لكل إنسان حدث ما يغير تماماً مجرى حياته .. وكان الانضمام إلى صفوف الأهلي عام 2004 بمثابة البداية الحقيقية لمحمد أبو تريكة الذي أصبح أهم لاعب كرة قدم في مصر في الفترة الحالية ، وحقق خلال عامين ونصف ارتدى فيهم القميص الأحمر كل ما يتمنى إنجازه لاعب كرة القدم طوال حياته وبسرعة جعلته يصف تلك الفترة بأنها كـ"الحلم".
استطاع أبو تريكة الفوز مع الأهلي ببطولة الدوري مرتين ودوري أبطال أفريقيا وبطولة الأمم الأفريقية مع منتخب مصر ، وكان تأثيره ملحوظا في كل تلك البطولات.
وجاء فوزه بلقب هداف الدوري هذا الموسم برصيد 18 هدفا ، بالاضافة إلى لقب أفضل لاعب هذا العام ليضيف لإنجازاته ألقابا شخصية ، كما أنهى أبو تريكة الموسم دون الحصول على أي بطاقات ملونة.
وحفر أبو تريكة اسمه في قلوب مشجعي الأهلي باحرازه ستة أهداف في مرمى الزمالك الغريم التقليدي في خمسة لقاءات قمة فقط شارك فيها.
الشواكيش .. البداية
وبالطبع لم يخطر ببال محمد محمد محمد أبو تريكة الذي ولد في 7 نوفمبر عام 1978 وهو يركل الكرة في شوارع حي ناهيا الشعبي في محافظة الجيزة أنه سيصبح أبرز نجوم الكرة المصرية في وقت ما ، ولكن كان انضمامه إلى نادي الترسانة أحد خطواته نحو النجومية.
ورغم عدم إلتفات أعين النقاد إليه خلال تلك الفترة ، إلا أن الأهلي حاول ضمه أكثر من مرة ، ولكن محاولاته باءت بالفشل في ظل إصرار مسئولي "الشواكيش" على عدم التفريط في بيضتهم الذهبية التي تبقيهم كل عام في الدوري الممتاز.
وكان أبو تريكة قد تم تصعيده للفريق الأول في الترسانة وعمره 17 عاماً ، وتم ضمه للمنتخب الأوليمبي أكثر من مرة ، لكنه لم يشارك سوى في دقائق قليلة من مباراة للفريق أمام كوت ديفوار في القاهرة عام 1999 مرتديا القميص رقم 7 ، في الوقت الذي كان يلعب فيه فريقه الترسانة في الدرجة الثانية.
وبرغم سعادة البعض بتألق أبو تريكة الحالي ، إلا أن هذا التألق يؤكد فشل المنظومة الكروية المصرية التي لا تبرز موهبة بهذا الحجم إلا بعد أن تخطى اللاعب الـ26 عاما عندما ارتدى قميص الأهلي.
المحلية اتهام باطل
وكانت محطة كأس العالم للأندية في اليابان مرحلة محبطة لجميع نجوم الأهلي وأولهم أبو تريكة ، ولم يتمثل الإحباط في الخسارة المفاجئة من اتحاد جدة السعودي فقط ، بل أيضاً لاتهامهم من قبل الجميع بأنهم لاعبين "محليين".
ولم تنته نغمة الاتهام بـ"المحلية" عن رأس أبو تريكة إلا في فبراير الماضي بعد مشاركته الفعالة والحاسمة مع المنتخب في بطولة الأمم الأفريقية ، وستظل لحظة إحرازه هدف البطولة خلال ركلات الترجيح عالقة بالأذهان.
ولا ينقص هذا اللاعب على حد قوله إلا الوصول لنهائيات كأس العالم ، بعدما لم يحالفه الحظ خلال عام 2006 ، وهو ينتظر بفارغ الصبر بطولة جنوب أفريقيا 2010 آملا أن يحقق خلالها حلمه قبل الاعتزال.
الاحتراف أم نادي المائة؟
ويعد أبو تريكة أحد أبرز النجوم الحاليين الذين اقتربوا من دخول نادي المائة هدف في الدوري الممتاز في حالة بقائه على نفس نسبة التهديف الحالية ، ولكنه في هذه الحالة لابد أن يتنازل عن حلم حياته الذي يرادوه الآن بشدة وهو الاحتراف الأوروبي.
أحرز أبو تريكة 65 هدفاً في الدوري مقسمة بين 27 هدفا مع الترسانة في ثلاثة مواسم ونصف قضاها مع الفريق في الدوري الممتاز ، و38 هدف مع الأهلي خلال موسمين ونصف.
جوزيه .. الأب الروحي
وعلى الرغم من أن كثير من اللاعبين يرون أن العلاقة بين اللاعب ومدربه علاقة عمل فقط ، خاصة إذا كان هذا المدرب أجنبيا ، لكن أبو تريكة لا يؤمن بهذا ، والدليل علاقته المتميزة مع البرتغالي مانويل جوزيه الذي يؤكد أبو تريكة دائما أهميته في حياته الاحترافية لكرة القدم ، وكيف ساعده المدرب البرتغالي المميز على تطوير أدائه منذ انتقاله إلى الأهلي.
"تريكا 22" كلمة السر
أصر أبو تريكة ألا يدخل في صراعات النجوم حول أرقام القمصان ، وهو ما يفعله دائماً لاعبي كرة القدم الذين يصرون على الحصول على أرقام 9 أو 10 أو 7 أو 14 الأكثر شهرة بين اللاعبين ، ولكنه احتفظ بالرقم 22 الذي بدأ به مشواره بالقميص الأحمر ، وهو رقم جديد على الملاعب المصرية سواء مع الأهلي أو منتخب مصر ، ليجعل منه رقما مطلوبا لدى اللاعبين الشباب تيمنا به ، كما تراه على ملابس الجماهير أو مرسوما على وجوههم تعبيرا عن حبهم لنجم الأهلي الكبير.
والطريف في مشوار أبو تريكة أن جماهير الأهلي وجدت صعوبة في أن تتغنى باسمه لثقله في النطق ، حتى استوحى الجمهور اسم "تريكا" من اللقب الذي أطلقه عليه هداف الكرة المصرية على مر تاريخها حسن الشاذلي والأب الروحي للاعب إبان فترة لعبه بين صفوف الترسانة.