قبل نهاية القرن التاسع عشر، زحفت لتحتل مركز الصدارة، وفي البداية ظهرت الكاميرا، التي أظهرت القدرة الهائلة على إنتاج صور مُطابقة للطبيعة، وللحظة العابرة، بطريقة آلية.
والمعروف أن ما يمكن رؤيته يصبح قابلاً للتصديق بطريقة مُذهلة، على رغم شيوع المعرفة بإمكان خداع الحواس، وفي العام 1898، أطلق الأخوان "لوميير" السينما بأخيلتها وصورها. وفي العام نفسه، وضعت "ماري كوري" يدها بين انبوب الراديوم وشريط من السليلويد، فظهرت صورة عظام اليد وخاتم الزواج.
تلك كانت أول صورة بأشعة اكس، وأشارت إلى بداية عصر في العلم، ودمغت تلك الاكتشافات القرن العشرين بطابعها البصري المميز، فأضحى عصراً لهيمنة ، خصوصاً مع انتشار السينما.
بلغت هيمنة المرئي ذروتها مع التلفزيون وانتشاره، فكان الأداة المفضلة لفن ، وما تزخر به من قيم ودلالات، والمفارقة أن أحد المبتكرين الأوائل لتقنية البث التلفزيوني، الأميركي "فيلو فرانسوورث" أشتهر بحذره من خطورة هذه الأداة.
ولد فرانسوورث في 19 يوليو 1906م في ولاية يوتاه الأميركية، وأظهر تفوقاً لافتاً في علوم الفيزياء النظرية، وأدهش معلميه عندما استطاع أن يشرح نسبية آينشتاين في سن مبكرة، وانشغل في صباه بإيجاد تطبيقات عملية للأثر الكهربائي- الضوئي، الذي اكتشفه آينشتاين فنال عنه جائزة نوبل للفيزياء. وفي تفاصيل ذلك الاكتشاف، الذي يعتبر أساس التلفزة ولاحقاً الكومبيوتر، أن آينشتاين تنبّه إلى واقع أن مرور حزم ضوء من نوع خاص (وبقول آخر تيار ثابت من الالكترونات)، في دائرة كهربائية متوترة، يؤدي إلى توليد أنماط خاصة وأشكال معينة من الموجات الكهرومغناطيسية. وبعبارة أخرى، يمكن للموجات الكهرومغناطيسية أن تتحوّل إلى خطوط ورسوم. والتقط الصغير "فيلو فرانسوورث" هذا الخيط، وعمل بدأب على بلورة فكرة استلهمها من وحي الحقل وأثلامه وخطوطه المتوازية.
وقبل أن يبلغ الرابعة عشرة، فكّر في إمكان تقطيع إلى مجموعة من الخطوط الصغيرة المتوازية، وتصوّر أيضاً انه من المستطاع إعادة إنتاج تلك الخطوط الالكترونية على شكل موجات كهرومغناطيسية قابلة للبث، بحسب نظرية آينشتاين عن الأثر الضوئي- الكهرومغناطيسي. وهكذا، توجب عليه أن يبتكر 3 أشياء: جهاز يحوّل صور الكاميرا إلى خطوط الكترونية صغيرة، وأداة لتحويل تلك الخطوط إلى موجات كهرومغناطيسية مُحدّدة، وجهاز يتجاوب مع تلك الموجات الكهرومغناطيسية، فيعيد تحويلها إلى خطوط الكترونية صغيرة تتطابق مع الصور التي «انطلقت» منها أصلاً.
