إن تعاليم الإسلام كما وردت في القرآن الكريم, أو تلك التي جاءت على لسان نبيه تدعو إلى بناء الإنسان وبناء المجتمع بناء طيباً. وهي تدعو إلى بناء مجتمع صالح يعيش فيه الإنسان بطمأنينة, حيث تنهي عن
الرذيلة وتحارب الفساد وتدعو إلى الفضيلة وحسن الخلق, والتخلق بالأخلاق الحسنة: إن التخلق بالأخلاق الحسنة هو عنوان الرسالة المحمدية. فمحمد صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)).
ورب العزة يصفه في كتابه بقوله: ((وإنك لعلى خلق عظيم)). وحسن الخلق قرب من الله سبحانه وتعالى وقرب من رسوله. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أحبكم إلى وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً, الموطأون أكنافاً, الذين يألفون ويؤلفون)).
ولا عجب أن يطلب صاحب الخلق العظيم من المسلمين أن يتحلوا بالأخلاق الحسنة. فهو يقول: ((إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم, ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)). ورأي الرسول في المؤمن واضح. فهو يقول: ((مثل المؤمن مثل النحلة, لا تأكل إلا طيباً, ولا تطعم إلا طيباً)).
اللين والرفق وحسن المعاملة موقف الإسلام واضح في هذا الشأن. فهو يدعو إلى: اللين والرفق والتسامح وحسن المعاملة وينبذ كل مظاهر العنف والقسوة. ففي سورة فصلت, آية 34, يبين الله سبحانه وتعالى النهج الذي يريده ممن يدعو لدينه, فهو يخاطب نبيه قائلاً: ((ادفع بالتي هي أحسن, فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)). فهو يطالب في هذه الآية بمقابلة الإساءة بالإحسان والذنب بالغفران.
وهذا التصرف حري بإنهاء العداوات وتقريب القلوب. وفي موقع آخر يقول: ((وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)). ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المجال: ((اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن)).
ويقول أيضا: ((صل من قطعك, وأحسن إلى من أساء إليك, وقل الحق ولو على نفسك,عد من لا يعودك, وأهد لمن يهدي إليك)). الإسلام يدعو إلى العفو والصبر يدعو الإسلام إلى الصبر على مقاطعة الآخرين وإلى هجرهم هجراً جميلاً, يقول تعالى: ((واصبر على ما يقولون, واهجرهم هجراً جميلا)).
وتعني الآية بالهجر الجميل, الهجر الذي لا يغلق أبواب الأمل في رجوع المياه إلى مجاريها بين المتباعدين. ويدعو أيضاً للعفو والصفح فيقول: ((فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين)). رأي الإسلام في العنف الكلامي قال تعالى في سورة الحجرات: ((يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم, ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن, ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابوا بالألقاب, بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان, ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)). ويقول صلى الله عليه وسلم: ((سباب المسلم فسوق, وقتاله كفر)).