م من الله ورحمة وبركات تغشى الطهر في ارواحكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء، وأحصى كل شيء عدداً، رحم من شاء من عباده فهيأ لهم في الدنيا ما يرفع به درجاتهم في الآخرة، فثابروا على طاعته، واجتهدوا في عبادته، إن أصابتهم سراء شكروا فكان خيراً لهم، وإن أصابتهم ضراء صبروا فكانوا ممن قال الله فيهم: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المبعوث رحمةً للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
قال تعالى : { وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ** (281) البقرة .
كل إبن آدم وإن طالت سلامته ..... يوماً على آلة حدباء محمول
فإن نصيب الإنسان من الدنيا عمره، فإن أحسن استغلاله فيما ينفعه في دار القرار ربحت تجارته، وإن أساء استغلاله في المعاصي والسيئات حتى لقي الله على تلك الخاتمة السيئة فهو من الخاسرين، وكم حسرة تحت التراب والعاقل من حاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله، وخاف من ذنوبه قبل أن تكون سببا في هلاكه،
قال ابن مسعود: المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه.
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار , وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة " صحيح مسلم (2651) في القدر
وخرج أيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وهو مكتوب في الكتاب من أهل النار , فإذا كان قبل موته تحول يعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار , وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه مكتوب في الكتاب من أهل الجنة فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها " صحيح . الهيثمي (7/ 211, 212) في المجمع
وعن النبي صلى الله عليه وسلم " صاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة , وصاحب النار مختوم له بعمل أهل النار ,
وخرَّج الإمام أحمد رحمه الله من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" لا عليكم أنلا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بِمَ يختم له فإن العامل يعمل زماناً من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً وإن العبد ليعمل البرهة من عمره بعملٍ سيء لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً " صحيح أحمد (3/120)
وجد ميتاً وهو بهذة الحال
ومن علامات الخاتمة الحسنة النطق بالشهادة عند الموت
- " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " . أخرجه الحاكم وغيره بسند حسن عن معاذ .
يموت وهو رافع السبابة بالتشهد
مات وسبابته إلى الله فما معناه يا طالباً حسن الخاتمة ؟
إنقلبت سيارته ويده تخرج من السيارة وأصبعه يشير إلى أنه كان يتشهد قبل الوفاة
وعن النبي صلى الله عليه وسلم " صاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة , وصاحب النار مختوم له بعمل أهل النار ,
ومن علامات حسن الخاتمة الاستشهاد في ساحة القتال لمن طلبها مخلصاً لله تعالى ، قال الله تعالى : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ** آل عمران : 169 ،
وفي ذلك أحاديث :
1- " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن الفزع الأكبر ويحلى حلية الإيمان ويزوج من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه " أخرجه الترمذي وصححه
2- عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " أن رجلا قال : يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة " رواه النسائي وسنده صحيح .
الشهداء كثير ، وفيه حديثان :
1- " ما تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا : يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، قال : إن شهداء أمتي إذاً لقليل ، قالوا : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد والغريق شهيد " أخرجه مسلم عن أبي هريرة . مات في البطن : أي بداء البطن وهو الاستسقاء وانتفاخ البطن . وقيل هو الإسهال وقيل الذي يشتكي بطنه .
2- " من َفَصل ( أي خرج ) في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد ، أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة ، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وإن له الجنة " أخرجه أبو داوود ، وحسنه الألباني .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم لقائك، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
نقلته لما فيه من تذكرة عظيمه جعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع احسنه
لكل نور به استضاءت زاويتي تقدير يغيظ الزهر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء، وأحصى كل شيء عدداً، رحم من شاء من عباده فهيأ لهم في الدنيا ما يرفع به درجاتهم في الآخرة، فثابروا على طاعته، واجتهدوا في عبادته، إن أصابتهم سراء شكروا فكان خيراً لهم، وإن أصابتهم ضراء صبروا فكانوا ممن قال الله فيهم: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المبعوث رحمةً للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
قال تعالى : { وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ** (281) البقرة .
كل إبن آدم وإن طالت سلامته ..... يوماً على آلة حدباء محمول
فإن نصيب الإنسان من الدنيا عمره، فإن أحسن استغلاله فيما ينفعه في دار القرار ربحت تجارته، وإن أساء استغلاله في المعاصي والسيئات حتى لقي الله على تلك الخاتمة السيئة فهو من الخاسرين، وكم حسرة تحت التراب والعاقل من حاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله، وخاف من ذنوبه قبل أن تكون سببا في هلاكه،
قال ابن مسعود: المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه.
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار , وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة " صحيح مسلم (2651) في القدر
وخرج أيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وهو مكتوب في الكتاب من أهل النار , فإذا كان قبل موته تحول يعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار , وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه مكتوب في الكتاب من أهل الجنة فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها " صحيح . الهيثمي (7/ 211, 212) في المجمع
وعن النبي صلى الله عليه وسلم " صاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة , وصاحب النار مختوم له بعمل أهل النار ,
وخرَّج الإمام أحمد رحمه الله من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" لا عليكم أنلا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بِمَ يختم له فإن العامل يعمل زماناً من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً وإن العبد ليعمل البرهة من عمره بعملٍ سيء لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً " صحيح أحمد (3/120)
وجد ميتاً وهو بهذة الحال
ومن علامات الخاتمة الحسنة النطق بالشهادة عند الموت
- " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " . أخرجه الحاكم وغيره بسند حسن عن معاذ .
يموت وهو رافع السبابة بالتشهد
مات وسبابته إلى الله فما معناه يا طالباً حسن الخاتمة ؟
إنقلبت سيارته ويده تخرج من السيارة وأصبعه يشير إلى أنه كان يتشهد قبل الوفاة
وعن النبي صلى الله عليه وسلم " صاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة , وصاحب النار مختوم له بعمل أهل النار ,
ومن علامات حسن الخاتمة الاستشهاد في ساحة القتال لمن طلبها مخلصاً لله تعالى ، قال الله تعالى : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ** آل عمران : 169 ،
وفي ذلك أحاديث :
1- " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن الفزع الأكبر ويحلى حلية الإيمان ويزوج من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه " أخرجه الترمذي وصححه
2- عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " أن رجلا قال : يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة " رواه النسائي وسنده صحيح .
الشهداء كثير ، وفيه حديثان :
1- " ما تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا : يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، قال : إن شهداء أمتي إذاً لقليل ، قالوا : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد والغريق شهيد " أخرجه مسلم عن أبي هريرة . مات في البطن : أي بداء البطن وهو الاستسقاء وانتفاخ البطن . وقيل هو الإسهال وقيل الذي يشتكي بطنه .
2- " من َفَصل ( أي خرج ) في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد ، أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة ، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وإن له الجنة " أخرجه أبو داوود ، وحسنه الألباني .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم لقائك، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
نقلته لما فيه من تذكرة عظيمه جعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع احسنه
لكل نور به استضاءت زاويتي تقدير يغيظ الزهر