وخلال مسيرته العلمية، استطاع فرانسوورث أن يصنع اثنين من تلك الأشياء الثلاثة فقد ابتكر جهازاً لتقطيع الصور إلى خطوط مستقيمة صغيرة، وسماه "ايميج ديسكتور Image Dissector" ، وذلك في العام 1927م. وبعد عامين، صنع جهازاً لإعادة إدماج تلك الخطوط وسماه "فيوزر" Fusor ، وهو الذي سمح فعلياً بصنع التلفزيون الالكتروني. ويعود الى جون لوغي بيرد صنع الجهاز الثالث، أي الجهاز الذي يحوّل الخطوط الالكترونية المُقطّعة إلى موجات كهرومغناطيسية قابلة للبث، إضافة إلى صنعه انبوب مهبط الكاثود، الذي يسمح بتحويل الصور التي يجمعها جهاز «الفيوزر» إلى مشاهد تعرضها الشاشة الفضية.
في العام 1921، استطاع "فرانسوورث" أن يُبلور الفكرة الأساسية عن صنع الصور الالكترونية وبثّها. وفي العام 1927، طبّق فكرته حول تقطيع ، بواسطة تجربة دخلت تاريخ التكنولوجيا؛ إذ رسم خطاً مستقيماً وسط مُربع من الزجاج المطلي باللون الأسود، ثم وضع هذا المربع بين جهاز تصوير خاص، بمقدوره تقطيع إلى خطوط الكترونية صغيرة.
فرانسوورث رأى في التلفزيون وحشاً مرعباً وجعل في الطرف الآخر جهازاً يُشبه لمبة الإضاءة، يقدر على تحويل تلك الخطوط إلى موجات، وفي غرفة ثانية، وضع "فيلو فرانسوورث" ما يشبه الشاشة لاستقبال ، وعند تشغيل الأجهزة، انتقلت صورة الخط المرسوم في المربع إلى الغرفة الثانية، واعتبر ذلك تجربة أولى في البث المُتلفز الالكتروني. وللمزيد من الإضاءة على ذلك الاختراع، يكفي الإشارة إلى أن الصوت يُبث عبر موجات كهرومغناطيسية، هي موجات الراديو، كما أثبت المبتكر الايطالي ماركوني. وهكذا صارت الموجات الكهرومغناطيسية «ناقلاً» مشتركاً للصوت وللصورة.
ولم يعمل فرانسوورث على الصوت، ولا على إدماج الصوت و، ولا على صنع أجهزة تتولى التقاط الموجات الكهرومغناطيسية التي تحمل الصوت و معاً. تلك أمور أنجزها مبتكرون آخرون، مثل الاسكتلندي "جون لوغي بيرد".
وفي المقابل، يرجع الفضل إلى فرانسوورث في ابتكار أداة تقطيع الصور إلى خطوط الكترونية، وكذلك تحويل تلك الخطوط إلى موجات كهرومغناطيسية، تُشبه موجات الراديو، وبهذا المعنى يُنظر إلى فرانسوورث باعتباره المبتكر الذي مهد لظهور التلفزيون الالكتروني.
وفي العام 1939، نال براءة اختراع كرست لإسهامه في ابتكار التلفزيون، ولم يترك فرانسوورث وراءه سوى مقابلة تلفزيونية منفردة، كرر خلالها انتقاد هيمنة التلفزيون على الحياة اليومية. ووصف ذلك بأنه: «أمر مؤلم جداً». ولاحقاً، تحدثت زوجته، التي توفيت في العام 2004، تكراراً عن وجع فرانسوورث من التلفزيون الذي ساهم في ابتكاره وانتشاره.
وذكرت انه وصف ذلك الجهاز بأنه "نوع من الوحوش، متنكر على هيئة أداة للترفيه عن الناس"، ونقلت عنه أيضاً خشيته من ـن يُضعف التلفزيون القدرات العقلية لابنه، وفي العام 1971، توفي فرانسوورث، بعد أن بات شبه منسي!
1898: اخترع الأخوان لوميير السينما، أول شاشة ترفيه في الأزمنة المعاصرة.
1905: اكتشف آينشتاين الأثر الضوئي للموجات الكهرمغناطيسية Photo Electromagnetic Effect، الذي يعتبر الأساس العلمي لابتكارات تكنولوجية مثل التلفزيون والكومبيوتر وغيرهما.
