يرجع تاريخ الاضطراب إلى بداية الحرب العالمية الأولى منذ أكثر من مائة عام حيث لوحظ معاناة الراشدون من نتائج التهاب الدماغ ، و ظهرت أعراض مشابهه لأعراض اضطراب ضعف الانتباه والنشاط الزائد . (1)
تعريف الاضطراب
يعرف اضطراب تشتت الانتباه والنشاط الزائد أنه الصعوبة في التركيز والبقاء على المهمة ويصاحبه نشاط زائد.
ويعرف النشاط الزائد :أنه نشاط حركي غير هادف لا يتناسب مع الموقف أو المهمة . ويسبب إزعاج للآخرين (2)
المعايير التشخيصية للاضطراب :
عدم الانتباه:
•العجز عن الانتباه للتفاصيل .
•الصعوبة في إدامة مدة الانتباه أثناء اللعب أو أداء المهام.
•يبدو وكأنه غير مصغ عندما يتحدث إليه أحد .
•لا يواصل انتباه التعليمات ، ويعجز عن إكمال العمل المدرسي أو اليومي (ليس بسبب العناد أو العجز عن فهم التعليمات)
•صعوبة في تنظيم المهام.
•يتجنب أو يكره الاشتراك في المهام التي تطلب جهدا ذهنيا متصلا ( مثل الواجبات المدرسية)
•يضيع حاجياته .
•سهل التشتت للمثيرات الخارجية .
•كثير النسيان .
فرط النشاط :
•يظهر الملل بيديه أو قدميه أو يتلوى في مقعده .
•يترك مقعده في الفصل أو في مواقف أخرى تتطلب منه أن يبقى جالسا .
• يفرط في الجري أو التسلق في مواقف غير ملائمة (في حالة المراهقين والراشدين قد يقتصر ذلك على مشاعر عدم الاستقرار)
•لديه صعوبة في أن يلعب أو يمارس أنشطة أوقات الفراغ بهدوء .
•ناشط في غير كلل ، و يسلك كما لو كان مدفوعا بمحرك (موتور)
•كثير الكلام .
الاندفاعية :
•الإجابة قبل اكتمال الأسئلة .
•يجد صعوبة في انتظار دوره .
•مقاطعة الآخرين أو التطفل عليهم (مثلا يتدخل في المحادثة أو اللعب ) (3)
أشكال الاضطراب :
1.نقص الانتباه
2.النشاط الزائد والاندفاعية .
3.النوع المشترك (نقص الانتباه والنشاط الزائد)(1)
نسب انتشاره:
ينتشر الاضطراب بين مختلف الطبقات الاجتماعية ، وتبلغ نسبة انتشاره بين 5 – 20% من مجموع طلاب المدارس الابتدائية.
وينتشر بين الذكور ثلاثة أضعاف انتشاره لدى الإناث . كما ينتشر بين أقارب الدرجة الأولى.(4)
العوامل المؤدية إليه:
1.العوامل الوراثية
وجد أن حوالي 50 % من الأطفال المصابين بالاضطراب يوجد في أسرهم من يعاني من هذا الاضطراب أيضا .
2.العوامل البيولوجية
مثل : ضعف النمو العقلي /
والذي يؤثر على كفاءة الانتباه لدى الأطفال ، فكلما زاد نموهم العقلي زادت كفاءة الانتباه لديهم في حين أنه عند وجود صعوبات في النمو العقلي فإنه يؤدي إلى ضعف المراكز العصبية بالمخ المسئولة عن الانتباه.
الخلل الكيميائي في الناقلات العصبية :
والناقلات العصبية تعتبر قواعد كيميائية تعمل على نقل الإرشادات العصبية بين المراكز العصبية في المخ والخلل الكيميائي يؤدي لاضطراب ميكانيزم الانتباه لذا فإن العلاج الكيميائي الذي يستخدمه الأطباء يعمل على إعادة التوازن الكيميائي لهذه الناقلات العصبية وب علاج اضطراب الانتباه.
3.العوامل البيئية
مرحلة الحمل وما تتعرض له الحامل في هذه المرحلة مما يؤثر سلبا على الجنين كالأشعة والمخدرات وبعض العقاقير الطبية خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل والإصابة ببعض الأمراض المعدية كالزهري والحصبة الألمانية .
