أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية أن مشاهدة الأطفال للبرامج الهادفة التثقيفية والتعليمية، يزيد من معدلات الذكاء ومن مقدرة الطفل علي القراءة وحل مسائل الرياضيات، كما أثبتت أيضاً أن التلفزيون لايفيد الطفل الذي يقل عمره عن العامين وأوضحت بأنه من الأفضل في ذلك العمر أن يتم تنمية مهاراته اللغوية وتشجيعه علي التفاعل الإيجابي مع المجتمع الذي يعيش فيه لتنمية سلوكياته الاجتماعية ومهاراته اللغوية• ومن المؤسف أن بعض الأمهات تفرح أحيانا بتعلق الطفل الصغير بالتلفزيون، وتتباهي بأنه بات يعرف هذا الممثل أو تلك المغنية، وتزداد سعادتها عندما تجده ينتظر علي أحر الجمر حلقة الكرتون التي يتابعها يوميا، وقد تنفرج أساريرها وينشرح صدرها أكثر عندما تجده يحاول تقليد رقصات الفيديو كليب التي تبث علي مجموعة كبيرة من الفضائيات غير المسئولة•• كل هذا دون أن تدري أن تعرض الأطفال للتلفزيون أمر خطير علي نموهم العقلي والمعرفي،• تقول د• ايمان الشريف الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية : كلما ازدادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون بين سن عام و 3 أعوام ارتفع خطر إصابتهم بمشكلات في قدرتهم علي الانتباه والتركيز عند سن السابعة• وتوصلت الجمعية الأمريكية لعلم النفس في تسعينيات القرن العشرين إلي ، وهي أن رؤية المشاهد التي تتسم بالعنف علي شاشة التلفزيون تزيد من درجة عداونية الأطفال، ومعروف أن العنف هدف رئيسي في الإعلام الموجه للطفل، خاصة في ألعاب الكمبيوتر• ومن آثار تلك المشاهدة علي الأطفال أنها تزيد من معدل الخوف لدي الطفل وفقدانه الثقة بنفسه وبمن حوله، وتخلق لديه رد فعل مباشراً عنيفاً لحماية نفسه من أي سلوك غير مقصود، ويكون لدي الطفل حالة من تبلد المشاعر واللامبالاة، خاصة إذا تعرض للعنف بطريقة عشوائية ومتكررة• يقول د• سبوك خبير تربية الأطفال ـ في كتابه الشهير "العناية بالطفل والرضيع" إن التلفزيون وسيلة تؤدي إلي السلبية لأنها لا تحتاج إلي نشاط ذهني من جانب المشاهد، كما أنها متناقضة تماما مع الأنشطة الإبداعية وتقلل من قدرة الأطفال علي تعلم القراءة• وتقول الدكتورة "سهير الدفراوي" في كتابها "مخاطر التلفزيون علي مخ الطفل: "إن أهم الأطفال في هذه السن يتعلمون الكلام، ويبدأ الفص الأيسر لمخ الطفل في التمايز عن الفص الأيمن، وفي هذه السن يبدأ في اكتشاف العالم من حوله عن طريق حواسه• وفيما يتعلق بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين و 6 سنوات، فإن بعض الهيئات العلمية توصي بألا يشاهد أطفال هذه المرحلة التلفزيون، وألا يلعبوا ألعاب الفيديو والكمبيوتر لأكثر من ساعدة واحدة أو ساعتين علي الأكثر يوميا• ولكن كيف يتأقلم الطفل وأسرته مع عدم الإفراط في مشاهدة التلفزيون؟ نقول: إن هذه هي الفترة الصعبة فالطفل الذي اعتاد الإفراط في مشاهدة التلفزيون يشعر بالملل وبوجود وقت فراغ فعلي الأم أن تتذكر أن هذه الفترة الصعبة ستكون مؤقتة، فإذا تحلت بالصبر ساعدت علي إنقاذ ابنها من براثن التلفزيون، وتحقيق أعظم فائدة له في المستقبل• وأكد د• الزئن في دراسته علي الآثار العقلية والمعرفية والاجتماعية السلبية لإدمان مشاهدة التليفزيون، وتوصل في ختامها ـ بناء علي تجربة أجريت عملياً علي مجموعة من الأسر ـ إلي أن الأسر يمكن أن تعيش بدون تليفزيون، خاصة بعد الإيجابيات التي أظهرتها التجربة، وأهمها: تمتع البيت بالهدوء والشعور الحميم بالتعاون الأسري للأطفال في أعمال البيت، وأداء الواجبات المدرسية علي نحو كامل، والذهاب إلي الفراش مبكراً• واتاحة فرصة اكبر لممارسة اللعب الخلوي وممارسة أنشطة الفك والتركيب والتوجية للمزيد من القراءات وعلاقات أفضل بين الوالدين أنفسهما، وبينهما وبين الأطفال بالإضافة إلي تزايد الزيارات الاجتماعية، وزيادة معدل الأنشطة المنزلية للأمهات، من حيث إعداد أفضل للوجبات، وحياكة الملابس، وتنظيف الأثاث، وترتيب البيت وتنظيفه وتجميله• وأظهرت دراسة علمية لنمو الأطفال أن إدمان التليفزيون يؤدي لانخفاض المهارات اليدوية وزيادة السمنة وضعف التخيل، والابتكار وأشارت إلي تأثير أفلام العنف والجريمة علي الأطفال، مؤكدة أن هذه النوعية ذات تأثيرات بالغة علي العقول الصغيرة• وينصح الأطباء ألا يزيد وقت الجلوس أمام التليفزيون عن ساعة ونصف يوميا وفي الولايات المتحدة تتجاوز مدة مشاهدة الأطفال للتليفزيون أكثر من 4 ساعات يوميا وربما تزيد المدة في منطقتنا وخصة في وقت الإجازات• وللأسف فإن تضييع الوقت أمام التليفزيون أو حتي ألعاب الفيديو والكمبيوترقد يكون علي حساب أشياء كثيرة مفيدة للطفل مثل القراءة واللعب والرياضة والجلوس مع الأسرة والأصدقاء•