و ما بين لحظة للقاء و ساعة الرحيل
00برهة من زمن لا نكاد نحصيها 00
أكانت خاطفة كلمح البصر
00أم مرت و كأنها كلّ الدهر00؟!
لا أدري إن كانت ستحسب
00أم ستسقط من ذاكرة العمر00
تلك هي 00لحظات الوداع
هو وقت الوداع00 إعلان للفراق و لا مفرّ من حكم القدر00!
كمفترق للطرق بعد درب طويل
00و ليس من خيار سوى أن يذهب كلّ في طريق مختلف00
أو كشجرة أجبرتها ليالي الخريف الباردة أن تترك أوراقها لتذهب بها الرياح أنّى شاءت 00دون أن تسألها يوما مع من ستأتلف00!
هنا - وهنا فقط - لا تجرؤ الكلمات على الصمود 00 و تكف الألسن عن كل الكلام
فهنا 00أصبحت كلّ الحروف بلا معنى و مهما رتّبت 00فلن تكون سوى طلاسم أعجمية لن تنطق بها شفاه أو تعيها آذان00
هكذا هو الوداع 00بوّابة الرّحيل 00 و عنوان ترنيمة الفراق الحزينة
إنه ليس محض كلمة من قاموس الحياة و الزّمن00
إنه00
دمعة في عين لا تعرف الكذب00 و نظرة عتاب قد فات أوانها أو لم يئن00
و رعشة في قلب ينتفض ألما 00أحيت نبضاته كلّ حزن قد دفن00
إنه كبكاء روح اعتصرتها سنين الشّجن00
فما من قلب لم يذق مرّ الفراق 00و إلا فليس من دنيا البشر 00!
فمن لم يصبه سهم الوداع يوما0
0 فكأنما كان بلا قدر 00!!