مرحلة الولادة حيث أن بعض العوامل ممكن أن تسبب إصابة مخ الجنين مثل ضغط الجفت على رأس الجنين أثناء تعسر الولادة .
التفاف الحبل السري أثناء عملية الولادة وعدم وصول الأكسجين إلى مخ الجنين .
وإصابة مخ الجنين أو جمجمته أثناء الولادة .
وإصابته ببعض الأمراض المعدية كالحمى الشوكية أو الالتهاب السحائي أو الحصبة الألمانية تؤدي إلى إصابة المراكز العصبية في المخ المسئولة عن الانتباه .
الحوادث / مثل وقوع الطفل على رأسه من أماكن مرتفعة .
4.العوامل الاجتماعية
كسوء المعاملة الوالدية مثل الرفض الصريح أو الحماية الزائدة أو الاهمال الزائد والحرمان العاطفي من الوالدين يمكن أن يكون سببا في نشأة الاضطراب .
عدم الاستقرار داخل الأسرة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وعدم التوافق بين الزوجين .
خبرة دخول المدرسة والتي تمثل عبئا جديدا على الطفل .
5.العوامل النفسية
والتي ترجع لبعض الصراعات النفسية التي يعاني منها الأطفال. (1)
الاضطرابات المصاحبة:
اضطراب القلق (انشغالات غير مبررة – عدم ارتياح – توتر)
اضطرابات المزاج (التوتر ، العصبية)
صعوبات التعلم (تدني مستوى التحصيل الدراسي - الإخفاق في التحصيل الدراسي)
اضطرابات النطق و الكلام
مشاكل في المهارات الجسدية الكبرى والصغرى
نقص التواصل الاجتماعي أو التواصل الاجتماعي الخاطئ
اضطرابات السلوك (العدوانية) (2)
الخصائص الإيجابية للمصابين باضطراب ضعف الانتباه والنشاط الزائد
مخلص – وفي – نشيط – حدسي - يمكن الوثوق به - لديه شعور إنساني جيد – عفوي – مبدع – يستفسر – متسامح – مثابر – مغامر – كريم – مبتكر. (2)
اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى المراهقين:
ونستطيع تقسيمهم إلى قسمين :
الأول : من لم يسبق تشخيصه بالاضطراب وشخص في المرحلة الإعدادية أو الثانوية ويشيع بينهم اضطراب نقص الانتباه .
الثاني : من شخص بالاضطراب في مرحلة الطفولة ، ويرجح أن تستمر لديهم الأعراض بما في ذلك الصعوبات الأكاديمية والاجتماعية .
وتشمل المشكلات ما يلي : العجز عن انجاز الأعمال المدرسية ، وضعف التنظيم والمماطلة في انجاز الأعمال وتدني التحصيل كما تظهر اضطرابات مصاحبة لهذا الاضطراب كالاكتئاب واضطرابات السلوك وصعوبات إقامة علاقات اجتماعية أو المحافظة عليها.(5)
اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الراشدين:
يعاني حوالي 60% من الأطفال المصابين بالاضطراب بأعراض تستمر حتى مرحلة الرشد، وتقع أغلب المشكلات في هذه المرحلة بالأعراض (وجود صعوبات في العمل وفي إقامة العلاقات وضعف التنظيم وصعوبات التفكير الواضح وتشويش التفكير)(5)
توظيف المصابون بالاضطراب :
يوصى بتوظيف المصابون بالاضطراب في المنشئات ذات الطابع المنظم والخطوط الواضحة التي تتفهم طبيعة المشكلات لديهم.(2)
الزواج والأسرة
يعاني الأزواج والزوجات المرتبطين بأفراد مصابون بالاضطراب من كثرة النسيان والفوضى وكثرة المشاغل بالإضافة إلى قصور في القدرة على حل مشكلات أبنائهم لذلك تظهر أهمية تثقيف أفراد الأسرة بطبيعة الاضطراب . (2)
آثار الاضطراب على الطفل:
اهتزاز الثقة من النفس .
الفشل الاجتماعي في تكوين العلاقات
الفشل الدراسي بسبب كثرة الحركة أو تشتت الانتباه ووصمه بالغباء .
