بعد مرور نحو عام ونصف من المفاوضات الصعبة والمتعثرة، وبرغم كل ما أثير حول هذه الصفقة التي وصفت بالتاريخية من أقاويل وخلافات متزايدة، كشفت تقارير صحافية النقاب عن أن عملاقة البرمجيات الأميركية "مايكروسوفت" قد أوشكت بالفعل على التوصل لاتفاق بشأن شراء البوابة البحثية لشركة "ياهو" على الإنترنت. وأشارت اليوم صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن هناك العديد من التقارير التي تتحدث عن أن الشركتين يجريان الآن محادثات المرحلة الأخيرة من الصفقة، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالية قيام مايكروسوفت بالاستحواذ أخيراًً على محرك البحث الخاص بـ "ياهو".
وفي هذا الإطار، نقل موقع وول ستريت" المتخصص في الصفقات والأعمال الاستثمارية عن أحد المحللين لدي "ثينك إكويتي" قوله أن الصفقة باتت "وشيكة"، بينما كشفت مصادر للمدونة التقنية الشهيرة All Things Digital عن أن الاتفاق بين الشركتين قد أوشاك على الانتهاء.
وقالت الغارديان أنه وبرغم عدم وضوح الرؤية بشأن طبيعة البنود الحقيقية للصفقة، إلا أن موقع "24/7 وول ستريت" أزاح النقاب عن أن مايكروسوفت قد تتكبد مبلغا ً يقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار ( 1.8 مليار إسترليني ) من أجل تولي العملية الإعلانية لمحرك البحث "ياهو". وأوضح الموقع أن هناك أنباء تشير إلى أن مايكرسوفت ستوافق بموجب الصفقة أيضا على تقاسم الأرباح التي سيتم تحقيقها من وراء تجارة محركات البحث مع ياهو لعدة سنوات قادمة.
وترى الصحيفة من جانبها أن مثل هذه الصفقة سيكون من شأنها أن تنهي مرحلة المفاوضات الصعبة بين الشركتين والتي استمرت على مدار الثمانية عشر شهرا ً المنقضية، كما أشارت الصحيفة إلى أنها ستمثل قيمة داعمة كبيرة لشركة ياهو – التي سبق لها وأن رفضت إمكانية الحصول على مزيد من الأموال عندما تقدمت مايكروسوفت بعرض بلغت قيمته 45 مليار دولار من أجل شراء شركة ياهو بأكملها خلال شهر فبراير الماضي. هذا وقد تم النظر أيضاً إلى تلك الصفقة على اعتبار أنها ستكون محاولة من جانب مايكروسوفت للسيطرة على تجارة محرك البحث الخاص بمنافستها، في الوقت الذي ظلت تسعى فيه على مدار سنوات لزيادة حصتها في السوق المغرية لإعلانات محركات البحث.
غير أن ياهو رفضت هذا العرض، بداعي أنها ترى أنه يستحق مزيد من الأموال. إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن الاستحواذ على النشاط التجاري الخاص بمحرك البحث ياهو، سوف يمنح مايكروسوفت نحو 30 % من السوق الأميركية، وزيادة نطاق نفوذها ثلاثة أضعاف وضعيتها الحالية. وبحسب شركة "كومسكور" لأبحاث الانترنت، فإن غوغل تسيطر على ما يقرب من 65 % من سوق محركات البحث في الولايات المتحدة، بينما تسيطر ياهو على 19.5 % ، في حين تحل مايكروسوفت في المركز الثالث بنسبة تزيد بقليل عن الـ 8 %. أما على الصعيد الدولي، فتحظى غوغل بقدر أكبر من الشيوع والاستخدام.
كما رأت الصحيفة أن تلك الصفقة ستكون بمثابة الضربة القاصمة لسمعة جيري يانغ، أحد مؤسسي شركة ياهو، الذي اقتاد حملة التهم التي تم توجيهها إلى مايكروسوفت، وأشعل حربا ً كلامية مع ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت. وذكّرت الصحيفة بأنه منذ انهيار المفاوضات بين الشركتين في نهاية العام الماضي، قامت ياهو باستقدام رئيس تنفيذي جديد لها هي "كارول بارتز"، التي قد تنظر بصورة "أكثر واقعية" للموقف في ضوء الصراعات المالية التي تعانيها شركة ياهو. هذا ومن المقرر أن تقوم الشركة بالإفراج عن آخر نتائجها الفصلية خلال الأسبوع المقبل، وربما تأمل في أن يساعد أي اتفاق مع مايكروسوفت على التخفيف من حدة التداعيات الخاصة بتلك الفترة المالية المخيبة للآمال.