هذا حوار مع شاب سعودى
ولد هذا الشاب في بوابة الحرمين الشريفين وعروس البحر الأحمر جدة، بدأ ولأنه شغوفاً بالتكنولوجيا
فمنذ أن كان عمره ثلاثة عشر عاماً بدأ باستخدام الحاسب الآلي بأنظمته المعقدة حينها، ولأنه كان محباً
للتواصل مع أهله وأصدقائه عبر الرسائل عبر البريد العادي حينذاك جاء البريد الإلكتروني في العام 1999
فعد ذلك قفزة علمية في حياته في سهولة التواصل إرسال رسالة واستقبال أخرى عبر الجهاز في
المنزل فتطور الأمر إلى الشات(المحادثة الفورية) ولأن لغته الإنجليزية ممتازة من الصغر فقد قرر أن
يدخل إلى غرف الدردشة الإنجليزية، وعلى رغم نظرة المجتمع السلبية كما يراها هو فقد قرر أن يخوض
هذا الغمار ويستمر فيه ويحاول أن يخدم دينه عبرها فأسلمت على يديه أمريكيتين وصمم برنامجاً صدرت
منه النسخة الأولى وقريباً النسخة الثانية أسماها (البتار للرد على الشبهات) يهتم برد الشبهات التي
يختلقها أعداء الإسلام لمحاولة زعزعة إيمان البعض، درس برمجة الحاسب الآلي وتخرج ويعمل بإحدى
شركات البرمجة .. ذلك هو لؤي الشريف البالغ من العمر 24 عاماً كان معه هذا الحوار:
*كم وقت تستغرق على الشات ؟؟
حالياً أستغرق ثلاث إلى أربع ساعات أسبوعياً, وفي الماضي كانت ساعتين يومياً
*كيف ترى نظرة المجتمع لمن يدخلون هذه البرامج ؟؟
أ
راها نظرة في غالبها السلبية, إذ أنهم ينظرون إلى معظم الشباب الذي يدخل الشات على أنه شاب
تافه يريد قضاء فراغه بالتسكع والانحراف, ولو أني لا أُنكر وجود هذه الطائفة إلا أنه لا يجوز التعميم على
كل من يدخل الشات على أنه كذلك, فالحمد لله الخير موجود في أمة أبي القاسم إلى يوم يُبعثون, ومثل
هذه الجهود للدعوة في الشات كفيلة إن شاء الله بتغيير النظرات السلبية لمرتادي الشات من الجنسين.
*أسلمت على يديك حتى الآن أمريكية عن طريق الشات.. كيف تعرفت عليها ؟؟
كان يوم أكثر من عادي , رجعت من جامعتي , استلقيت قليلاً , ثم فتحت جهازي ودخلت غرف الشات
لأتحدث قليلاً مع أصدقائي , فاجأني أحدهم بأن هناك أمريكية كاثوليكية تميل إلى الإلحاد يعرفها تريد
التعرف أكثر على الإسلام, وأن لديها ميولاً «فطرية» إلى الدخول فيه ولكن لديها بعض الأسئلة
والاستفسارات عن هذا الدين حتى تدخل فيه بشكل نهائي وعن اقتناع تام, وحقيقة الأمر أن هذا
الصديق فاجأني إذ أني لم أتوقع أبداً أن يكون الشات أو النت وسيلة لدخول أحد في الإسلام بهذا
الشكل وبهذه السرعة.
قامت الأمريكية (كيمبرلي) بإضافتي على الماسنجر وقمنا بالتعريف بنفسنا في البدء ثم دخلت معها
في الموضوع بشكل مباشر
*عن ماذا حدثتها في البداية ؟؟
وتكلمنا عن أهمية وجود الدين في حياة الإنسان وأن أغنى الأغنياء في أمريكا مثل (دونالد ترامب) قال
في مذكراته أن الروحانيات ضرورية مع حب المادة, وأخذت تذكر لي كيف أنها غير مقتنعة أن الإنسان
يولد بخطيئة مثل اعتقاد النصارى وأن الرب مستحيل أن يكون هو ذلك الشخص المصلوب الذي مات من أ
اجل خطيئة لم نرتكبها نحن.
*عن ماذا سألتك قبل أن تدخل الإسلام وكيف أجبتها ؟؟
قامت بسؤالي عن سبب إرسال الله الأنبياء والحاجة له, فضربت لها مثلاً بمدرسة فيها تلاميذ كُثر يريدون
النجاح للخروج من هذه المدرسة إلى المرحلة المقبلة, فالمعلمون مثل الأنبياء والتلاميذ هم البشر ولا
خلاص لهؤلاء التلاميذ من غير المعلمين, إلا أن وكيل المدرسة أرشد الطلاب إلى إتباع معلم واحد نسخ
بعض ما قاله قرناؤه وأبقى على بعض ما قالوه وذاك هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعدها سألتني (كيمبرلي) عن الجهاد في الإسلام واقترانه بالسيف فقلت لها: إن الجهاد مشروع في
الإسلام لدفع الظلم أو لنشر الدعوة إن تعرضت للمنع بعكس ما يحصل الآن مثلاً في حالة مخاطبتي لها,
فلا يمنعني أحد من إيصال الحق لها بعكس العصور الماضية, وأن الحرب المقدسة في الإسلام كانت
مثل الحرب المقدسة التي خاضها أنبياء مثل فتى موسى عليه السلام يوشع بن نون مع الفلسطينيين
والنبي داود مع العماليق وغيرهم من الأنبياء, وأن الجهاد هو الحصن الحصين لهذا الدين ولا يستقيم أي
دين إلا بكتاب يهدي وبسيف يمضي.
