نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام آخر الأخبار



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




الرواية الأكثر إثارة أصبحت "الأكثر مبيعاً"

 



ما هي الرواية العربية الأكثر مبيعاً ؟ ولماذا تصبح كذلك .. هل لأنها تقدم كتابة مميزة فكريا وأدبيا أم لأنها تحمل عناصر الإثارة المختلفة ومنها كسر التابو أو المحظورات الثلاثة في السياسة والدين والجنس ؟ وما الفرق بين الأكثر مبيعا عربيا وعالميا ؟ أسئلة تضمنتها ندوة عقدت في إطار النشاط الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ، وشارك في الإجابة عليها كل من الروائي يوسف القعيد ، الناقد أحمد عبدالرازق أبوالعلا ، محمد هاشم صاحب دار " ميريت " للنشر ، والأديب الشاب أحمد العايدي .

ضرب الناقد والكاتب أحمد أبوالعلا بعض الأمثلة التي تثبت أن أسبابا كثيرة تقف وراء زيادة مبيعات الروايات ، ليست بالضرورة قيمتها الفنية والأدبية ؛ فتذكر أنه أثناء عمله مديراً للنشر بهيئة قصور الثقافة صدر كتاب بعنوان " كفك " وهو عبارة عن مجموعة قصصية قصيرة للكاتبة هدى جابر، وضع مصمم الغلاف عليه صورة " كف "، وقد حقق هذا الكتاب مبيعات غير مسبوقة وطبع منه ثلاثة ألاف نسخة تم توزيعها كاملة خلال ثلاثة أيام ، وبمرور الوقت أدرك أبوالعلا أن القراء اعتقدوا خطأ أن الكتاب يتحدث عن قراءة الكف وليس الحقيقة أنه مجموعة قصص أدبية !

كذلك عندما نشرت رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر طبع منها ثلاثة ألاف نسخة، وزعت منها 1200 نسخة وعادت بقية الأعداد إلى المخازن، إلى أن حدثت الأزمة الخاصة بالكتاب وتم مصادرة الـ 1600 نسخة المتبقية، فأصبح الكتاب الذي بيع قبل الأزمة بجنيهين يباع أثناءها بمائة جنيه وتهافتت دور النشر على إعادة طبعه ، وكانت هذه الرواية الأكثر مبيعاً ، ويرجع ذلك إلى الضجة التي أثيرت حولها.

الواقعة الثالثة التي ذكرها أبوالعلا هي أزمة الروايات الثلاثة التي شهدتها هيئة قصور الثقافة، وتأتي المفارقة هنا أن إحدى الروايات الثلاث لم تعرض بالسوق إلا يوما واحدا ثم سحبت أثناء الأزمة وسبقتها الرواية الأولى والثانية بفترة قصيرة وعادت هذه الروايات ولم تباع إلا نسخ محدودة، إلا أنه في نفس الوقت أثناء وبعد الأزمة بيعت هذه الروايات بأعداد كبيرة جدا وكانت تصور وتوزع في الخفاء بسعر باهظ جداً.

كما يستشهد الناقد بالكاتبة العالمية أجاثا كريستي والتي أصدرت أكثر من ثمانين رواية ووزعت أعمالها مليارات النسخ، محققة مبيعات ضخمة لدور النشر، ولكن قدمت الأديبة خمس روايات باسم مستعار بعيداً عن عالم الجريمة والرواية البوليسية التي اشتهرت بها ودفعتها لتكون الكاتبة الأكثر مبيعا لم توزع هذه الكتب أو تحقق مبيعات على الرغم من كونها لنفس الكاتبة.
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل



أعداد القراء

تكشف الوقائع السابقة برأي الناقد أحمد أبوالعلا أن ثمة عوامل أخرى تؤدي لأن تحمل الرواية لقب "الأكثر مبيعاً" غير العوامل الفنية وهي التي يمكن أن تكون سببا في نجاح و فشل أي كتاب عموما وليس رواية فحسب ، ويتساءل أبو العلا : لماذا كثر استخدام مصطلح "الأكثر مبيعاً" – وهو المصطلح غير دقيق وفقاً له - في وقتنا هذا في حين أنه لم يكن مستخدماً قبل هذا في فترة كانت الرواية العربية تشهد فيها ازدهاراً في الشكل والمضمون، فلم يطلق يوماً على روايات أديب نوبل نجيب محفوظ الأكثر مبيعاً على الرغم من نجاحها وإعادة طبعها وتوزيعها حتى الآن.

