أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن حماية لغة القرآن تبدأ من المدرسة، وأنه لا مانع من تعلم اللغات الأخرى، وأنما الذي يحاربه الإسلام هو تهميش اللغة الأصلية، وجعل اللغات الأخرى هي الأساس.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بالمؤتمر الذي عقده مجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين) على مدى يومين سابقين لبداية دورته الجديدة التي بدأت 7 إبريل الجاري، والتي يشارك فضيلته فيها للمرة الأولى بصفته عضوا مراسلا.
وتحدث القرضاوي عن أهمية العربية وخصوصيتها في كونها اللغة الدينية التي يقدسها، ويؤمن بقداستها مليار ونصف مليار من البشر، لافتا إلى أنه لا مانع من تعلم اللغات الأخرى، وأن الإسلام لم يمنع ذلك؛ حيث ذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود؛ لأنه كان لا يأمنهم على كتبه ورسائله في المعاهدات والاتفاقيات، فأتقنها زيد في ستة عشر يوما، لكن الشيخ القرضاوي نوه أن الذي يحاربه الإسلام هو تهميش اللغة الأصلية، وجعل اللغات الأخرى هي الأساس.
ثم ألقى القرضاوي الإثنين بحثا بعنوان: "اللغة العربية في قطر بين العناية والشكوى"، تعرض فيه لمظاهر العناية باللغة في دولة قطر، وأشار إلى إيجابيات هامة قامت بها الحكومة القطرية لدعم العناية باللغة العربية، من بينها: وضع مقررات إجبارية في "الجامعات القطرية"، واستعمال اللغة العربية بشكل أساسي في تسمية المرافق العامة للدولة، والمؤسسات الرسمية، والصحف، والمجلات، وبرامج التلفزة، والمراسلات الرسمية، والوثائق بالبنوك، وتسمية المحال التجارية، وغيرها.
لكن من ناحية أخرى نوه القرضاوي إلى خطورة إحلال اللغة الإنجليزية محل اللغة العربية في المقررات الدراسية، خصوصا في المناهج العلمية، وجعل العربية في المرتبة الثانية في التدريس خلافا للمنصوص عليه في الدستور والقانون.
كما أشار القرضاوي إلى أن الخطر الأكبر الذي يتربص باللغة العربية يأتي من جهتين:
الأولى: مزاحمة اللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية للغة العربية في المؤسسات التعليمية والشركات، بل ومؤسسات العمل المدني، وانتشار المدارس الأجنبية، وتوسع تعلم اللغات على حساب العربية.
وأشار القرضاوي للخطر الثاني الذي يهدد اللغة العربية، وهو: مزاحمة العامية لها في البيوت والشوارع، خاصة في بلاد الخليج المبتلاة بالعامية أكثر من غيرها من الدول العربية، فضلا عن اللهجات الآسيوية المنتشرة بالدول الخليجية؛ نظرا لتواجد كم ضخم من العمالة الآسيوية بالخليج؛ وهو ما يمثل خطرا من وجهة نظره، ليس فقط على اللغة العربية، وإنما على الأجيال الناشئة التي تتربى على لغة وثقافة ليست بعربية ولا إسلامية على أيدي مربيات قادمات من الفلبين وتايلاند.