لم تكن تخطر ببالها يوما .
وللحديث بقية إن شاء الله .