وقد أظهرت الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن منظمة اليونسكو حول القراءة في الوطن العربي إلى أرقام مخيفة وذات دلالة تكشف في نهاية الأمر أن ظاهرة الأكثر مبيعاً هي ظاهرة غير حقيقية في وطننا العربي – بحسب الناقد - لأن الإحصاء يشير إلى أن المواطن العربي لا يقضي أكثر من ست دقائق سنويا للقراءة في حين أن المواطن الغربي يقضي 36 ساعة سنويا للقراءة، وعلى هذا الأساس وصل التقرير إلى نتيجة أخرى مفادها أن الناشرين العرب مجتمعين يصدرون سنويا كتاباً واحداً لكل ربع مليون شخص في العالم العربي مقابل كتاب واحد يصدر لكل خمسة ألاف شخص في الغرب، أي أنه في مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مائة كتاب يصدر في الغرب.

إضافة إلى أن المعدل الثابت لطباعة الكتاب للعربي تتراوح ما بين 2000 إلى 5000 نسخة وهذه النسبة تمثل 3% من مجموع ما يطبع في العالم، هذه الأرقام جميعها وتلك الوقائع تكشف أن هناك أسباباً هي التي وقفت وراء هذا المصطلح "الرواية الأكثر مبيعاً".

كسر التابو

وتوجد برأي أبوالعلا العديد من العوامل التي تساعد على أن تتصدر بعض الروايات قائمة الأكثر مبيعاً ومنها "العنوان" والذي يفصح عن محتوى الرواية للقارئ العادي ويكون من الأسباب الأولية لإقبال القارئ لشراء الكتاب.

والسبب الثاني يكمن في المحتوى فعندما تتطرق الرواية لمناقشة موضوعات لافتة للنظر كأن تتناول أي من الثالوث الخاص بالجنس والدين والسياسة سواء في مجتمعات مغلقة أو مفتوحة تحقق أعلى مبيعات، خاصة وأن هذا الثالوث مازال من المحظورات في العديد من الدول العربية ومنها مصر ولازالت تصادر الروايات التي تتعرض له.

أيضاً تزداد المبيعات عندما تهتم الرواية بمعالجات تنتقم من التراث الذي يعد متخلفاً من وجهة نظر المؤلف، أو أن تكون الرواية موجهة لمهاجمة تيارات فكرية أو سياسية معينة.

كما تأتي ثقافة " المصادرة " لتتحكم بالسياق الذي يحكم ظاهرة الروايات الأكثر مبيعاً ؛ حيث أن ثقافة المصادرة وقمع الحريات هي التي تحول الكاتب الذي يقدم عملا روائياً يتم مصادرته لشهيداً بصرف النظر عن التقييم الفني له وتجعل كتابه الأكثر مبيعاً، ثم نكتشف عند وضع العمل على منضدة النقد أن مثل هذا العمل ضعيف ولا يستحق ما أثير حوله من ضجة، وب يجب أن نقف ضد فكرة مصادرة أي كتاب لأن مثل هذه العوامل هي التي تساعد على الرواج بصرف النظر عن القيمة وتساعد على البيع بصرف النظر عن الفنية التي تحكم العمل.

وقد أدى ظهور بعض التقنيات الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل مثل الإنترنت للترويج لبعض الكتب والتي ما كان ليروج لها بعيداً عن هذه التقنية.

أيضاً من النقاط الهامة والتي تسببت في رواج الروايات في منطقة الخليج وسوريا ومصر هي حرب الخليج والتي فضحت أو كشفت أمام الغرب وأمام أنفسنا أبعاداً اجتماعية واقتصادية وسياسية ربما لم تكن معلومة بالقدر الكافي، حيث أن تدخل القوة الأجنبية في المنطقة تحت زعم الحرية والديمقراطية هو الذي أعطى الفرصة للكتاب في تلك المناطق للاستفادة من هذا المناخ الجديد والمحكوم بفكرة الديمقراطية والحرية الأتية من الخارج، فقدموا كتابات مشحونة بفكرة الفضح والكشف والتمرد على الواقع وأصبحت هذه السمات هي التي تقدم أدباً مغايراً عما كان يصدر من قبل.

ويضيف الناقد أحمد أبو العلا أن الكتب الأكثر مبيعاً في مصر كلها مرتبطة بظروف وسياقات مجتمعية ويضرب المثل بروايتي "عزازيل" ليوسف زيدان التي هاجمت ثوابت في الفكر الديني المسيحي ، و"عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني التي تحدثت عن فساد المسئولين .

خدعة الطبعات

من جانبه أوضح محمد هاشم صاحب دار " ميريت " والذي أصدر حوالي 625 كتاب على مدار إحدى عشر عاماً، أنه عندما كان في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وجد الغرب يتحدث عن سوق آخر للكتاب حيث تبلغ حجم تجارة الكتب في ألمانيا حوالي 9.7 مليار يورو، والفارق الكبير واضح بين مصر وألمانيا في الأرقام .

