تعادلت المغامرة مع الخبرة وأخرجت القمة "105" مثيرة ومجنونة.. دخل فيها الزمالك والأهلى سباقاً محموماً للفوز واستثمار الفرص، لاحت بشائر أول فرحة زملكاوية منذ 5 سنوات، وذهبت المباراة إلى الفريق الأبيض قبل دقيقتين من النهاية، إلا أن الأخطاء الدفاعية القاتلة فى الوقت بدل الضائع أراد للأهلى الخروج آمناً من المباراة وإنقاذا لفرحة لقب الدورى الذى تعرض بقوة للتشويه، وسدد قذيفة، وسط ارتباك الدفاع، تسكن المرمى فى ظل دهشة وحسرة من لاعبى الزمالك وجمهوره الذى كان قد استعد لمواكب الفرحة الغائبة عنه زمناً طويلاً. المغامرة قدمها حسام حسن، المدير الفنى للزمالك، بتشكيل هجومى أخفقت له قلوب الزملكاوية لعب بأربعة مهاجمين أحمد جعفر وشيكابالا وحسين ياسر المحمدى وإديكو، وكان ذلك نظرياً ضد القدرة على السيطرة فى وسط الملعب، إلا أن ربع الساعة الأولى أثارت الانبهار بفكر حسام حسن بسيطرة فريقه وطوفان الهجوم الذى لا يتوقف، وإغلاق الملعب حول فريق الأهلى، وأثمر ذلك عن هدف مبكر جداً، أعطى انطباعاً للجميع أننا بصدد مواجهة مثيرة غير عادية. والخبرة استثمرها الأهلى بنجومه المخضرمين عماد متعب ومحمد أبوتريكة ومحمد بركات وأحمد حسن، لكن هذه الخبرة تعثرت أحياناً أمام حيوية الشباب وديناميكية تحرك المهاجمين، إلا أنها أظهرت عنفوانها وكلمتها الأخيرة عن طريق الزئبقى محمد بركات الذى "فكك" دفاع الزمالك فى لحظات ثقة غير منطقية من دفاع الزمالك، والافتقار للضغط واستقبال لاعبى وسط الأهلى قبل الوصول إلى المنطقة الخطرة. إذن المغامرة نجحت وكادت تحصل على الدرجة الكاملة، والخبرة نجحت بقدر غير قليل من التوفيق، والفائز الأول هو الجمهور الذى استمتع بأقوى قمة منذ سنوات طويلة، والفائز الثانى هو الشارع الذى قضى ليلته هادئة، والفائز الثالث الكرة المصرية التى قدمت عرضًا قويًا بين أفضل ناديين فى الشرق الأوسط، والفائز الرابع الروح الرياضية التى بدأت وانتهت بها المباراة مهما كانت هناك بعض الانفعالات التى فرضتها سخونة المواجهة. كان خطا هجوم الفريقين الأفضل والأكثر فاعلية، ولهما الفضل فى إضفاء المتعة والإثارة فى المباراة، وبينما كانت دفاعات الفريقين هى الأضعف، وتم اختراقها بسهولة وخطورة، أمّا منطقة المناورات فشهدت صراعًا مستمرًا للسيطرة والتفوق كانت الغلبة فيه نسبيًا للزمالك، لكن لم يكن لاعبو الوسط المدافعون على المستوى المطلوب، الأمر الذى أدى إلى تكرار هذه الخطورة على المرميين. وكانت الجرأة السلاح الرئيسى الذى استخدمه الزمالك، وهى جرأة حديثة العهد بالفريق الأبيض فى لقاءاته مع غريمه الأحمر على مدار 6 سنوات، عادت الجرأة بفضل حسام حسن، وكانت أخطر أسلحة الزمالك، لأنها أربكت الأهلى خاصة فى البداية. وظلت الأخطاء الدفاعية هى الرهان الرئيسى لمهاجمى الفريقين وأحد الركائز فى تخطيط الجهازين الفنيين، ولذلك تم التركيز بشدة على العمق والتحرك فيه بسرعة وبكثير من المناورة، وظهر ذلك بالتحديد فى أهداف الأهلى التى جاءت من خلل واضح فى عمق الزمالك، وهو تقريبًا ما نفذه الزمالك فى الشق الهجومى. وملخص المواجهة أن الزمالك بالفعل قدم فريقا جديدًا متميزًا و"خامات" فردية لها مستقبل ورؤية "فنية" كانت غائبة عن الفريق، والأهم من ذلك أنه كسر الحاجز النفسى من الأهلى، وفى المقابل أثبت نجوم الأهلى المخضرمون أن "الدهن فى العتاقى" ما زالت بصماتهم موجودة، ومازالت إدارة الأهلى حاضرة فى تعديل النتائج حتى الثانية الأخيرة. |
مواضيع مشابهة: | ||||
› مباراة برشلونة وريال مدريد وكواليس ما قبل وبعد المباراة | ||||
› الاعلام الجزائرى ماذا قالوا قبل وبعد المباراة |