1925: ابتكر الاسكتلندي جون لوغي بيرد آلة لبث والصوت، سماها «تيليفايزر» Televisor.
1926: استطاع بيرد صنع أنبوب مهبط الكاثود Cathode Tube، الذي يشكل حجر الزاوية في جهاز التلفزيون. ارتكز ابتكار بيرد إلى اكتشاف آينشتاين للأثر الضوئي- الكهرمغناطيسي. وفي العام نفسه، نال آينشتاين جائزة نوبل للفيزياء عن هذا الاكتشاف أيضاً.
ويعتبر 26 كانون الثاني (يناير) 1926 التاريخ شبه الرسمي للبث التلفزيوني الأول تاريخياً، عبر تجربة قادها بيرد، الذي استفاد من منجزات آخرين، وخصوصاً الأميركي فيلو فرانسوورث، ليبتكر التلفزيون وموجات بثّه.
1927: ابتكر فرانسوورث آلة لتقطيع الصور إلى خطوط الكترونية صغيرة، سمّاها «ايميج ديسكتور» Image Dissector (مُقَطّع ). كما استطاع تطبيق فكرته عن بث عبر الموجات الكهرمغناطيسية.
وفي نفس العام استطاع بيرد تطوير ابتكار فرانسوورث ليطلق أول بـث متـلفز يعبـر مسافة طويلة.
1928: أجرى فرانسوورث عرضاً علنياً لابتكاره في نقل الصور عبر الموجات الكهرمغناطيسية. وفي تموز (يوليو) من السنة نفسها، ابْتُكر التلفزيون المُلوّنColoured TV .
1929: ولادة التلفزيون الالكتروني Electronic TV، الذي لا يضم أجزاء ميكانيكية، بفضل جهود مشتركة قادها بيرد، وساهم فيها فرانسوورث بجهاز «فيوزر» Fusor الذي يُعيد جمع الخطوط الالكترونية الصغيرة.
1936: أطلقت مؤسسة «بي بي سي» البريطانية أول بث تلفزيوني تاريخياً من قناة حكومية، بالاستناد إلى التكنولوجيا التي ابتكرها بيرد.
1950: ولادة تلفزيون الكابل Cable TV في الولايات المتحدة.
1953: ابتكار البثّ المُلوّن Coloured TV Broadcast في أميركا، فيما صنعت اليابان بثاً تلفزيونياً للمرة الأولى في تاريخها. وبعد فترة قصيرة، ابتُكر الترانزستور Transistor، فصار أساساً في صناعة أجهزة الراديو والتلفزيون.
1962: أطلقت الولايات المتحدة القمر الاصطناعي الأول المخصص للبث التلفزيوني، واسمه «تيليستار» TeleStar ، مُفتتحة عصر البث عبر الأقمار الاصطناعية Satellite TV Broadcast .
1965: صنعت شركة «سوني» اليابانية أول نظام فيديو منزلي، حمل اسم «بورتاباك».
1969: نشرت شبكة «أربانت» Arpanet التي مهّدت لظهور الانترنت.
1971: صنع أول رقاقة الكترونية.
1976: أطلقت شركة «سوني» جهاز «بيتاماكس» Betamax، وهو المُسجّل الأول لأنظمة الفيديو.
وبلغ عدد أجهزة التلفزة المُباعة عالمياً 300 مليون جهاز. وظهر تلفزيون جيب بشاشة مسطحة من البلورات السائلة.
1989: أطلق رجل الإعلام الشهير روبرت مردوخ، مدير «نيوز كوربوريشين»، قناة «سكاي» SKY التي مثّلت أول بث تلفزيوني رقمي عبر الأقمار الاصطناعية.
1990: «المركز الأوروبي لبحوث الفيزياء الذرية» (المعروف باسم «سيرن») CERN يُطلق شبكة «ويب» العنكبوتية، بفضل جهود تيم بارنز-لي، مع بروتوكول الانترنت «آي بي» IP Protocol.