ثم سألتني عن الحجاب وتغطية البدن فقلت لها إن لدينا مدرسة تقول بوجوب غطاء الوجه ومدرسة تقول
بخلاف ذلك وكلتا المدرستين على اتفاق بوجوب ستر البدن كاملاً , لإن الله خلق شهوة حب النساء في
الرجال بشكل فطري, ولا يحق للعبد أن يسأل سيده لماذا علي أن أفعل كذا ولماذا علي ألا أفعل كذا ؟
*كيف اقتنعت (كيمبرلي ) بالدخول إلى الإسلام ؟؟
بعد نقاشات طويلة استمرت زهو الأسبوعين فاجأتني (كيمبرلي) أنها تريد الدخول إلى الإسلام!!
وسألتني: «ماذا علي أن أفعل لكي أكون مسلمة؟» وقالت إنها متأكدة من قرارها, و والله إنها فرحة
أصابتني بشكل لم أتوقعه!! كيف لهذا الشات ولهذا الإنترنت أن يكون سبب في هداية امرأة في أقاصي
الكرة الأرضية إلى الإسلام ؟ إن «شباب الشات» إن صحت تسميتهم ليسوا كلهم طلاب عبث وعربدة كما
يحاول الكثير أن يصوروهم ولكن فيهم المقتصد وفيهم الجاحد.
واتفقنا على يوم لاستضافتها في غرفة من غرف الشات مع حضور بعض الشهود لتلقينها الشهادتين
لتدخل في الإسلام على أن أقوم بتعليمها فرائض الدين كالصلاة والصيام والزكاة وحج بيت الله الذي
تتمناه الأخت كيم, وفعلاً نطقت الشهادة وبكت بعدها بكاء شديداً وقالت: «أشعر أني ولدت اليوم» وبكى
كل من في الغرفة.
*هل تم تسجيل نطقها بالشهادة ؟
نعم, تم تسجيل صوتها وهي تنطق الشهادة بحمد الله ليكون شاهداً لها, وقد قالت لي إنها حينما ذهبت
للمركز الإسلامي في ولايتها وطالبوها بالنطق بالشهادتين أبرزت لهم الشريط الذي أغنى عنها ذلك
وكان له فائدة محمودة ولله الحمد والمنة.
* كيف برأيك يستطيع الشاب استغلال (الشات) في الدعوة إلى الإسـلام كما فعلت ؟؟
أولاً أنا لم أفعل الكثير إنما هو مجهود بسيط جداً, أعتقد أن استغلال الشات يكون مواتياً على حسب كل
شاب ومقدرته, فيستطيع أي شاب أن يقتطع جزءاً بسيطاً من سيرة رسول الله في ثلاثة أو أربع أسطر
ويقوم بنسخها ولصقها في غرف الشات الأجنبية متبوعة بموقع إسلامي لشرح السيرة والإسلام باللغة
الإنجليزية مثلاً, فيكون بذلك دلَّ على خير عظيم بأسهل شكل ولا يدري لعل أحدهم يدخل في دين الله
من هذه السطور القليلة التي قرأها وتبعتها قناعات عظيمة.
*أين تكمن أخطار الإنترنت بما فيه الشات برأيك ؟؟
في الحرية التي لا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين, فلكل شيء حد, فالحرية الزائدة وتوابعها من نشر
للأفكار والثقافات الهدامة والإباحية هو أكبر خطر على الشباب والفتيات.
*ماهي خططك القادمة للدعوة عبر الشات ؟؟
أولاً أحب أن أشكر كل من وقف بجانبي في شأن إسلام الأخت (كيم) وخاصةً خالتي العزيزة التي
أعطتني مبلغاً ليس قليلاً من المال لشراء الكتب لها وأحب أن أبشر كل إخواني المسلمين أن مسيرة
الدعوة إلى الله عن طريق الشات ما زالت مستمرة وأثمرت أخيراً بإسلام أخت أمريكية أخرى اسمها
(ستيسي) وبمساعدة أحد نوادي الفتيات في جدة قمنا بإرسال كتب إسلامية لها لتكون معينة لها على
فعل الخيرات, وما زالت القافلة مستمرة بفضل الباري. إضافة إلى إصدار النسخة الثانية من برنامج
البتار في شهر رمضان إن شاء الله.