أنا عارف انى ماليش لازمه ولا وجود فى الدنيا, ولا كمان عندى صنعه كويسه, وبحس ان الناس اللى زينا لازم يموتوا عشان الناس دايما بتحسسنا اننا كلاب مش بنى ادميين, كتير يصعب عليا نفسى لما حد يشتمنى لما أجى اطوق العربيه, وكمان ببقى مضايق اوى لما الناس تهزأ فيا أو تلطشنى , يعنى الواحد بيحس انه ملطشه لاى حد"
"زى الكلاب المرمية فى الشارع لاحد بيسأل عنها ولاحتى بيعبرها بكلمه كويسه , عاملة زى صفيحة الزباله, واقل من كده كمان الناس طول الوقت بتبص لينا بقرف عشان شكلنا وهدومنا المقطعه , ساعات لما بشوف البنات مع اهاليهم ولابسين كويس بتحسر , وبقول لنفسى لو كان عندى اب وام كويسين ما كنتش سبت البيت وهربت بس برده كنا هنعمل ايه ما هو الفقر اللى خلانا نطلع من هدومنا ونترمى فى الشارع زى الكلاب"
" أنا حاسس انى هفضل طول عمرى سايس , مش هتغير نفسى بس يمد لى أى حد ايده عشان ابقى كويس , بدل البهدله دى والناس بتبص علينا من طراطيف مناخيرها , ده مره واحده راكبه عربيتها وانا بأبيع لها مناديل ايدى لمست ايدها فضلت تشتم فيا وطلعت الريحة بتاعتها قعدت تمسح فى ايديها, وعشان كده الموت احسن من الشارع وبهدلته اللى خلتنى الاقى فى شم الكله والبرشام احسن حاجه عشان انسى كل حاجه وحشه مش عايز أفتكرها"
بتلك الكلمات وصف عدد من أطفال الشوارع أحوالهم . التى هى فى كل الاحوال اقل آدميه من حياة الكلاب الضاله ولا تفرق كثيرا عن " صفيحه الزباله " ... حال الاطفال الثلاثة اللاتى لم تتجاوز اعمارهم 16 سنه هو نفسه حال ما يقارب 2 مليون طفل وطفله بيتهم هو الشارع موجودون على كل رصيف او اى زقاق او محطه سكه حديد و حتى الحدائق العامه , كل هذه الاماكن هى بيوت متنقله لأطفال لم يرتكبوا اى جرم فى حياتهم يعاقبون بسببه بتلك الحياه التى نشاهدها جميعا ونحن نمر فى شوارع القاهره نهارا وليلا واقصى تعاطف مكن ان نقدمه هو إعطاء حسنة للطفل ونتركه ينتفض من شدة البرد . نفس المشهد بالتأكيد شاهدته السيدة سوزان مبارك – راعية الطفوله و والرافضة بشده لما يتعرض له هؤلاء الاطفال من عنف وتحرش وحياه بلا معنى- هكذا تقول وتزعم فى كل عيد طفولة وكل مؤتمر او فاعليه خاصه بحقوق الطفل وعلى ذلك الشجب وتلك الادانه يصفق لها الجميع متوجينها الام الحنون التى ترعى اطفال الشوارع , لكن فى حقيقة الامر سيدة مصر الاولى لا تقدم اى شئ لهؤلاء الاطفال اللذين بحاجه لكل مليم وليس ملايين كالتى تنفق على المؤتمرات التى تعقدها السيده سوزان مبارك لتسجل فيها مجرد موقف امام كاميرات العالم ان الرئيس مبارك ونظامه وحرمه يرفضون ظاهرة اطفال الشوارع والعنف اللذى يتعرضون اليه
كما أن الحكومة لا تملك أرقاماً حقيقية عن واقع الكارثة وتقوم بالتقليل من عدد أطفال الشوارع تخفيفاً من حدة الأزمة. لكن غالبية التقارير تشير إلي وجود أكثر من 2 مليون طفل مشرد في مصر وب فإنهم عرضة للاستغلال في كافة أنواع الجرائم بما فيها الاتجار في المخدرات، ناهيك عن الاستغلال الجنسي لهم، حيث تشير الإحصاءات إلي تعرض نحو 80٪ من أطفال الشوارع للاعتداء الجنسي. أكثر من 2 مليون طفل مشرد في الشوارع.. أصبح الشارع وقسوته رمزاً لمحنتهم وسلوكاً لحياتهم، وينضم إليهم يومياً آلاف وآلاف الأطفال بعد أن عجزت السلطات المحلية عن التعامل مع هذا الملف الخطير في الوقت الذي يزداد فيه الفقراء فقراً ويزداد فيه اللصوص والفاسدون غني وسطوة ونفوذاً.
"أنا عندي 18 سنة عاوز مكان أبات فيه ، أكل وشرب نظيف . مش لاقي معاملة كويسة في الشارع الناس كلها بتفكر في مصالحها وبس ، وأنا بقى لي 8 سنين في الشارع مش لاقي علاج لعنيا كل ما أروح لصيدلية تطردني .. مبحسش إن الناس بتحبنا .. محدش حاسس بينا ".
