هذه المقولة السابقة تؤكد لنا فائدة مهارات التذكر التي يجب أن يتميز بها الإنسان ، ولكن هناك عوامل عديدة قد تؤثر علي الفرد وتجعله ينسي بعض الأشياء ، مما يؤثر علي أدائه اليومي ..
وفي هذا الصدد يعمل علماء بشركة "استرازينيكا" العملاقة الدولية المتعدّدة الجنسيات بالتعاون مع شركة "تارجاسيبت" الأمريكية على تطوير حبة دواء يقولون إنها قد تساعد على تنشيط الذاكرة وتحفيز الدماغ على العمل بشكل أفضل والتخلص من مشكلة النسيان التي يعاني منها الكثيرون ، في الوقت الذي تعمل فيه شركة أمريكية صيدلانية أخرى، هي "إيبكس"، علي تطوير حبة أخرى لها المفعول نفسه.
يشار إلي أن هاتين الحبتين "تزيدان قوة الإدراك" وصمّمتا في الأساس لمعالجة المرضى العجائز الذين يعانون من الزهايمر وفقدان الذاكرة.
وتوقع ستيفن فيريس، وهو اختصاصي بعلم الأعصاب وعضو سابق في إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية، صناعة حبة دواء ذات جرعات منخفضة يمكن للمستهلكين الأصحاء استخدامها مدى الحياة والحصول عليها من دون وصفة طبية إذا رغبوا بذلك.
ويصف أطباء حبتي "أديرال أكس آر" Adder all XR و "ريتالين" Ritalin، لعلاج حالات ضعف التركيز عند بعض المرضى في الولايات المتحدة .
وصفات طبيعية لتنشيط الذاكرة
والمعروف أن اللجوء إلي الطب الطبيعي بات من الطرق التي يحرص عليها الكثيرون ، فقد أفاد باحثون بأن البقدونس غذاء منشط للذاكرة وللجهاز التناسلي، كما انه من أكثر النباتات احتواء لفيتامين " C" وهو يفوق الليمون في ذلك وكذلك فيتامين "A" المفيد للبصر.
والبقدونس يساعد الجسم على امتصاص مادة الحديد الموجودة بالأغذية الأخرى بعكس الشاي الذي يمنع الجسم من امتصاص الحديد إذا شرب بعد الطعام.
كما أكدت دراسة أخري أن الأسماك وجبة غنية بالأحماض الأمينية التي تدخل في تكوين العضلات والأنسجة، وتعتبر مصدراً مهماً للبروتينات والفيتامينات وللأملاح المعدنية وخاصة اليود والصوديوم والبوتاسيوم، مما يفسر أنه من الأطعمة المفيدة لتقوية الذاكرة.
كما يحتوي السمك على الفوسفور بمقادير عالية، فالمائة جرام منه تحوي 230 - 240 ملجم فوسفور، وهو ما له أهمية بالغة في بناء وترميم الأنسجة، إذ يساعد العمود الفقري والأسنان على النمو، كما يحتوي على عنصري الكلور والكبريت والكالسيوم المهمين للعظام.
وتحتوي الأسماك على كمية من الدهن تختلف بحسب نوعها، وكلما ارتفعت نسبة الدهون في السمك كانت أكثر فائدة للجسم، فعلى سبيل المثال، تصل نسبة الدهون في سمك موسى والمرجان إلى0.5% من وزنه، وسمك البلطي إلى 2.6%، وسمك سلطان إبراهيم 3.9%، وسمك البوري 8%، وسمك التونة الخفيف المحفوظ بالزيت 8.21%، وسمك السلمون 10.58%، وسمك السردين المحفوظ بالزيت 27.27%.
ويتميز الدهن الموجود في السمك بسهولة هضمه وبغناه بأحماض دسمة غير مشبعة، وهي مفيدة وغير ضارة ويطلق عليها اسم أوميجا- 3 مثل "حمض إيكوزابنتانويك" و"حمض ديكوزا هكسانويك" وهي أحماض لها فعالية عالية ضد كثير من الاضطرابات المرضية، فهي تساعد على خفض نسبة الكوليسترول ودهون الدم، وتحسين الدورة الدموية، ومنع تجلط الدم، وخفض ضغط الدم، مما له دور في الوقاية من تصلب الشرايين.
وتشير الدراسات إلي أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 59 و 83 سنة إذا تناولوا مشروبات الكاكاو الخفيفة الغنية بمادة "الفلافانويل" يزداد تدفق الدم إلى أدمغتهم بنسبة 8 بالمئة خلال أسبوع وتبقى ذاكرتهم قوية ونشيطة.
ويؤكد الباحثون أن مشروبات الكاكاو الغنية بمادة "الفلافانويل" تحتوى على مركبات فريدة موجودة بشكل طبيعى فى الكاكاو، مشيرة إلى أن باستطاعتها زيادة معدل تدفق الدم إلى الدماغ.
وأوضح علماء فى جامعة هارفارد أن الأبحاث التى أجروها على مشروبات الكاكاو، تبين بأن لها فوائد بعيدة المدى على تدفق الدم إلى الدماغ وزيادة القدرة على الادراك، مشيرين إلى أنها قد تكون مفيدة فى علاج أمراض تصيب الدماغ مثل الخرف والجلطات الدماغية.
يذكر أنه عندما تنخفض كمية الدماء التى تتدفق إلى الدماغ مع الوقت يصبح المرء أكثر عرضة للاصابة بالخرف، بالإضافة إلي أن تناول مشروبات الكاكاو الغنية بمادة "الفلافانويل" يمكن أن يحد من تدهور القدرات الذهنية للمرضى.
وأخيرا .. كشف باحثون بريطانيون في دراسة لهم أن التوت البري إذا أضيف إلى الطعام يمكن أن ينشط الذاكرة.
وأوضح باحثون في جامعة ردينج ومدرسة بننسيولا الطبية في مدينة بليموث في بريطانيا أن التحسن في نشاط الذاكرة يبدأ في الأسبوع الثالث من تناول هذا الطعام، ويستمر حتى الأسبوع الثاني عشر من تاريخ البدء فيه.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية "فري راديكال بيولوجي اند مديسين"، فإن مادة الفلافونويدز في هذا التوت وبخاصة Anthocyannis والفلانولز يحسنان نشاط الذاكرة في قرن آمون، وهو الجزء المسئول عن التعلم والذاكرة في الدماغ.
وقال الدكتور مات وايتمان من مدرسة بننسيولا الطبية في بليموث: "هذه الدراسة لا تقول أن أكل التوت البري مفيد لك فحسب، بل تقدم أدلة على أن إضافته إلى الطعام يمكن أن تزيد قوة الذاكرة على تخزين المعلومات وقوة الاداء في المستقبل".