الرؤية باللمس»، (بالانكليزية «تاتش سايت» Touch Sight)، اسم الجهاز الذي عمل عليه اختصاصيو الالكترونيات البصرية في شركة «سامسونغ» Samsung الكورية الجنوبية أخيراً، فأصابوا هدفاً طالما راود مخيّلات الكثيرين: اعطاء المكفوفين القدرة على الابصار، بطريقة أو بأُخرى. ويرتكز الجهاز على فكرة مفادها استعمال حاسة اللمس، خصوصاً في الأيدي، لإيصال الصور إلى من حرموا من نعمة البصر. ويتألف «تاتش سايت» من كاميرا رقمية متطوّرة متصلة بكومبيوتر متخصص في التعامل مع المواد المرئية - المسموعة.
تثبّت الكاميرا في ما يشبه الخوذة على الرأس. وتلتقط عين الكاميرا صوراً بحسب توجيهات مستخدمها، وترسلها إلى كومبيوتر متصل بها مباشرة، يُثبّت على الخصر. ويحوّل الكومبيوتر صور الكاميرا إلى مشاهد مُجسّمة لها ثلاثة أبعاد هي الطول والعرض والارتفاع. وترتسم تلك المشهدية على شاشة في المساحة الخلفية للخوذة. وتنتمي الشاشة الى النوع المُخصّص للمكفوفين، بحيث تظهر عليها الأشياء على طريقة «بريل» Brille الموجّهة لمن يعجز عن الرؤية. وبقول آخر، تنطبع تلك الصور المُجسّمة نافرة على طريقة «بريل»، فيتمكن الكفيف من تحسّسها براحة اليد والأصابع، فيتعرّف إلى ملامحها وتفاصيلها كأنه يشاهدها «عياناً». ويعطي الجهاز إمكان تسجيل مقطع صوتي من 3 ثوان، لكي يربط المستعمل مع الصوت، ما يزيد من قدرته على معرفة ما «يشاهد» بيديه.
ولا يتوافر راهناً سوى عدد محدود من هذا الجهاز الذي صمّمه مختبر «سامسونغ» في الصين الشعبية، لأنه مازال في طور الإنجاز الأولي. ونال هذا الجهاز الجائزة الذهبية في مسابقة دولية عن مشاريع أدوات الاتصال المتطورة، تحمل اسم IDEA، استضافتها كوريا الجنوبية أخيراً. وشارك في المسابقة 1500 مشروع للإبتكار العلمي. وتقدم ««تاتش سايت» عليها جميعاً، ربما لأنه بدا كأنه يقول إن من يفقد البصر تبقى يداه «مبصرتين».
مجلة التقنية والاتصالات