أصبح لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبة استخدام شاشة اللمس المرافقة لهواتفهم النقالة أو أجهزتهم، بسبب صغر حجمها أو صعوبة التعامل معها، حل جديد، وهو تطوير العلماء لسطح جديد لشاشات اللمس، وهو الذراع البشرية.
المطوّرون في شركة أبحاث مايكروسوفت، وجامعة كارانجي ميلون، عملوا معاً على تطوير رباط خاص بالذراع، يشكل وسيطاً تتمكن من خلاله الأجهزة استخدام الجلد كشاشة لمس مباشرة.
وطور العلماء للوصول إلى هذه التكنولوجيا، جهاز عرض ضوئي أو Projector مصغرا جدا، يعمل بتقنية تغيير العرض، بمساعدة مجس فائق الحساسية، يمكّن جهاز العرض معرفة أي جزء من الجلد يتم نقره فوراً.
وأظهر الباحثون أن هذه الأداة، يمكن استعمالها في ضبط أجهزة الصوت و، أو الالعاب الإلكترونية مثل لعبة تيتريس، أو إجراء مكالمات هاتفية، أو حتى في تصفح الإنترنت، أو استخدام أجهزة ملاحة الطرق.
قائد البحث في جامعة كارانجي ميلون، البروفيسور كريس هاريسون قال، "هذه تكنولوجيا فائقة التطور، ونحن نعتقد أننا نشهد صناعة تكنولوجيا المستقبل".
وأضاف "سير المشروع يحدث بصورة ممتازة، وأعتقد أننا سنرى المزيد من الوسائط المماثلة، تنطلق في المسقبل وخصوصاً خلال الخمسة أعوام المقبلة".
هذه الأداة تعمل بفعالية، على تحويل الجلد في
الذراع إلى شاشة عرض، تعمل باللمس عن طرق تتبع الاستفادة من الموجات فوق الصوتية "الألتراساوند" ضعيفة التردد، والتي تصدر عند النقر على أماكن مختلفة من الجلد.
الأجزاء المختلفة من الجلد البشري، تتمتع بترددات فوق صوتية مختلفة عن بعضها؛ بسبب اختلاف الكثافة العظمية في الجسم، واختلاف الكثافة بحسب تنوع المفاصل والأنسجة تحت هذا الجلد، وب اختلاف تأثير الترددات الصوتية.
وتبعاً لذلك استخدم الفريق تكنولوجيا، تمكنهم من مطابقة الترددات الصوتية، وتحديد مكان الجلد المنقور من قبل الإنسان.
وإذا لم يكن رباط الذراع مثبتاً عليها، فإن هذا الرباط الوسيط، يستخدم تقنيات الموجات اللاسلكية مثل البلوتوث، للتحكم بالجهاز الذي نريد استخدامه والتحكم به، سواء كان هاتفا خلويا أو أي بود أو الكمبيوتر، من دون الحاجة إلى تثبيته على الذراع للحصول على كل المميزات.
وفي رسالة موجهة لمركز أبحاث مايكروسوفت، قال البروفيسورات كريس هاريسون وديزيني تان ودان موريس، "لقد تحول جلدنا إلى ما يشبه الكانفس المبني داخل الجلد، والفرق أنه يتنقل معنا أينما تحركنا".
وبينوا "أن احساس الإنسان بأبعاد جسمه وحجمه وشعوره بالأبعاد الثلاثة، هو الذي يسمح لنا بالتواصل بدقة مع الجسم والجلد من دون الحاجة إلى النظر إليه".
وأضافوا "هذا الشعور والقدرة على الإحساس، يمكّن الإنسان من لمس أنفه بإصبعه، والتصفيق بيديه بسهولة، ومن دون أن يخطئ في مكان الأنف أو اليدين أو الحاجة إلى النظر إليه". وهذا يمكن الإنسان من استخدام التقنية ولمس جلده أو شاشة اللمس الجديدة، من دون حتى النظر إليه.
المجس فائق الحساسية، يلتقط نوعين من الموجات الصوتية؛ الأولى هي الموجات المشتتة أو الموجات غير المنتظمة الناتجة عن نقر الجلد، والثانية هي الموجات الطولية التي تتحرك من الأنسجة الجلدية الرقيقة إلى العظم، الذي يقبع تحته بتأثير النقر على الجلد أيضاً.
حالياً، نظام التقاط الموجات فوق الصوتية يستطيع تعريف خمسة مواقع جلدية في الجسم بدقة تصل إلى 95,5 %، وهذه الدقة كافية للتحكم بمعظم الهواتف الذكية.
وفي التصريح الذي أدلاه البروفيسور هاريسون للديلي ميل قال، "حققنا دقة عالية جداً في التجارب المخبرية، حيث وقع خلل واحد في ما مجمله 20 نقرة، وهذه الدقة مماثلة للدقة الموجودة حالياً في شاشة اللمس الخاصة بهاتف أي فون من شركة أبل".
وقام بتجربة هذه التكنولوجيا عشرون متطوعاً، قالوا جميعهم إن شاشة اللمس الجلدية الجديدة، أسهل استخداماً من شاشة اللمس العادية، وأفاد الباحثون أن شاشة اللمس البشرية تعمل بفعالية أيضاً، حتى لو كان الإنسان يركض أو يمشي.
"توجد الكثير من الأسواق المستقبلية لهذا الجهاز" ويقول هاريسون "مثل أي جهاز تشغيل موسيقى مثل أي بود أو غيره من النوع الذي يعلق على الذراع أثناء الرياضة، وبخاصة أن هذه التقنية تجعل هذا الجهاز من دون أي كبسات أو حتى شاشة لمس، يكفي أن تشغل الأغاني بواسطة لمس شاشة أو منطقة اللمس على الجلد".
ويضيف "سيصبح باستطاعتك نقر جلدك لتغيير الأغنية، تعديل الصوت، أو إيقاف الأغنية، ولن تحتاج لجهاز العرض الضوئي لتنفيذ هذه الأمثلة البسيطة".
وينوي العلماء تقديم عملهم التكنولوجي الحديث في نيسان (إبريل) ضمن مؤتمر "تفاعل الكمبيوتر والإنسان" المنعقد في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية.