يطالب ثلاثة من أمراء العائلة المالكة السابقة، أحفاد الأمير يوسف كمال، بالحصول على جزء من ميراثهم، بعد أن عادوا إلى مصر مؤخراً لأول مرة منذ ولادتهم، وحصلوا على الجنسية المصرية قبل يومين فقط من لقائنا بهم.
وكان الأمراء الثلاثة عنتر وبايا وموانا أبناء شهاب الدين حسين على حسن، عادوا إلى مصر مطالبين بالحصول على الجنسية المصرية وباحثين عن أسرتهم المالكة التى لم يروا أياً من أفرادها على الإطلاق، يسعون وراء بقايا ميراث وثروة حرم منها والدهم الأمير شهاب الدين حسين رغم الثروة الضخمة التى آلت إليه من جده الأمير يوسف كمال الذى كان أغنى أغنياء العائلة المالكة إلا أن حفيده الأمير شهاب الذى ترك مصر عام ٥٢ عاش ومات فقيراً للغاية ولم يجد حتى ما يعينه على تربية أبنائه الثلاثة.
فى شقة صغيرة بحى المهندسين حكى الأمراء الثلاثة حكايتهم من البداية فوالدهم هو شهاب الدين حسين من فرع إسماعيل داوود بالعائلة المالكة، غادر مصر عام ٥٢ بعد قيام الثورة إلى تركيا ومنها إلى إيطاليا التى عاش بها سنوات عمره لاجئاً غير مسموح له بالعمل رغم ثروته الكبرى التى تركها فى مصر، ويقول نجله الأمير عنتر إنه «كان يحكى لهم دائماً عن مصر»، لكنه لم يستطع أن يأتى لزيارتها «نظراً للظروف الصعبة التى مر بها أفراد العائلة المالكة الذين انقطعت صلتهم وأخبارهم عنا منذ أن مات والدنا».
بينما تؤكد شقيقته موانا أنها لا تعرف أياً من أفراد أسرتها و«كل ما سمعت عنهم أن لى عمات هنا بالقاهرة لا أعرف مكانهن ولا أى شيء عنهن»، وتروى موانا أنها بحثت فى أوراق والدها فوجدت شجرة العائلة التى لم تأت على أى ذكر لها ولشقيقيها، مشيرة إلى أنهم عادوا إلى مصر بمساعدة محمود صيام عمدة المصريين فى إيطاليا، ويتمنون أن تسمح لهم الظروف بالعيش فى مصر بقية حياتهم، لكنها ألمحت فى الوقت نفسه إلى أن إمكانياتهم المادية محدودة للغاية ولا تمكنهم من الإقامة فى مصر، إلا إذا حصلوا على أى جزء من ميراثهم.
من جانبه، أوضح محمود صيام، عمدة المصريين فى إيطاليا ورئيس الرابطة النوبية هناك، أنه ارتبط بعلاقة صداقة قديمة مع الأمير شهاب الذى عاش حياة صعبة للغاية فى إيطاليا وعمل لفترة محدودة كسمسار عقارات وأراض، لكنه كان يعيش كلاجئ ويعتمد على معونات الحكومة الإيطالية، مؤكداً أنه يساعد أبناء الأمير الراحل لأنه ائتمنه عليهم، مشيراً إلى أن الميراث لم يكن هدفهم الأول حين عادوا إلى مصر، بل البحث عن أسرتهم ووطنهم لذلك سارعوا إلى الحصول على الجنسية المصرية، لافتاً إلى أنهم كانوا يعيشون حياة متواضعة فى روما، فبايا مثلاً متزوجة من ميكانيكى وعنتر لا يعمل بعد إصابته بعجز فى قدمة نتيجة حادث.
وتحكى بايا تاريخاً من محاولات العائلة العودة لمصر، كاشفة عن أن والدها حاول كثيراً الاتصال بالحكومة من اجل استرداد بعض أملاكه أو الحصول على معاش يمكنه من العودة للحياة هنا فى مصر، لكنه لم ينجح رغم أنه راسل الرئيسين السادات ومبارك وعدداً من وزراء العدل.
وتكشف مخاطبات الأمير السابق إلى حكام مصر ومسؤوليها عن وضع مأسوى كان يعيشه فى روما، ففى خطاب أرسله إلى الرئيس السادات بتاريخ ١٤ يناير عام ١٩٨٠ قال: «مقدمه إلى سيادتكم شهاب الدين حسين ابن الأمير السابق محمد على حسين وأعرض على سيادتكم راجياً أن تنظروا إلى موضوعى بعين العطف والعدل، سافرت إلى إيطاليا منذ ٢٢ عاماً وما زلت بها للآن، وقد مارست مهناً مختلفة حتى المتواضع منها؛ كى أعيش أنا وأسرتى بشرف،
والآن وقد بلغت من العمر ٦٦ عاماً وأقيم مع ابنتى فى حجرة صغيرة وبحكم السن لا أجد عملاً منذ ٦ أشهر، وبالرغم من وعود الحكومات السابقة عند مصادرة أموال أفراد أسرة محمد على بمنحهم معاشاً يكفل سد احتياجاتهم، لم يتقرر لى أى شيء، مع العلم أنى وإخوتى نشترك فى ٨٠٠ فدان أوقفتها والدة المرحوم الأمير يوسف كمال وفى ٢٠٠٠٠ فدان بوقف قولة».
وفى خطاب آخر موجه إلى أنور أبو سحلي، وزير العدل والمسؤول عن إدارة الأموال المستردة، طالب الأمير السابق بالعودة إلى مصر وتوفير معاش مناسب له ولأسرته، لكن خطاباته ذهبت أدراج الرياح، واليوم يعود أبناؤه ليجددوا مطالبته بالحياة فى بلادهم بعد أن حصلوا على الجنسيه المصرية