وكان ابي يشكو من الروماتيزم ولهذا يفتح الشبابيك في بيوت اولاده..في كل وقت..وفي كل فصل من فصول السنه..ولم يكن يجدي ان نحتج ونقول له اننا اصحاء واننا لسنا مرضي بالروماتيزم.. فمعني ان يكون ابي مريضا ..ان نكون جميعا مرضي فأبي مفتش تركي فيه كل اخلاق الاتراك ودماغهم الناشف وغرامهم بالامر والنهي..
وكان يعاملنا نحن اولاده كأننا تكيه ويعيش حياته ويعيش لنا حياتنا ايضا..ولم يحس واحد منا في اي لحظه بأن له كيانا مستقلا..
وظل سلطانه يحلق فوق راسي حتي بعد ان جاوزت سن التلمذه وتخرجت من المدارس لاعيش بايرادي الخاص..كنت استشيره من تلقاء نفسي كلما وقعت لي مشكله ..كان الخوف ما زال في دمي ..الخوف من الدنيا ومن الرجال ومن ان احسم امرا بارادتي وبدون مشورته...
كان قلبي تأكله الرغبات من الداخل ولكني لم أكن اجرؤ علي التفكير فيها واشباعها ...
وانما كنت اتردد وأخاف وأجزع ثم أكتفي بأن اتمني ثم اهرب من المشكله كلها والوذ بوالدى اطلب نصيحته ..واترك له حياتي يبت فيها ويختار كما يشاء كأنه الله أو القدر ...
وهكذا ظلت حياتي معطله طوال هذه السنين وظللت اعيش طفلا كبيرا يملا قلبي الخوف والاحترام والرهبه ..............
ولو سألتني ان كنت احب زوجي لما وجدت جوابا فانا لم احبه ولم اكرهه ولم اختره وانما كان كقطع الاثاث التي اختارها لي ابي وقال انها جميله ورائعه فقلت خلفه كالطفل ..حقا جميله ورائعه...
ولكن بقدر الراحه التي كنت احسها في هذا الحب الا اني كنت احس انه ليس حبي انا وانما هو حب ابي وذوقه واختياره...
كان كل شيئ حولي لا يمت لي بصله...كان كل شيئ غريبا عني حتي ملابسي حتي افعالي ولكني لم اكن ادرك مشاعري بهذا الوضوح في البدايه ولم تكن في ذهني فكره واضحه عن شيئ ...
كنت اعيش في فتور واليه وبلاده واستسلام حتي مات ابي فجأه..............
انتظرو الحلقه القادمه