بعد غياب دام لأكثر من خمس سنوات عاد للساحة الإعلامية إبراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام الأسبق ونقيب الصحفيين السابق، فى حلقة من برنامج "من قلب مصر" الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على قناة النايل لايف، وتحدثت معه الإعلامية لميس الحديدى لما يقرب من ساعتين حول الحملة التى شنت ضده بعد خروجه من الأهرام والاتهامات التى وجهت له بالرشوة والفساد، كما شمل حديثها معه ذكرياته عندما كان رئيسا لتحرير الأهرام بجانب علاقته بالوزراء والرؤساء العرب ورئيس الجمهورية وقتها.
فى البداية عبر نافع عن سعادته لعودته لمكتبه بالأهرام مرة أخرى بعد أن تم منعه من دخوله لمدة خمس سنوات متتالية، كما وجه شكرا خاصا لزملائه الذين استقبلوه وهم الدكتور عبد المنعم سعيد ورؤساء تحرير الدوريات التى تصدرها الأهرام مثل مجلة "البيت" و"الأهرام أبدو".
وأوضح نافع تأثير خروجه من الأهرام عليه واصفا شعوره وقتها بالإحباط بعد أن وجه البعض ضده حملة ظالمة على "حد وصفه"، فانقلبت حياته رأسا على عقب بعد أن كان رئيس تحرير أكبر مؤسسة صحفية.
وحول طريقة خروجه من الأهرام وما شاع وقتها من تعرضه للإقالة نفى نافع ذلك تماما، وأكد "كنت أعرف قبل تنفيذ القرار بشهر، حيث أبلغنى د.صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى".
وأضاف نافع "كان من الطبيعى أن أخرج من الأهرام فى تلك الفترة بعد أن تخطيت سن الستين ولم يكن يسمح لى سوى بتجديد كل عام وبعد أن تخطيت الخامسة والستون كنت أتوقع خروجى فى أى وقت".
وكانت أصعب اللحظات التى مر بها نافع كما يصف هى عندما بدأت الحملة "الشرسة ضده"، مشيرا إلى دور رئيس مجلس الإدارة الجديد وقتها "صلاح الغمرى" الذى وضع أجندة ضده، مدللا على ذلك ببدء الحملة وقت خروجه من الأهرام وليس أثناء تواجده بها.
وعن قيمة راتبه الحقيقية وما تردد من وصوله لملايين الجنيهات أكد نافع أنه زاد فى الأربع سنوات الأخيرة من عمله وفقا لنسب تضعها الدول، نافيا ما تردد من حصوله على نسبة من الأرباح والتوزيع، مضيفا أن قيمة راتبه الأساسية لم تتجاوز 6000 جنيه أساسى فى حين يصل الإجمالى الذى وصفه بالضئيل إلى200 ألف جنيه.
وشكك نافع فيما تردد من وصول قيمة الضرائب التى تراكمت على المؤسسة لمليار ونصف جنيه، موضحا أن سبب تراكمها هو بناء مطابع جديدة فى قليوب والسادس من أكتوبر.
وأضاف رئيس تحرير الأهرام الأسبق "كما لم أهدد بوقف طبع الأهرام عندما طالبتنى الحكومة بالضرائب، فلم أكن أنا السبب الرئيسى لها"، مشيرا إلى ما قام به د.كمال الجنزوى وقتها من تقدمه بشكوى ضده للرئيس بعدم تسديد قيمة الضرائب.
وأعرب نافع عن رغبته فى إلغاء ضرائب المؤسسات الصحفية القومية والتى تعجز عن تسديدها كاملة، مؤكدا أن سبب الأزمة الاقتصادية التى مرت بها الأهرام هو ما حدث من تعويم الجنيه المصرى الذى بدأ عام 2001 واستمر لـ2004.
كما أكد نافع أنه ترك الأهرام ونسبة الخسارة بها 168 مليون جنيه، بالإضافة لقيمة الضرائب، وحول ما أشيع وقتها من تقرب البعض له لصلات صداقة ومحسوبية، أوضح نافع أن القيمة الأساسية له كانت العمل دون النظر لأى اعتبارات أخرى نافيا ما تردد من إعطائه نسبا مالية للمشرفين على الإعلانات.
وعن صفقات شركة "إنتر جروب" التى يمتلكها أبناؤه وحسن حمدى مدير إدارة الإعلانات السابق أضاف نافع أن الشركة لم تتعاون قط مع الأهرام حتى أنها لم تبع ولو طن واحد ورق لها.