1999: ظهور مُسجّل الفيديو الرقمي «ديجيتال فيديو» Digital Video.
2000: ظهرت «اسطوانة الفيديو الرقمية المتعددة الاستعمالات» Digital Versatile Disc ، واختصاراً «دي في دي» DVD .
2001: افتتحت شبكة «سي بي اس» الأميركية عصر البث المُخصص للتلفزيون العالي الوضوح «هاي ديفينشين تي في» High Definition TV.
2004: انطلاق تقنية «بث الفيديو الرقمي عبر الخليوي» Digital Video Broadcast ، واختصاراً «دي في بي» DVB، الذي يُكلّل جهوداً علمية لصنعه انطلقت منذ العام 1993.
ويُشار إليه أحياناً باسم «التلفزيون الرقمي» («ديجيتال تي في») Digital TV. وتعاونت شركتا «فودافون» و«فوكس للقرن العشرين» في إنتاج أشرطة فيديو مدتها دقيقة، وبثتها إلى خلويات الجمهور، بعد أن شهد مطلع السنة عينها أيضاً ولادة الخلوي الذي يقدر على استقبال ذلك النوع من البث، بفضل رقاقة الكترونية متخصصة.
2005: بعد ظهور تقنية «البث التلفزيوني للميلتي ميديا»Digital Multimedia Broadcast، واختصاراً «دي ام بي» DMB، المُخصص للأجهزة الخلوية، تعاونت شركتا «كومكاست» و«موتورولا» في صنع أول جهاز خلوي يستطيع استقبال ذلك البث التلفزيوني عبر الموجات الأرضية. وفي السنة عينها، أطلقت كوريا خدمات «دي ام بي» أرضياً وفضائياً.
2006: بث أول مونديال لكرة القدم عبر تقنية «دي ام بي» الفضائية في المانيا. وفي السنة عينها، انطلق بث «دي ام بي» فضائياً في فرنسا وسويسرا وايطاليا والصين والمملكة المتحدة واندونيسيا.
والمعروف أن ما يمكن رؤيته يصبح قابلاً للتصديق بطريقة مُذهلة، على رغم شيوع المعرفة بإمكان خداع الحواس، وفي العام 1898، أطلق الأخوان "لوميير" السينما بأخيلتها وصورها. وفي العام نفسه، وضعت "ماري كوري" يدها بين انبوب الراديوم وشريط من السليلويد، فظهرت صورة عظام اليد وخاتم الزواج.
تلك كانت أول صورة بأشعة اكس، وأشارت إلى بداية عصر في العلم، ودمغت تلك الاكتشافات القرن العشرين بطابعها البصري المميز، فأضحى عصراً لهيمنة ، خصوصاً مع انتشار السينما.
بلغت هيمنة المرئي ذروتها مع التلفزيون وانتشاره، فكان الأداة المفضلة لفن ، وما تزخر به من قيم ودلالات، والمفارقة أن أحد المبتكرين الأوائل لتقنية البث التلفزيوني، الأميركي "فيلو فرانسوورث" أشتهر بحذره من خطورة هذه الأداة.
ولد فرانسوورث في 19 يوليو 1906م في ولاية يوتاه الأميركية، وأظهر تفوقاً لافتاً في علوم الفيزياء النظرية، وأدهش معلميه عندما استطاع أن يشرح نسبية آينشتاين في سن مبكرة، وانشغل في صباه بإيجاد تطبيقات عملية للأثر الكهربائي- الضوئي، الذي اكتشفه آينشتاين فنال عنه جائزة نوبل للفيزياء. وفي تفاصيل ذلك الاكتشاف، الذي يعتبر أساس التلفزة ولاحقاً الكومبيوتر، أن آينشتاين تنبّه إلى واقع أن مرور حزم ضوء من نوع خاص (وبقول آخر تيار ثابت من الالكترونات)، في دائرة كهربائية متوترة، يؤدي إلى توليد أنماط خاصة وأشكال معينة من الموجات الكهرومغناطيسية. وبعبارة أخرى، يمكن للموجات الكهرومغناطيسية أن تتحوّل إلى خطوط ورسوم. والتقط الصغير "فيلو فرانسوورث" هذا الخيط، وعمل بدأب على بلورة فكرة استلهمها من وحي الحقل وأثلامه وخطوطه المتوازية.
