السيد بيرى كاردن الفرنسى : فليصعد الصينيون الى منصة عرض الازياء
هذه الفوتوغرافية التى تم التقاطها فى شارع من شوارع بكين للسيد بيرى كاردن كبير مشاهر مصصمى الازياء الفرنسى عند اول زيارة قام بها للصين قبل 30 سنة مضت . وحينذاك كانت تراوده احساسات عديدة عندما شاهد بام عينيه الصينيين يرتدون الملابس والوانها قليلة وانماطها ليست بالكثيرة وانما هى متشابهة .
والسيد بيرى كاردن اكاديمى فى كلية فرنسا واسس امبراطورية تجارية تجمع بين صناعات التصميم والملابس والثقافة والمأكولات والمشروبات . وقد بدأ بزيارة الصين 1978 ثم زارها ل40 مرة تقريبا كان اول من خلالها جلب ماركات الازياء العالمية الشهيرة الى الصين . واقام اول حفلة عرض للازياء امام المشاهدين الصينيين فى فندق بكين بوسط بكين عام 1981. وانشأ مطعم ماكسيم الباريسى فى بكين عام 1983.
وقال كاردن " ان علاقاتى مع الصين طويلة الامد . وكنت نظمت مجموعة سياحية للسفر الى الصين حيث صعدنا الى قطاع بكين من سور الصين العظيم الذى ظللنا نصبو اليه منذ الزمان وكانت الصين بدأت بتطبيق سياسة الاصلاح والانفتاح على العالم الخارجى عام 1978. وكانت قضيتى عامذاك شهدت تطورات ناجحة جدا فى فرنسا وبريطانيا واميركا واليابان ودول اخرى لكنى ادركت فى ذلك الحين الصين المتألقة الشهيبة بفرنسا ثقافيا وتاريخا ادراكا قليلا جدا وبذلك ازدادت رغبتى فى التعرف على الصين يوما بعد اخر. وسمعت حينذاك مقولة ان مناخ المجتمع الصينى كان مقفلا جدا وحياة عامة الصينيين شاقة وصعبة وبذلك كنت اود بالشغف ان أرى بام عينى ما هى حالة الصين فى نهاية الامر.
"تذكرت انى حينما كنت اسير فى شوارع بكين عند زيارتى لها 1978 شاهدت الصينيين يرتدون الملابس بالوانها الازرق والاخضر والرمادى فقط
بينما كانت عيونهم تقع على مستغربة كانى مثل رجل خارج كوكبة الكرة الارضية وهذا المشهد لا يزال حتى الان ماثلا فى ذهنى لانى كنت اشعر بالدهشة والصدمة جدا . و بعد ما زرت عدة مدن صينية احسست بالشدة بان الصينيين تواقون الى معرفة العالم الخارجى والعالم فى حاجة الى المزيد من ادراك الصين . وعندما كنت احتك باولئك الصينيين خلال عملية السفر وجدت انهم من ذوى التواضع والبساطة وحسن النية والتودد الى والتعايش معهم سهل ويسر جدا وعليه تركت رحلتى الاولى الى الصين انطباعا عميقا فى ذهنى . وكان توقعى حينذاك هو ان الصين فى حاجة الى التغير والتبدل والصين ستتغير بالتأكيد !
و" فى الصين مثل شعبى قائل بان اللقاء يأتى من البعيد ولومن الف لى بسبب رابطة اوروابط " ( لى من وحدات المسافة الصينية ). وهناك رابطتى بالصين .وقمت بزيارة رسمية للصين بناء على دعوة وزارة الصناعة الخفيفة الصينية الموجهة الى فى شهر ابريل 1979 واحضرت فى هذه الزيارة عدة عارضات ازياء اجنبيات قدمن عرضا للازياء بحضور الشخصيات فى وسط
الازياء وفى وسط التجارة الخارجية الصينية فى قصر بكين للثقافة القومية مما احدث هزة حتى جعلتنى اصمم على اقامة معرض الازياء لخدمة الصينيين و على مساعدة الصين فى اعداد وتأهيل عارضى الازياء من الجنسين .
و" كانت الصين عامذاك متخلفة اقتصاديا بحيث لم تكن لدى الناس اية فرصة لمعاينة الملابس الراقية حتى كان لديهم كثير من سوء التفهم لعارضى الازياء وعروضها . وكنت مصمما على تمكين الصينيين من التمتع بمتعة الازياء ومعرفة تطور ماركات الازياء العالمية وارغب على الاخص فى ان تكون الوان ملابسهم متألقة وبراقة . ولكن تصرفاتى تعرضت لتشكك عدد ليس بالقليل من الناس . ورغم ذلك فلم أكن اشك فى خيارى والامة الصينية هى امة عظيمة كانت تنهمك فى العمل بقلب واحد فى اعقاب الخلاص من معانات الاضطراب الذى استغرق 10 سنوات املة فى توجه البلاد باتجاه الازدهار والرفاهية .