وفى سؤال له حول ممتلكاته من قصور وفيلات باعها لعدد من الأمراء والملوك، أوضح نافع أنه لا يمتلك سوى بيت فى مصر وآخر فى الإسكندرية وقرية سياحية فى إسبانيا وكل هذا من ممتلكاته الخاصة وراتبه.
وأضاف أنه باع الشاليه الذى يمتلكه فى شرم الشيخ للسلطان قابوس بسعر السوق ودون وضع أى زيادات، كما قام ببيع بيت يمتلكه فى أبو رواش لسفيرة فى جامعة الدول العربية.
وأوضح أن كافة الهدايا التى حصل عليها من الزعماء كانت مثله مثل أى صحفى آخر يسافر معهم للرؤساء، مضيفا أن الرئيس الراحل صدام حسين صدام حسين أرسل له 200 سيارة ذهبت جميعها للأهرام ودفعت المؤسسة قيمة جماركها كاملة.
وأكد رئيس تحرير الأهرام السابق أن المسئول الذى يتأثر بهدية لا يستحق أن يكون مسئولا.
وفى سؤال له حول سبب تأخره فى إثبات عكس ما وجه إليه من اتهامات أوضح أن مؤسسة الأهرام رفضت مساعدته بأى وثيقة تثبت براءته، مشيرا إلى أنه لم يفكر فى طلب المساعدة من أى مسئول وقتها حتى علاجه من المرض الذى أصابه بعد ثلاث سنوات من الأزمة اعتذر للرئيس بأن يكون على نفقة الدولة.
وأكد نافع أن كل الانفرادت الصحفية التى أجرتها الأهرام كانت فى عهده كما تطورت المؤسسة لتتحدى الحاجز المحلى والإقليمى وتصل للدولى.
كما أوضح نافع أنه رشح أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام لرئاسة التحرير ولم يرشح عمرو عبد السميع.
وأكد نافع أنه بالرغم من سماحه للمحررين بجلب الإعلانات لزيادة أرباح المؤسسة لكنه وضع قيودا تمنع الخلط، مشير إلى طبيعة علاقته برئيس الجمهورية التى كانت مباشرة تماما، حتى أن الرئيس لم يغضب عليه ولو مرة واحدة حتى الكرسى الخاص به فى طائرته لم يتغير قط، ووصف الرئيس السادات الذى عمل معه عاما ونصفا بالمتميز والذكى.
وأكد أن من أقرب الزعماء لقلبه الرئيس الراحل لدولة الإمارات الشيخ زايد والملك الرحل فهد بن عبد العزيز والذى كان يغدق على الدولة بالأموال.
وحول لقائه بالرئيس صدام حسين أوضح أنه أجرى معه ثلاثة حوارات، مؤكدا أنه كان يشعر بالخوف عندما قابله فى المرة الأولى.
وأوضح نافع أنه كان يراجع الصفحة الأولى يوميا بالجريدة فى تمام الساعة الثانية عشر ظهرا، حيث يعقد اجتماع مع رؤساء الأقسام المختلفة، مؤكدا أنه كثيرا ما كان يستخدم الديكتاتورية فى العمل.
وحول أكثر رؤساء الوزراء تعاونا مع الصحافة أكد نافع أن رئيس مجلس الوزراء الراحل عاطف صدقى كان الأكثر تعاونا مع الصحافة، ووصف بطرس غالى بـ"متشطر أوى"، خاصة مع الضغوط التى يتعرض لها يوميا.
وأكد نافع أن الصحف القومية مازلت الأكثر توزيعا، معربا عن إعجابه بمقالات الكاتب إبراهيم سعدة ود.عبد المنعم السعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام، كما ذكر منعه لمقال د.أحمد بهاء الدين.
وحول اتجاه بعض الكتاب للكتابة خارج الأهرام منه مثل الكاتب سلامة أحمد سلامة، أكد نافع أن هذا برغبة الصحفيين والكتاب أنفسهم وبما لأجور أعلى، نافيا ما تردد بإقامة حملة من خلاله ضد هيكل.
وفى النهاية وصف نافع صفوت الشريف بالمحنك السياسى، كما رفض التعليق على مرسى عطالله رئيس مجلس الإدارة السابق، ووصف مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين بأنه صحفى حتى النخاع.
كما أكد أنه يعكف الآن على كتابة كتاب جديد بعنوان "أنا وقاضى التحقيق"، يتحدث فيه عمن شوهوا صورته، موضحا ما تعلمه من التجربة من درس قاسٍ.