وقبل أن يبلغ الرابعة عشرة، فكّر في إمكان تقطيع إلى مجموعة من الخطوط الصغيرة المتوازية، وتصوّر أيضاً انه من المستطاع إعادة إنتاج تلك الخطوط الالكترونية على شكل موجات كهرومغناطيسية قابلة للبث، بحسب نظرية آينشتاين عن الأثر الضوئي- الكهرومغناطيسي. وهكذا، توجب عليه أن يبتكر 3 أشياء: جهاز يحوّل صور الكاميرا إلى خطوط الكترونية صغيرة، وأداة لتحويل تلك الخطوط إلى موجات كهرومغناطيسية مُحدّدة، وجهاز يتجاوب مع تلك الموجات الكهرومغناطيسية، فيعيد تحويلها إلى خطوط الكترونية صغيرة تتطابق مع الصور التي «انطلقت» منها أصلاً.
وخلال مسيرته العلمية، استطاع فرانسوورث أن يصنع اثنين من تلك الأشياء الثلاثة فقد ابتكر جهازاً لتقطيع الصور إلى خطوط مستقيمة صغيرة، وسماه "ايميج ديسكتور Image Dissector" ، وذلك في العام 1927م. وبعد عامين، صنع جهازاً لإعادة إدماج تلك الخطوط وسماه "فيوزر" Fusor ، وهو الذي سمح فعلياً بصنع التلفزيون الالكتروني. ويعود الى جون لوغي بيرد صنع الجهاز الثالث، أي الجهاز الذي يحوّل الخطوط الالكترونية المُقطّعة إلى موجات كهرومغناطيسية قابلة للبث، إضافة إلى صنعه انبوب مهبط الكاثود، الذي يسمح بتحويل الصور التي يجمعها جهاز «الفيوزر» إلى مشاهد تعرضها الشاشة الفضية.
في العام 1921، استطاع "فرانسوورث" أن يُبلور الفكرة الأساسية عن صنع الصور الالكترونية وبثّها. وفي العام 1927، طبّق فكرته حول تقطيع ، بواسطة تجربة دخلت تاريخ التكنولوجيا؛ إذ رسم خطاً مستقيماً وسط مُربع من الزجاج المطلي باللون الأسود، ثم وضع هذا المربع بين جهاز تصوير خاص، بمقدوره تقطيع إلى خطوط الكترونية صغيرة.
فرانسوورث رأى في التلفزيون وحشاً مرعباً وجعل في الطرف الآخر جهازاً يُشبه لمبة الإضاءة، يقدر على تحويل تلك الخطوط إلى موجات، وفي غرفة ثانية، وضع "فيلو فرانسوورث" ما يشبه الشاشة لاستقبال ، وعند تشغيل الأجهزة، انتقلت صورة الخط المرسوم في المربع إلى الغرفة الثانية، واعتبر ذلك تجربة أولى في البث المُتلفز الالكتروني. وللمزيد من الإضاءة على ذلك الاختراع، يكفي الإشارة إلى أن الصوت يُبث عبر موجات كهرومغناطيسية، هي موجات الراديو، كما أثبت المبتكر الايطالي ماركوني. وهكذا صارت الموجات الكهرومغناطيسية «ناقلاً» مشتركاً للصوت وللصورة.
