الساعه الواحده بعد منتصف الليل..والبيت خال..وانا جالس وحدي انصت الي صوت نفسي البطئ فيخيل الي انه انسان اخر غريب لا اعرفه ويداهمني شعور غريب ثقيل مر بالغربه والوحده....
فان هذا اول يوم اجلس فيه مع نفسي وانظر وجها لوجه في حياتي واتاملها... أي حياه !!!!! أنا لم اعش ابدا.... ليس في حياتي يوم واحد استطيع ان اقول انه كان يومي...أني لا اعيش ولكني اتدحرج كحصاه كبيره ثقيله...تسوقني الدراسه الي البيت ويجرني الأهل الي البيت...ويدفعني الملل الي النوم او الخروج..ويلقي بي الجوع الي مائده الطعام..ويقهرني الغيظ علي الصياح في البيت من دون سبب..ويقذف بي التعب الي الفراش...
عشرون عاما مرت من عمري كأنها لا شيئ ازددت في الطول والعرض والوزن ولكني لم ازدد في الحياه سنه بعد سنه وانا اغوص في ارض رخوه من الاوامر ومن الواجبات والكلمات الغريبه..
الواجب..الاصول..تقاليد العائله تحتم..كرامتك..ماذا يقول الناس..الاحترام..الوقار..
كل هذه الكلمات التي تتردد علي لسان ابي وامي والحياه كلها تلبسني وحركاتي تلبسني وانا اتضائل سنه بعد سنه تحت الردم تحت ركام من كلمات كبيره لزجه
وواختار ابي لي انسان لكي اكمل معه باقي حياتي التي لم اعيشهاولم يكن لي اي راي وتزوجنا واختار ابي لي الشقه بكل ما فيها من غرفات غريبه وضيقه وسقفها منخفض وهذا ليس ذوقي فانا احب الغرفات الواسعه ذات السقف العالي الرطبه الظليله
واختار الاثاث قطعه قطعه
وكان من عاده ابي ان يزورنا كل يوم جمعه ليطمئن علي وعلي اوامره هل تنفذ ام لا؟
واول شيئ ينظر اليه عند دخوله هي النوافذ فاذا راي الشيش مفلقا فتحه وهو يصيح: الشمس يا بنيتي هذه شمس لا مثيل لها في الدنيا انها احسن دواء للروماتيزم
انتظروا الحلقه القادمه..............