الفراغ والادمان والبعد عن الله هم السبب الحقيقي
فترة الشباب هي مرحلة الأحلام والتطلُّعات والمثُل العُليا؛ لدرجةٍ قد تصل إلى عدِّ هذه الفترة خياليةً أكثرَ منها واقعيةً؛ بسبب التفكير المثالي الذي يُحكِم سيطرتَه على عقول الشباب، لكن هذه النظرة المثالية تعرَّضت لتدهورٍ كبيرٍ في العقود الأخيرة، وتحوَّل الشاب من فتًى حالمٍ ومثاليٍّ.. إلى قنبلة موقوتة تهدِّد المجتمع واستقرارَه.. إلى عاملٍ للاضطراب الأمني والاجتماعي.
وزارة الداخلية: 60% من المتورِّطين في جرائم الدعارة والبغاء شباب
وإذا أردت أن تتيقَّن من ذلك فليس عليك إلا أن تقلِّب صفحات الحوادث لترَى دلائل هذا التحوُّل وعلاماته، لدرجة أن إحدى الدراسات الصادرة عن المركز القومي للدراسات والبحوث الجنائية والاجتماعية قد قدَّرت ارتكاب الشباب جرائمَ بما يزيد على 65% من الجرائم والحوادث التي تُرتكب في المجتمع العربي.
وأوضحت الدراسة أن الجرائم التي يرتكبها الشباب تبدأ من الاعتداءات بالأسلحة البيضاء والسرقة والتحرُّش الجنسي بالسيدات والفتيات والاغتصاب، وصولاً إلى القتل الذي زادت وتيرته جدًّا بين الشباب والمراهقين.
إحصائية خطيرة جدًّا أصدرتْها وزارةُ الداخلية المصرية مؤخرًا، أكدت أن 60% من المتورِّطين في جرائم الدعارة والبغاء من الفتيات المراهقات من طلاب المرحلة الثانوية والجامعية، وأن 50% من المحاضر المحرَّرة فيما يخص إدمان المخدرات والبانجو معظمها من شباب تتراوح أعمارهم بين 15: 20 عامًا.
الأزمة لم تقف عند هذا الحدِّ، فقد رصدت أيضًا دراسةٌ حديثةٌ أعدتها الدكتورة عفاف إبراهيم عبد القوي- خبيرة بقسم القوى العاملة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية- حجمَ التفاقم الواضح لظاهرة العنف في المجتمع المصري وبالأخصِّ بين الشباب؛ نتيجة تزايد ظاهرة البطالة في الوقت الذي ادَّعت فيه الحكومة أنها تراجعت من 11% إلى 9.8% في عام واحد، رغم تأكيدات البنك الدولي أن نسبة البطالة في مصر تصل إلى 20% بين المصريين بوجه عام، ويقدَّر نصيب الشباب من هذه الإحصائية بما نسبته 9%.
البطالة إحدى الأسباب الرئيسية للانحراف
وكشفت الدراسة أن أكبر عدد من الشباب المتَّهمين في قضايا العنف هم العاطلون بنسبة 77% من إجمالي المتهَمين في قضايا العنف بصوره المختلفة، سواءٌ القتل أو الضرب المُفضي إلى قتل أو الضرب المسبِّب لعاهة أو السرقة بالإكراه..!!
وتطرَّقت الدراسة إلى تقرير الأمن القومي الأخير، مؤكدةً أن 44% من جنايات السرقة و19% من الحرق العمْد والاغتصاب و78% من جرائم الخطف وهتْك العرض يرتكبها شباب عاطلون.
وحذَّرت الدراسة من خطورةِ انتشار الظواهر الاجتماعية السلبية، وارتفاع معدلات الجريمة؛ نتيجةَ التجاهل الواضح من قِبَل الحكومة في معالجة ظاهرة البطالة، كما حذَّرت أيضًا من تزايد أعمال العنف السياسي والإرهاب والسقوط في بئر الإدمان، والانسحاب من الحياة العامة والسياسية؛ باعتبارها من أهم نتائج هذا التجاهل
الادمان يدمر تربية الاسره ويضيع كل الجهد والتعب والمصاريف في لحظة كل شئ بيدمر