ولم يعمل فرانسوورث على الصوت، ولا على إدماج الصوت و، ولا على صنع أجهزة تتولى التقاط الموجات الكهرومغناطيسية التي تحمل الصوت و معاً. تلك أمور أنجزها مبتكرون آخرون، مثل الاسكتلندي "جون لوغي بيرد".
وفي المقابل، يرجع الفضل إلى فرانسوورث في ابتكار أداة تقطيع الصور إلى خطوط الكترونية، وكذلك تحويل تلك الخطوط إلى موجات كهرومغناطيسية، تُشبه موجات الراديو، وبهذا المعنى يُنظر إلى فرانسوورث باعتباره المبتكر الذي مهد لظهور التلفزيون الالكتروني.
وفي العام 1939، نال براءة اختراع كرست لإسهامه في ابتكار التلفزيون، ولم يترك فرانسوورث وراءه سوى مقابلة تلفزيونية منفردة، كرر خلالها انتقاد هيمنة التلفزيون على الحياة اليومية. ووصف ذلك بأنه: «أمر مؤلم جداً». ولاحقاً، تحدثت زوجته، التي توفيت في العام 2004، تكراراً عن وجع فرانسوورث من التلفزيون الذي ساهم في ابتكاره وانتشاره.
وذكرت انه وصف ذلك الجهاز بأنه "نوع من الوحوش، متنكر على هيئة أداة للترفيه عن الناس"، ونقلت عنه أيضاً خشيته من ـن يُضعف التلفزيون القدرات العقلية لابنه، وفي العام 1971، توفي فرانسوورث، بعد أن بات شبه منسي!
مراحل التطور
1898: اخترع الأخوان لوميير السينما، أول شاشة ترفيه في الأزمنة المعاصرة.
1905: اكتشف آينشتاين الأثر الضوئي للموجات الكهرمغناطيسية Photo Electromagnetic Effect، الذي يعتبر الأساس العلمي لابتكارات تكنولوجية مثل التلفزيون والكومبيوتر وغيرهما.
1925: ابتكر الاسكتلندي جون لوغي بيرد آلة لبث والصوت، سماها «تيليفايزر» Televisor.
1926: استطاع بيرد صنع أنبوب مهبط الكاثود Cathode Tube، الذي يشكل حجر الزاوية في جهاز التلفزيون. ارتكز ابتكار بيرد إلى اكتشاف آينشتاين للأثر الضوئي- الكهرمغناطيسي. وفي العام نفسه، نال آينشتاين جائزة نوبل للفيزياء عن هذا الاكتشاف أيضاً.
ويعتبر 26 كانون الثاني (يناير) 1926 التاريخ شبه الرسمي للبث التلفزيوني الأول تاريخياً، عبر تجربة قادها بيرد، الذي استفاد من منجزات آخرين، وخصوصاً الأميركي فيلو فرانسوورث، ليبتكر التلفزيون وموجات بثّه.
1927: ابتكر فرانسوورث آلة لتقطيع الصور إلى خطوط الكترونية صغيرة، سمّاها «ايميج ديسكتور» Image Dissector (مُقَطّع ). كما استطاع تطبيق فكرته عن بث عبر الموجات الكهرمغناطيسية.
وفي نفس العام استطاع بيرد تطوير ابتكار فرانسوورث ليطلق أول بـث متـلفز يعبـر مسافة طويلة.
1928: أجرى فرانسوورث عرضاً علنياً لابتكاره في نقل الصور عبر الموجات الكهرمغناطيسية. وفي تموز (يوليو) من السنة نفسها، ابْتُكر التلفزيون المُلوّنColoured TV .
1929: ولادة التلفزيون الالكتروني Electronic TV، الذي لا يضم أجزاء ميكانيكية، بفضل جهود مشتركة قادها بيرد، وساهم فيها فرانسوورث بجهاز «فيوزر» Fusor الذي يُعيد جمع الخطوط الالكترونية الصغيرة.
1936: أطلقت مؤسسة «بي بي سي» البريطانية أول بث تلفزيوني تاريخياً من قناة حكومية، بالاستناد إلى التكنولوجيا التي ابتكرها بيرد.
1950: ولادة تلفزيون الكابل Cable TV في الولايات المتحدة.
1953: ابتكار البثّ المُلوّن Coloured TV Broadcast في أميركا، فيما صنعت اليابان بثاً تلفزيونياً للمرة الأولى في تاريخها. وبعد فترة قصيرة، ابتُكر الترانزستور Transistor، فصار أساساً في صناعة أجهزة الراديو والتلفزيون.
1962: أطلقت الولايات المتحدة القمر الاصطناعي الأول المخصص للبث التلفزيوني، واسمه «تيليستار» TeleStar ، مُفتتحة عصر البث عبر الأقمار الاصطناعية Satellite TV Broadcast .
1965: صنعت شركة «سوني» اليابانية أول نظام فيديو منزلي، حمل اسم «بورتاباك».
1969: نشرت شبكة «أربانت» Arpanet التي مهّدت لظهور الانترنت.
1971: صنع أول رقاقة الكترونية.
1976: أطلقت شركة «سوني» جهاز «بيتاماكس» Betamax، وهو المُسجّل الأول لأنظمة الفيديو.
وبلغ عدد أجهزة التلفزة المُباعة عالمياً 300 مليون جهاز. وظهر تلفزيون جيب بشاشة مسطحة من البلورات السائلة.
1989: أطلق رجل الإعلام الشهير روبرت مردوخ، مدير «نيوز كوربوريشين»، قناة «سكاي» SKY التي مثّلت أول بث تلفزيوني رقمي عبر الأقمار الاصطناعية.
1990: «المركز الأوروبي لبحوث الفيزياء الذرية» (المعروف باسم «سيرن») CERN يُطلق شبكة «ويب» العنكبوتية، بفضل جهود تيم بارنز-لي، مع بروتوكول الانترنت «آي بي» IP Protocol.
1999: ظهور مُسجّل الفيديو الرقمي «ديجيتال فيديو» Digital Video.
2000: ظهرت «اسطوانة الفيديو الرقمية المتعددة الاستعمالات» Digital Versatile Disc ، واختصاراً «دي في دي» DVD .
2001: افتتحت شبكة «سي بي اس» الأميركية عصر البث المُخصص للتلفزيون العالي الوضوح «هاي ديفينشين تي في» High Definition TV.
2004: انطلاق تقنية «بث الفيديو الرقمي عبر الخليوي» Digital Video Broadcast ، واختصاراً «دي في بي» DVB، الذي يُكلّل جهوداً علمية لصنعه انطلقت منذ العام 1993.
ويُشار إليه أحياناً باسم «التلفزيون الرقمي» («ديجيتال تي في») Digital TV. وتعاونت شركتا «فودافون» و«فوكس للقرن العشرين» في إنتاج أشرطة فيديو مدتها دقيقة، وبثتها إلى خلويات الجمهور، بعد أن شهد مطلع السنة عينها أيضاً ولادة الخلوي الذي يقدر على استقبال ذلك النوع من البث، بفضل رقاقة الكترونية متخصصة.
2005: بعد ظهور تقنية «البث التلفزيوني للميلتي ميديا»Digital Multimedia Broadcast، واختصاراً «دي ام بي» DMB، المُخصص للأجهزة الخلوية، تعاونت شركتا «كومكاست» و«موتورولا» في صنع أول جهاز خلوي يستطيع استقبال ذلك البث التلفزيوني عبر الموجات الأرضية. وفي السنة عينها، أطلقت كوريا خدمات «دي ام بي» أرضياً وفضائياً.
2006: بث أول مونديال لكرة القدم عبر تقنية «دي ام بي» الفضائية في المانيا. وفي السنة عينها، انطلق بث «دي ام بي» فضائياً في فرنسا وسويسرا وايطاليا والصين والمملكة المتحدة واندونيسيا.