وافقت "ويكيبيديا" الموسوعة الحرة على الإنترنت مؤخراً على إنشاء فرع منها باللهجة المصرية مما أثار ردود أفعال رافضة في معظمها من مدونين مصريين. الموسوعة الحرة التي تحتوي على أكثر من 11 مليون مقال بأكثر من 260 لغة وتعمل منذ عام 2001 وافقت على إنشاء هذا الفرع بعد طلب من بعض مستخدميها ، على اعتبار أن (اللغة المصرية) مختلفة عن العربية وأن لها مفردات وقواعد خاصة بها ويستخدمها أكثر من 70 مليون شخص.
ويكيبيديا المصرية تحتوي على أقل من 200 مقالاً فقط ، في الوقت الذي تعاني فيه النسخة العربية (حوالي 85 ألف مقال) من قلة عدد المحررين المتطوعين مقارنة بلغات أخرى مثل الإنجليزية (أكثر من 2 مليون ونصف المليون مقال) ، حيث أصبحت الموسوعة الحرة أحد أهم مصادر المعرفة على الانترنت.
أبرز ردود الفعل جاءت من المدون أحمد غربية صاحب مدونة "طيّ المتصل" في تدوينة طويلة بعنوان "البتاع" حلل فيها فكرة استخدام العامية عموماً كلغة في الميديا وجدواها ، وهو الأسلوب الذي تتبناه بعض وسائل الإعلام حالياً. وننقل لكم أجزاءً من تدوينة أحمد:
"المضحك في موضوع الإصرار على استخدام ما يسمى باللهجة المصرية في غير مكانها ال كان من تداعيات ويكيبيديا مصري هو أن الشخصية و اللهجة المصرية تتجلي لما تقرا مقالة مصر في ويكيبديا المصري و تلاقي حاجات من نوع "حدودها من الشمال الساحل الجنوبي الشرقي بتاع البحر المتوسط" بدل "يحدها من الشمال الساحل الجنوبي الشرقي للبحر المتوسط"!! يا صلاة الزين.
كأن الواحد إن ماكانش كلامه ممجوج و محشي لوازم و كليشيهات مالهاش لازمة و ممدود بلا داعي مايبقاش كلامه مصري..زيّ الّ كل ما يتكلم كلمتين يقول البتاع أو قوم إيه."
"تجاهلوا ال يقولوا لكم أن العربية لغة تراثية متقعرة و مش عارف إيه. العربية المعاصرة القياسية هي اللغة ال يتكلمها اثنين متعلمين و واعين لنفسهم، واحد فيهم شامي و الثاني مغربي، لما يحبوا يتفاهموا؛ فكل ال يعملوه هو أنهم مايستخدموش التراكيب و المفردات المحلية جدا، و يحاولوا يلتزموا بلغة وسط مفهومة لهم هما الاثنين"
"و سيبوكم كمان من أن أغلب الناس سواء المتحمسين للعربية القياسية المعاصرة أو للعامِّية مش فاهمين الفرق بين اللغة و اللهجة. صحيح دا موضوع خلافي بين اللغويين و تدخل فيه أيديولوجيا و سياسة كثير. مش بس في العربي، دا تكرر كثير في أوربا في العصر الحديث لما دول تنقسم أو قوميات تتوزع على أكثر من دولة و يكونوا عاوزين لغتهم تكون باسم دولتهم فيدّعي بعضهم ادعاءات ديماجوجية منافية للتاريخ و لأصول اللغويات."
"ماتصدقوش ال يقول لكم أن العربية أصلا ماتنفعش للحياة المعاصرة و التقدم؛ دول بقى لهم مية سنة بيقولوا كدا تغيّر فيها العالم و تطورت العربية كثير"
"ببساطة جدا، فيه مبررات عملية تزيد من فايدة وجود لغة مفهومة على نطاق واسع بين أي مجموعة من الناس أكبر من مجرد ال تصادف وجودهم في منطقة معينة يوم ترسيم حدود الدولة القومية الحديثة، و لها علاقة كمان بالقدرة على مراكمة المعرفة و العلم."
"عموما، الناس من حقهم يجربوا. و مش هنخسر حاجة، و مش صحيح أن ويكيبيديا العربية هتخسر. لأني شايف زي ما غيري شايفين أن المتحمس لويكيبيديا المصري هو غالبا مش من فئة الناس ال يتحمسوا لويكيبيديا العربية."
لقراءة المقال كاملاً زُر مدونة أحمد غربية
أما علاء صاحب مدونة "منال وعلاء" فرد على المنزعجين من المشروع قائلاً:
"يا شباب أنتم تبالغون بشدة عن منافع اللغة العربية الموحدة عبر العالم العربي، لا أعتقد بضرورة الشعور بالتهديد.
إذا كنتم قلقين حول ذلك، فافعلوا شيئاً، اذهبوا وساعدوا ويكيبيديا العربية واجعلوها أفضل مصدر للمعرفة للعالم العربي. وهذه أفضل طريقة لضمان أن أطفالكم سوف يتعلمون الـ “الفصحة” وسيستمتعون بها أيضاً."