التعرض لإصابات كثيرة بسبب كثرة السقوط .
التعرض للضرب والإيذاء والسخرية من الكثير .
في فترة المراهقة قد يتعرض المصاب لكثرة حوادث السيارات .(6)
آثار الاضطراب على حياة الأسرة :
يؤثر وجود طفل مصاب بالاضطراب على أفراد العائلة ، حيث إنه قد يدفع أفراد الأسرة إلى الانعزال والتقليل من النشاطات الاجتماعية بسبب إحراج الطفل المصاب لهم ، كما تمضي بعض الأمهات الساعات الطوال في محاولة مساعدة الطفل دراسيا ، وفي بعض الأحيان يؤدي التعامل مع الطفل المصاب إلى توتر ونزاعات بين الوالدين أو بين الوالدين وأحد الإخوة.(6)
التدخلات العلاجية
تعتبر التدخلات العلاجية المتعددة الأشكال هي الأكثر فعالية نظرا لطبيعة الاضطراب الشمولية .وتعتبر التدخلات السلوكية واستخدام العقاقير هي الأكثر فعالية للمشكلات السلوكية والأكاديمية والاجتماعية والانفعالية للمصابين بالإضافة إلى تدريب الوالدين والتدخلات التربوية التي تركز على تطوير جوانب العجز في المهارات بالإضافة إلى التدخل المبكر . (5)
التدخل المبكر :
وهو مجموعة شاملة من الخدمات التربوية والصحية والنفسية والاجتماعية تقدم للأطفال الذين يعانون من إعاقة أو تأخر نمائي أو الذين هم عرضه لخطر التأخر والإعاقة.(2)
تعليمات مهمة عند التعامل مع الأطفال المصابون بالاضطراب :
1.الحزم عند التعامل معهم . والحزم لا يعني الصراخ بل يعني الالتزام .
2.التواصل البصري عند توجيه الأوامر أو التعزيز مع النزول لمستوى الطفل الجسدي.
3.الحديث بكلمات قليلة واضحة مفهومة. والبعد عن الأوامر المركبة (احضر حقيبتك من الغرفة ثم أغلق النور) خاصة في الأعمار الصغيرة .
4.التعزيز الفوري لأي سلوك ايجابي (قد يكون التعزيز معنوي مثل ابتسامة، حضن ، ربت على الكتف ، تصفيق ، أو مادي مثل حلوى )
5.التصحيح المتكرر لأي سلوك سلبي . (الانتباه إلى أن ملامح الوجه الغاضبة مع الإشارة للتصرف الخاطئ كافيه لتصحيح الخطأ)
6.عند الرغبة في تصحيح السلوكيات الخاطئة يجب الانتباه إلى إظهار الحب للشخص لكن الانزعاج من تصرفه ، ضع في اعتبارك أنك تسعى لتعديل السلوكيات وليس الشخصية.
7.من الأساليب الفعالة في تخفيض سلوكياتهم الخاطئة : الإبعاد المؤقت (ويعني أن يجلس الطفل على كرسي أو سجادة بعدما يصدر سلوكا خاطئا يفكر في خطأه ويجب أن يكون هادئا وقتها ليستطيع التفكير ، يشترط في الإبعاد المؤقت أن لا يوضع في مكان حار أو مظلم يكون في نفس مكان الجلوس لأن الغرض منه استعادة الهدوء والتفكير في السلوك )
8.تقسيم المهمة وتفكيكها لأجزاء صغيره (مثل : حل الواجبات ، تركيب لعبة ) يسهل حلها .
9.تدريب الطفل على التعبير عن المشاعر بطريقة مقبولة اجتماعيا ..
10.تدريب الطفل على انتظار دورهـ في اللعب والحديث.
11.وضع روتين يومي والالتزام به يحسن من أداء الطفل .
12.إخبار الطفل قبل موعد مهامه بفترة عشر دقائق مثل (حل الواجبات ، النوم) ليستعد ويفضل وضع مثير صوتي والاتفاق معه (في حال سمعنا صوت الساعة سينتهي وقت اللعب ونذهب للنوم) (16)
منقول من موقع إسمه Knol a unit of Knowledge