بنى الملك إدوارد قصر ويستمنستر الأول، الذي تم توسيعه من قبل الملك ويليام الأول (الفاتح). انعقد البرلمان لأول مرة في هذا المكان في أواخر القرن الثالث عشر، لكن المباني الحالية التي ألحقت بها ساعة بيغ بن تم تشييدها في أعقاب احتراق قصر الملك إدوراد عام 1837.
ويبلغ طول برج ستيفنز الذي توجد عليه ساعة بيغ بن مائة متر. وقد صمم إدموند بيكيت دينيسون الساعة بينما بناها فريدريك بنت، صانع ساعات الملكة فيكتوريا. وقد أطلق على الساعة هذا الاسم تيمناً بالسير بنيامين هول الذي كان حينها المفوض البريطاني للأشغال. وانتهى العمل بها عام 1859، إلا أن ظهور شق في الساعة جعلها تتوقف عن العمل حتى عام 1862.
وقد احتاج نقل الساعة، التي اشتهرت بدقتها وجرسها ذي الثلاثة عشرة ضربة، على مجموعة مكونة من ستة عشر جواداً للوصول بها إلى موقع الترميم. وتزن مطرقة جرس الساعة 180 كيلوجراماً، ويبلغ طول شوكة الساعات 2.7 متراً، أما شوكة الدقائق فتبلغ 4.3 متراً. ومنذ عام 1924، أصبحت دقات ساعة بيغ بن تذاع على أثير هيئة الإذاعة البريطانية على رأس كل ساعة.
وتعتبر بيغ بن واحدة من أكثر ساعات العالم دقة. وعلى الرغم من أن الغارات الجوية الألمانية حطمت جوانب من البرج عشرات المرات أثناء الحرب العالمية الثانية، واصلت الساعة في إعلان دقاتها خلال ثانية ونصف من توقيت جرينيتش كما دلت القياسات التي أجراها مرصد جرينيتش. وكان الوقت الوحيد أثناء الحرب الذي لم تقم فيه الساعة بنشاطها المعتاد حينما حط سرب من طيور الزرزور على شوكة الساعات وأوقف الساعة. ومنذ ذلك الحين، وعلى الرغم من تقدمها في العمر، لم تعان الساعة إلا من مشاكل ضئيلة. ففي عام 1962، أدى تراكم جليدي على الساعة إلى أن تدق عشرة دقائق متأخرة عن بداية السنة الميلادية الجديدة؛ وفي عام 1976، انكسرت قطعة من محركات الساعة، وفي عام 1997، جمدت رياح قوية شديدة البرودة حاجز مطاطي في مطرقة الجرس مما أدى إلى كتم صوته.