يظن البعض انه وحده من يتأثر بما يتفاعل معه في هذا المجتمع ولكن يجهل البعض أنك كما تتأثر يتأثر غيرك ومن هذا المنطلق تأتي جملة ((عامل الناس كما تُحب أن تٌعامَل)).. لا يمر يوم إلا وقد قلت هذه الجملة على مسامع من حولي, وأحمد الله على ما لاقيته من الآخرين تجاهها, فقد سعدت عندما لاحظت أنها أصبحت تُردد كل يوم من قبل غيري قائلين : لقد اقتبسناها منك, ما أسعدني هنا أنهم قد اقتنعوا داخليا بهذه الجملة لدرجة أنها أصبحت ضمن نطاق حديثهم اليومي. لك أن تتخيل قارئي العزيز كيف سيكون مدى انتشار هذه الجملة إذا ما تناقلتها الألسن كل يوم لربما تعبر محيطات وقارات وبهذا سوف يسير على خطاها عدد كبير من الناس من جميع الفئات, ولك أيضا أن تتخيل مدى التغير الذي سيحدث في العالم لو سرنا جميعا على هذه الفكرة, تخيل كل منا يحسب حسابا للآخرين ويعاملهم بأحسن الطرق وبكل أخلاق لان هذا ما يرجوه منهم. وأقول لك حتى ولو اتبعت هذا الأسلوب ولم تلقى من غيرك ما يلقاه منك فلا تيأس لأنك بذلك ستكون مثابا بل ولك أجرا عظيما وستكون قد حققت معايير الأخلاق وأسس المعاملات بين الناس. يقول البعض انني لا يهمني مشاعر الآخرين بل كل ما يعنيني هو ما يصيبني من حزن او فرح تأثُرا بالآخرين , ألا ترى ان في ذلك الرأي كل ما تحمله الكلمات من انانية وحب النفس , ظلم وكره للآخرين لانك اذا ما تمعت النظر في هذه المسألة ستعلم ان غيرك يصيبه ما يصيبك من شعور من قبل ما يواجهه من الآخرين, تخيل نفسك قد أحرجك غيرك بكلمة ما أو بلفظ غير لائق ماذا سيكون شعورك؟ أستشعر بالسعاده؟ أم سيتملكك الحزن الشديد هكذا هم غيركك ممن لا تقدر مشاعرهم وتهين احساسهم. من هنا أدعوك اخي العزيز بأن تتق الله في تعاملك مع الآخرين لأنهم اذا ما وفيتهم حقهم في الدنيا سيؤخذ الحق غصبا عنك في الىخره ولك ان تختار الاحسان الى الناس ورحمة الله تعالى ام الاساءة اليهم وعقاب الله الشديد دنيا وآخره..