هذه أقصى أماني طفل موجود في الشارع ، حظه العثر أنه لم يوجد في أسرة مستقرة مادياً واجتماعياً ، فلم يجد حضناً أدفأ من الشارع . لانه لم يجد سيدة مصر الأولى تفكر ولو لمره واحده ان توفر الملايين التى تفق على مؤتمراتها الفاخره وتقوم بإنشاء دار لرعاية هؤلاء الاطفال وتقديم الدعم الاجتماعى والانسانى لهم
هل فكرت السيده سوزان مبارك وغيرها من المتشدقين بحقوق الطفل المصرى فيما يريده هؤلاء الأطفال هل سألوا أحد هؤلاء الأطفال ماذا يمثل الشارع بالنسبة له ولماذا يحبه ؟
وألا تطالع سيد ة مصر التقارير الدولية مثل تقرير الخارجية الأميركية لعام 2008 الذى أشار الى تهريب أطفال الشوارع فى مصر واستغلالهم لأغراض مختلفة تتعارض مع حقوق الإنسان مثل التسول والجنس والعمل كخادمات بالنسبة للفتيات.وأن مصر تتذيل دول الفئة الثانية في قائمة الخارجية الأميركية التى تتعلق بالدول التي تحتاج الى تحركات أكثر ايجابية في مواجهة الظاهرة.
وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" قد حذرت من ان قرابة مليون طفل مصري ممن يطلق عليهم "اطفال الشوارع"، الذين يتعرضون لمخاطر العنف والاستغلال الجنسي مهددون بالاصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الايدز".
الشذوذ الجنسى مع الأثرياء .. ومن يعترض جزاؤه " الكى"
الاستغلال الجنسى للأطفال أمر طبيعي فى مصر واصبح التعامل معه على انه أمر عادى جرى الاعتياد عليه من كثرة وقوع جرائم التحرش والاستغلال الجنسى لهؤلاء الضحاايا . وجاءت واقعه " الزنجيرى " الذى تخصص فى أصطياد أطفال الشوارع الهاربين من اسرهم والاعتداء عليهم جنسيا , لتؤكد ان لايوجد ادنى سبل الرعاية والاهتمام بهؤلاء الاطفال وان كل المؤتمرات والاحتفالات التى يقيمها المجلس القومى للطفوله والامومه وفاعليات السيده سوزان مبارك لامعنى لها ومجرد " دعايا اعلانيه "
و تحمل أوراق القضية رقم 2198 لسنة 2009 وقائع جريمة كاملة الأركان ترتكب داخل العالم السرى لأطفال الشوراع الذين يتم استغلالهم في أعمال الرذيلة والسرقة وتجارة المخدرات.
البداية كانت وصول معلومات إلى رجال مباحث الأحداث بمحافظة الإسكندرية تفيد بقيام مسجل خطر باستغلال أطفال الشوارع في الأعمال المنافية للآداب ، وبالتنسيق مع مباحث الآداب بمديرية أمن الأسكندرية كانت المفاجأة أن المتهم يبلغ من العمر 60 عاما "مسجل سرقات".
ووفقا لما ورد في التحريات كان المتهم يستقطب الأطفال من الشوارع للإقامة معه فى منزله الكائن بمنطقة العصافرة ، حيث كان يعتدي عليهم مقابل إيوائه لهم ، ومن يرفض الانصياع لأوامره يكبل يديه ويربطه في السرير ويغتصبه. وأضافت التحريات أن المتهم كان يستخدم مسكنه في أعمال الشذوذ الجنسي بين هؤلاء الأطفال وبين زبائنه من الدول العربية وغالبيتهم من دول الخليج العربي.
وبلغ عدد أطفال الشوارع فى شقة المتهم أكثر من 50 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و15 سنة ، وكان المتهم يطلق عليهم أسماء نجمات مشهورات مثل شذا ونانسي وهيفاء وفيفي ومنة ، ويضع لكل طفل من هؤلاء تسعيرة معينة حسب شهرته لدى المترددين عليه من الزبائن والغريب أنه تبين أن المتهم متزوج من امرأتين .
وداخل سراي النيابة أمرت بالقبض على المتهم وباقتحام منزله تم ضبطه ومعه اثنان من أطفال الشوارع عمرهما 17 سنة ، واعترفا بكافة التهم المنسوبة إلى المتهم تفصيليا ، فأمرت النيابة بعرضهما على الطبيب الشرعي وحبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
وجاء الكشف عن هذه الجريمة بعد أن كان عدد من الإخصائيين الاجتماعيين في الإسكندرية قد دقوا ناقوس الخطر في الفترة الماضية من وجود أماكن في الإسكندرية تعرف باسم "المحرقة" ، وهي عبارة عن مأوى يضم تجمعات كبيرة من الفتيات المشردات يجري حجزهن فيها لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى شهر بعد اختطافهن على أيدي أفراد عصابة من أطفال الشوارع من أجل اغتصابهن
نرجع ونقول الناس دول ملهمش دهر