و" انقضت 30 سنة كالبرق حيث ان التغيرات التى طرأت على اراضى الصين الشاسعة لا يمكن وصفها بكلمات اطلاقا . واجيئ الى الصين كل عام حيث تجولت فى منطقة جنوب نهر اليانغتسى الصينى ومنطقة شماله وانا معجب بكد وذكاء الصينيين . ولتلك المصانع الصينية التى تتعاون معى تمتلك الان القدرة تماما على انتاج المنتجات الدقيقة والراقية الشبيهة بمثيلاتها الباريسية . وكنت اشاهد دائما بعضا من اعمال المصمميين الصينيين ذوى الامكانيات الكامنة فى اسبوع باريس لازياء الموضة ومفهوم تصميمهم و قوتهم الخيالية الوافرة يمتازان بالمستوى الامامى والدولى . وحينما كنت اقوم بفتح الاسواق الصينية فى بداية الامر فوضت تصاميمى الى مصنعين صينيين ل"يستنسخوها كبداية للتعلم ولهذا فوائد كبيرة مؤاتية لرفع مستواهم فى تصميم الملابس الصينية الذاتية . واعتقد ان لمصممى الازياء الصينيين امكانيات التطوير البالغة ونظرتهم فى الجمال ووعيهم فى الابتكار وذلك فى حاجة الى المسرح والوقت لاظهارهما تدريجيا .
و" انا شاهدت حفل افتتاح دورة اولمبياد بكين 2008 الحفل الذى اتصف بمنتهى الجمال و تخطى ما فى العصر القديم والحديث وعروضه الفنية الزاخرة بالقوة الخيالية مكنت الناس من ان يأخذهم سكرها وكان الحفل اظهر حكمة الصينيين ومسعاهم المطرد فى مجالى الفن والموضة سواء أ كانت من حيث الموسيقى والرقص واللباس ام من حيث ترتيب المشاهد .
و" ان فرنسا والصين تعجبان ببعضهما البعض فى مجالى التاريخ والثقافة حتى فى مجال فن المأكولات اللذيذة . وقد قمت ب" استنساخ " مطعم ماكسيم الذائع الصيت على مدى 100 عام الى بكين 1983 حيث بلغ معدل الدخل الفردى حينذاك عشرات اليوانات الصينية / رنمينبى / شهريا مما اثار تشكك وسائل الاعلام والصحافة الغربية .ولكن ذلك لم يزعزع ايمانى وارغب عبر هذا المطعم فى تعريف الصينيين بثقافة المأكولات والمشروبات الفرنسية ليشعروا بالمشاعر والاعراف الفرنسية الخالصة قلبا وقالبا كما يرغب فى ان هنا يصبح صالونا للاتصالات الاجتماعية يمكن للاصدقاء من البلدين ان يتبادلوا فيه اطراف الحديث فى فرح وحبور عما جرى ويجرى فى الدنيا .
وقال السيد بيرى كاردن فى ختام حديثه " انى احب الفن الذى يعد من مصادر الهام التصميم . وان فرنسا والصين هما ممثلتان بارزتان كبريان احداهما للثقافة الغربية والاخرى للثقافة الشرقية . وكان المستكشف مارك . بورو الايطالى جاء عامذاك الى الصين للاستكشاف مما فتح بابا واحدا لمعرفة الصين . وولدت انا فى ايطاليا وورثت هذه الصفة اى الشغوف بالمغامرة والتحدى. و قد شاركت العام الماضى فى تأليف الاوبرا الموسيقية الفرنسية المعاصرة " مارك . بورو--- رحلته الاسطورية " كهدية الى دورة اولمبياد بكين
بهدف تعميق التبادل الثقافى بين البلدين الفرنسى والصينى واعتزام الاستعانة بروح مارك . بورو الاستكشافية وشجاعته لتشجيع الرياضيين الاولمبيين على المنافسات الشجاعة . وانى تواق الى عمل بعض الشئ لخدمة التبادل الثقافى بين فرنسا والصين , الذى يمكنه ان يعزز التفاهم بين شعبيهما ويعمق الصداقة بينهما ويعد رسولا للانتشار الثقافى . ولولا الثقافة فان الموضة خالية من محتوياتها ايضا . وانا اشعر بالفرح والسعادة اللذين لم يسبق لهما مثيل لانه فى استطاعتى ان اقدم نصيبى من الدور فى ذلك .
/ صحيفة الشعب اليومية اونلاين/
واقيمت حفلة الاعلان عن معرض الازياء الربيعية والصيفية 2008 من تصميم السيد بيرى كاردن فى صحراء دونهوانغ الصينية الكبرى يوم 20اكتوبر 2007