حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد أخبرنا أبو قزعة الباهلى عن حكيم بن معاوية القشيرى عن أبيه قال
قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال "أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا فى البيت"
قال أبو داود ولا تقبح أن تقول قبحك الله
فالحديث أعلاه لا يقصر حق الزوجة على الأمور المادية الضرورية من طعام وكساء، بل يقرن ذلك بحقٍّ معنوى، هو أن لا يُقبِّح لها وجهاً، وبتعبير آخر أن يُحسن معاشرتها، لا سيَّما وأنها زميلته فى الحياة، وشريكته فى العيش، ومن الخطأ أن يتعامل معها باعتبارها آلة للمتعة، أو وسيلة للخِدمة، فيعاملها بطريقة إصدار الأوامر. فللزوجة على زوجها حقوق مالية وهى : المهر، والنفقة، والسكنى. وحقوق غير مالية : كالعدل فى القسم بين الزوجات، والمعاشرة بالمعروف، وعدم الإضرار بالزوجة. هكذا بين الاسلام و سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، فالعلاقة الزوجية هى حالة من الانسجام بين طرفى العلاقة قائمة على المودة والحب والتفاهم والرحمة والتكافل، هكذا أرى المنظومة من وجهة نظرى، ولكن أن يتطور الأمر لأن تكون العلاقة علاقة مقايضة تلك هى المهزلة بعينها، قد يرى آخرون أن الزواج من رجل بخيل يمكن التعامل معه ببعض السلاسة بالاستسلام لهذا الأمر ومحاولة ايجاد مصادر دخل تكفل الزوجة والأبناء واقصاء هذا الفرد من دوره الأساسى كعائل للأسرة، واقتصار دوره " كضل راجل ولا ضل حيطه "،أجد هذا التصرف غير صحيح أبدا، بل يجب على العائل أن يتحمل طلبات بيته وزوجته وأبنائه فهذا ما كفله الشرع للزوجه والأبناء، وقتما سمعت من بعض الصديقات عن تلك المشكلات المستترة فى بيوتهن والتى تلخصها مخيلتى فى جملة بذيئة وهى " الجنس مقابل الغذاء " انتابتنى حالة من الاستياء، هل فقد الرجال رجولتهم ولم يصبحوا قادرين على سد احتياجات بيوتهم أم هى الظروف الاقتصادية الطاحنة التى تواجه الشباب الآن من انعدام فرص العمل أو محدودية الدخل وما اليه من الظروف الأخرى؟
بالطبع يمكن التماس الأعذار فى تلك الحالات وعلى الزوجة الصبر على ظروف زوجها ومساندته بل والعمل على الحد من استهلاكها فالضروريات فقط هى ما يلزم ولا مانع أبدا من بعض المرونة والتنازل عن عناصر الرفاهية المكلفة، فقد قال عز وجل: (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله)، ولكن أن يكون الزوج ميسورا ويحاسب زوجته على كل شيء فى حياتهما بدءا من ملابسها واحتياجاتها الشخصية لفاتورة الهاتف لأنها من يستخدمه وكذلك تحملها المجاملات الاجتماعية لمن هم من طرفها واقتسام فاتورة الكهرباء لانها تستهلك التلفاز والراديو والكمبيوتر وما إليه، أحسست وقتها بأن الزواج لم يعد كما كان، حتى أننى عندما فكرت قليلا فى طبيعة تلك الحياة وجدت فعلا أن الشيء الوحيد الذى لا تحاسب عليه الزوجة هو الطعام ولكنها تدفع مقابله الجنس وربما مبيتها فى منزل الزوجية تدفع مقابله العمل على نظافة المكان، يا لها من مهزلة حقا.
هل مثل هؤلاء الرجال يستحقون فعلا الاحترام والاستمرار فى العلاقة الزوجية معهم ؟! ربما منهم من يستجيب ل- لفت النظر – من قبل الزوجة ويفهم أن تصرفه غير لائق فينصلح حال المنظومة ولكن كيف تتصرف الزوجة مع رجل لا ينظر لها كزوجة ولكن كشريك مسكن كما يقال فى المجتمعات الغربية، الغريب أن النمط الذى تعرفت عليه من هؤلاء الرجال متعصب تماما ولا يقبل عمل المرأة ولا خروجها للمجتمع فمن أين يمكنها تحمل نفقاتها مع مثل هذا الزوج؟!!! وهل النفسى الذى يقع على كاهل المرأة إثر هذا التصرف يمكن التعامل معه على أنه مرحلى وسيزول وأنها يجب أن تكون أكبر منه انفعاليا وتتخطاه وتتجاوب معه باعتباره تجربة حياة ؟ كيف ذلك والحياة الزوجية أول وأكثر مبادئها رسوخا هو الاستقرار والاستمرارية ؟ فهى ليست مرحلة تبادل خبرات محددة الوقت وستنتهى إلا إن كانت هنالك ظروف تحول فعلا دون استمراريتها، أجدنى غير قادرة على تقديم النصيحة لمثل هؤلاء السيدات ممن تقع على كاهلهن تلك الضغينة فهل أجد المشورة والحل لدى القراء ؟!!،وهل تلك المشكلة منتشرة حقا؟؟!