من الطبيعى ألا تمنع إدارة الـ"فيس بوك" إطلاق أى جروب يحض على حب أحد الأشخاص مثل عمرو موسى أو الأحزاب مثل الوطنى أو التوجهات الفكرية مثل الناصرية أو البلاد مثل إسرائيل، وليس من المدهش أيضا أن يذهب الشباب العربى والمصرى إلى كل السبل المؤدية إلى إسرائيل، لأنهم يأسوا فى لحظة أفقدتهم كل التفكير على إتمام الكاملة أمامهم.
ولكن كان من غير الطبيعى أن يصل هذا الأمر إلى أن أحد الجروبات التى أطلقها بعض الإسرائيليين والغربيين ليعربوا عن حبهم لإسرائيل، وتجد أن أحد أعضاء الجروب مصرى الجنسية، ويسمى نفسه "مستر أوبجكت" محمود ليقول "هاى أنا شاب 22 سنة مصرى وأريد السفر إلى إسرائيل للعمل والزواج هل يمكن أن يساعدنى أحد"!!
وهو الأمر الذى قوبل بالصمت من قبل أعضاء الجروب، فى حين أبدى عضو آخر رغبته فى الذهاب إلى إسرائيل، ولكنه لم يتحدث عن جنسيته، وقوبل بالترحيب به، وبأنه سيجد السعادة فى إسرائيل.
ما السبب الذى دفع هذا الشاب إلى استخدام الـ"فيس بوك" حتى يتمكن من الهجرة إلى إسرائيل، هل أصبح الـ"فيس بوك" أحد السبل لاستدراج الشباب العربى، ولماذا لم يتم الرد على هذا الشاب؟، هل لأنه كتب بالعربية، وبالتالى فكلماته غير مفهومة للأعضاء الذين يكتبون العبرية والإنجليزية والفرنسية؟، أم بالفعل تم الرد على هذا العضو ولكن بشكل شخصى؟!، هذه التساؤلات وغيرها ستدور فى ذهن أى مفكر يحتر فى السبب الذى جعل هذا الشاب يقدم على مثل هذا الفعل؟!
يستمر مدح الأعضاء فى إسرائيل وترديدهم لكلمات "أحب إسرائيل، إسرائيل إلى الأبد، الرب مع إسرائيل، السلام فى إسرائيل، إسرائيل تأمل أن تساعد أفريقيا على تحول صحرائها إلى أراضى خضراء"!
يبلغ عدد أعضاء الجروب حتى كتابة هذه الكلمات نحو 45,856 عضو، أضافوا بعض الصور عن المستوطنات والمدن الساحلية والقدس وجميع أجزاء الأراضى الفلسطينية المحتلة، مدعين أنها إسرائيل، وواصفين الأراضى التى تقع تحت الحكم الذاتى الفلسطينى بأنها مسروقة من قبل الفلسطينيين.
كما قاموا بوضع صورتى العلمين الإسرائيلى والتركى بجانب بعضهما معلقين عليها بجملة "الأخوة التركية الإسرائيلية"، فى إشارة منهم إلى زوال الخلاف التركى الإسرائيلى، على ما يسمونه بهيكل سليمان وحائط المبكى.
أما الرئيس الأمريكى باراك أوباما فلم يسلم منهم فقد صوروه فى شكل كاريكاتورى وكأنه فرعون يرتدى العلم الأمريكى، ويقف أمامه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ليقول له "اترك شعبى يمكثوا"، كما وضعوا صورة تدمج كلا من أوباما ونتنياهو وهما فى سنهما المبكرة لتوضح الاختلافات بينه إذ يظهر نتانياهو وهو يحمل عددا كبيرا من الأسلحة بينما يظهر أوباما وهو يدخن.