ورأى أن كثير من الروايات والقصص المتواضعة أدبيا في مستواها تصبح " الأكثر مبيعا " بفضل الترويج في وسائل الإعلام والإنترنت ، كما انتقد سلوك بعض دور النشر التي تكتب على اغلفة الرواية " الطبعة الثانية " و " الثالثة " وهي لم تصدر غير طبعة واحدة أي ألف نسخة فقط ، وذلك لرفع المبيعات ، وهي نتيجة غير منطقية لأن الرواية تكون قد صدرت قريبا .

كما تأتي موجة التيارات السلفية لتؤثر بشكل كبير على صناعة الكتب حيث نجد مجلدات ضخمة تصدر بأسعار زهيدة على الرغم من التكلفة العالية للطباعة، وذلك نظراً للتمويل الكبير الذي يدعمها وهو ما يضيف على دور النشر المصرية.

وأكد هاشم أن الثقافة المصرية على الرغم من كل ذلك مازالت في حالة جيدة وخاصة لوجود قطاع كبير من الكتاب الشباب الذين أصبحت مبيعات كتبهم تحقق بالفعل نجاح وتوزيع جيد ، وأصبح العمل الروائي حالياً يوزع خلال ثلاثة أشهر فقط في حين كان قبل ذلك يستغرق ثلاث سنوات حتى يتم توزيعه.

وسائل الترويج

الكاتب الشاب أحمد العايدي صاحب رواية "أن تكون عباس العبد" والتي صدرت منها ثلاث نسخ، وديوان "العشق السادي" أشار إلى حقيقة أن الكتاب الذي يباع في أمريكا ويحقق مبيعات أقل من 100.000 نسخة لا يسمى الأفضل مبيعاً، ولكن في العالم العربي الأمر يختلف نظراً لانخفاض أعداد القراء فالكتاب الذي يحقق توزيع ألف نسخة بصبح الأكثر مبيعاً، كما أننا لا نتوخى الدقة حينما نؤكد بأن الكتاب ضمن الأكثر مبيعا إلا بعد مرور عام على الأقل من صدوره .
وقال العايدي أن مصطلح " الأكثر مبيعا " مخادع فهو وإن كان يساعد في زيادة توزيع الروايات ، إلا أنه يظلم كثير من الكتاب الحقيقيين والذين قدموا أعمالا تستحق الإلتفات لها ولكنها ليست بالضرورة الأكثر توزيعا ولا تتضمن قدرا عاليا من الإثارة .

وتحدث العايدي عن وسائل الترويج للكتاب والتي أصبحت تشبه أفلام السينما ، ومنها الفيس بوك والمدونات والقراء أنفسهم ، إضافة لظهور عدد كبيرمن الجوائز الثقافية المعنية بالإنتاج الأدبي الجديد .

من جهته رأى الأديب الكبير يوسف القعيد أن كلمة " الأكثر مبيعا " أصبحت كلمة ضاغطة تصنع إرهابا للكتاب وخاصة في مجال الرواية وخاصة في ظل انعدام مؤسسات في العالم العربي تتحقق من صدق هذه الكلمة ، وتدرس انتشار الكتب في السوق وحجم المبيعات الحقيقية وأرقام التوزيع لأي إصدار جديد ، مشيرا إلى اعتياد الناشرين العرب على التكتم على أرقام المبيعات الحقيقية .

يواصل : الروايات الأكثر مبيعاً ليست بالضرورة هي الأكثر خلوداً، وكلمة " الأكثر مبيعا " تحتاج منا للدراسة هل التركيز عليها مفيد للعملية الأدبية والثقافية بوجه عام أم لا .

ووجه القعيد نداء إلى د. صابر عرب رئيس الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب، بأن يتم الإعلان في ديسمبر من كل عام عن أرقام الطبعات الخاصة بالكتب في مصر في عام كامل وأسماء دور النشر التي طبعتها .






















المقال "الرواية الأكثر إثارة أصبحت "الأكثر مبيعاً"" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
باسم يوسف الأكثر إثارة وجدلا من صافيناز
ملابس اليسا الأكثر إثارة لعام 2010
لأمهات الأكثر إثارة": بيري تتصدر القائمة وغياب مفاجئ لجولي
براد بيت "مصاص الدماء" الأكثر إثارة
فساتين النجمات بـ "مهرجان القاهرة السينمائي" ‬حشمة ‬و ساندي الأكثر إثارة

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية