انتخابات الجمالية التي تجري في 14 مارس القادم.. بروفة مبكرة لانتخابات البرلمان في نهاية العام الحالي.. وبصرف النظر علي أسماء المرشحين.. كشف واقع المعركة منذ بدايتها ارتفاع ترمومتر المشاركة السياسية من جانب أهالي الدائرة ورغبتهم في انتخاب نائب برلماني بمواصفات يحلمون بتوافرها فيه أهمها ان يكون من بينهم.. يعرف مشاكلهم.. ويعمل علي حلها.. باعتبارها حقوقا لهم في "المواطنة".
لأول مرة يحرص الشباب علي ان يكون لهم دور فاعل في المعركة الدائرة.. انشأوا المدونات وكونوا جروبات علي الفيس بوك ويستخدمون رسائل ال sms بهدف تغيير الواقع بالدائرة إلي الأفضل.. ويقومون بتوعية أهالي الدائرة علي المقاهي والشوارع بأهمية المشاركة في اختيار النائب الأصلح.
فمنذ إعلان وزير الداخلية موعد قبول طلبات الترشيح لعضوية مجلس الشعب عن دائرة الجمالية. حتي بدأت حملة التربيطات من جانب المرشحين أو الأعضاء الحاليين أو من جانب المواطنين الذين اقتصرت رؤيتهم علي الفيس بوك أو حتي المنتديات أو في الشارع باعتبار الجمالية ومنشية ناصر تضم 15 ألف صوت انتخابي 8500 في منشية ناصر و6500 في الجمالية بداية من المبيضة وبرجوان والدرب الأحمر والدراسة والحسينية.
بداية المعركة كانت صادقة للمواطنين كما يقول نور الدين محمد "محاسب" من أهل الجمالية عندما تلقي عدد كبير من المواطنين والأهالي رسائل علي هواتفهم المحمولة - فور استقالة إبراهيم سليمان - من حيدر بغدادي ومحتواها "نائب الأمة يدعوكم لمفاجأة جديدة في مركز شباب الجمالية" وكانت الصدمة بإعلان دعمه لأحد رجال الأعمال في الانتخابات التكميلية.
ولم يقف أهالي الجمالية مكتوفي الايدي أمام هذه الرسائل القصيرة عبر المحمول بل عبروا عن رفضهم بشدة لها.. وانشأوا جروبات خاصة علي الفيس بوك تضمن نقل آرائهم بحرية كبيرة عن المرشحين في الانتخابات ومواصفات النائب الذي يمثلهم تحت قبة البرلمان عن طريق نقل أحاديث المقاهي بين الشباب والكبار علي المنتديات ومواقع الانترنت.
الوسائل الجديدة في مناهضة بعض المرشحين يتحدث عنها إيهاب جلال علي محامي ومن أهالي منطقة الجمالية ويقول إنه تقدم لعمل مجموعة خاصة علي الفيس بوك بعد ان وجدنا بعض النواب يطرحون أسماء بعينها. قررنا نحن شباب الجمالية المشاركة في الاختيار وتحديد النائب القادم ربما الوقت لا يكفي لتوجيه المواطنين بصورة جيدة لكن يكفي شرف المحاولة بعد ان شارك أكثر من 150 شخصا في جروب انتخابات الجمالية واراؤهم كلها تبدو ايجابية جداً.
نموذج سييء
هذه الرسالة التي اطلقها إيهاب لاقت قبولا لدي عادل عبدالباقي بالتربية والتعليم ويقول لقد عانينا أكثر من عشر سنوات من نواب لا يقدمون الخدمات إلا للمقربين منهم. فطوال هذه الفترة كانت الجمالية نموذجاً سيئاً لمرشح السلطة والمال الذي لم يقدم أي خدمات وتفرغ فقط للفضائيات.
يشاركه الرأي حمدي حسن صاحب شركة استيراد وتصدير ويشير إلي أنه سيختار المرشح غير المحتاج والذي ينظر إلي هذا المكان باعتباره خدمة للمواطن.. ومنطقة الجمالية لا تخلو من الكفاءات التي تستطيع ان تمثل الدائرة في مجلس الشعب. ويضيف ان القرار الآن أصبح في يد المواطن وتعددت روافد المشاركة سواء عن طريق النت أو الفضائيات والتي تكشف لنا كل جديد.
الاهتمام بالمواطن
فؤاد حامد صاحب ورشة نجارة يقول: إن دائرة الجمالية علي مدي 10 سنوات مضت لم تقدم النائب الذي يخدم الأهالي بتفان ويتواجد وسط الناس باستمرار ويسعي لحل مشاكلهم وخدمتهم فالطرق والصرف الصحي لم يستطع أي نائب أن يقدمها للمواطنين. لذلك أعجز عن اختيار المرشح الأصلح لهذه الدائرة فالكل يتحدث بشكل جميل ثم نجد شيئا آخر بعد النجاح.
أما فتحي محمود عرفات "أعمال حرة" فيري أهمية أن يعرف المواطن قيمة صوته الانتخابي.. وأن يتم الاهتمام بالمحليات بصورة أكبر باعتبارها أكثر ارتباطا بحاجات المواطن. ورغم عدم رضاه من أداء نواب الشعب إلا أنه سيدلي بصوته في الانتخابات.
وعلي العكس تماما يتحدث حمدي محمد "سائق" وهو يري نفسه من المحظوظين الذين حصلوا علي خدمات كثيرة من نائب الدائرة سواء في عدم دفع غرامات المخالفات المرورية أو الازالات وغيرها مؤكدا انه سيذهب إلي صناديق الانتخابات لاختيار نائبه.
ويقول أحمد عزب "أعمال حرة" انه فشل في الحصول علي خدمة واحدة من النواب الذين مثلوا دائرة الجمالية في مجلس الشعب أو حتي الشوري طوال العشر سنوات الماضية فلم يحصل علي وظيفة كريمة أو قطعة أرض للاستصلاح بعد أن حصل علي بكالوريوس الزراعة.. وبجرأة كبيرة يكشف حالة الخوف التي يعيشها المواطنون من النواب أو أنصارهم مشيرا إلي أن النائب أصبح مركزا قويا سواء بعلاقاته الأمنية أو مستخدم بطش أنصاره في تهديد من ينتقده.
لم يتحدث أحمد عزب وحده بهذه الجرأة ولكن مجدي حسن من سكان الجمالية يقول: انني عندما أريد أن أقضي مصلحة معينة لا تتم إلا عن طريق رجالة النائب وبدون ذلك لا تتوافر أي خدمات وأصبحت المصالح لناس بعينها وهو ما دفعه لاتخاذ قرار بعدم المشاركة في الانتخابات والتي لا تمثل له أي افادة وللأسف أصحاب المصالح من المسجلين خطر والبلطجية المعروفين في المنطقة هم الأشمل بالرعاية.
أصحاب مصالح
ويلخص محمود أحمد عبدالله مشكلته مع الانتخابات بقوله صوتنا ليس له أي قيمة.. فنحن لم نر محمد ابراهيم سليمان طوال 10 سنوات ولم يقدم أي خدمات سوي لبعض أصحاب المصالح الذين تربحوا من لعبة الانتخابات في دائرة الجمالية والمواطن الغلبان لا يستطيع أن يصل إلي ممثل دائرته فجميع المرشحين لا يملكون برنامجا لخدمة الدائرة والمواطنين فيها.
ويرفض فتحي عبدالفتاح تعميم الاتهامات علي نواب دائرة الجمالية فالأمر يختلف بين منشية ناصر والجمالية فالأولي يتم تقديم كل الخدمات فيها باعتبار ان حيدر بغدادي هو ممثل لمنشية ناصر يقف بجانب المواطن ويوفر له كل الخدمات ويذلل كل العقبات سواء الخاصة بالمحليات أو غيرها.
فقدوا الأمل
ويتحمس هشام محمد مجدي "أعمال حرة" لأهمية التعبير عن رأيه في الانتخابات منتقدا من يتهاون في الادلاء بصوته فمن وجهة نظره الثاقب هو الذي يصنع النائب الذي يمثله.
نفس الرأي ينادي به كل من محمد عبدالقادر "قهوجي" وعلي جمال سالم "بالمعاش" وإبراهيم عبدالسيد "محاسب" من أهالي منشية ناصر مؤكدين أهمية أن يحدث المواطن الفارق لصالح أحد المرشحين فالساحة مفتوحة أمام أي مواطن يجد في نفسه القدرة علي التغيير والرقابة التشريعية وخدمات المواطنين وهي ثالوث النجاح لأي نائب في الشعب أو الشوري يريد أن ينجح في الانتخابات.