يلجأ الكثيرون إلى استخدام المضادات الحيوية كعلاج فعال للقضاء على الأنفلونزا وغيرها من الأمراض، لكن الأمر الذي يغيب عن أذهان الكثيرين هو أن هذه المضادات تضر بالجسم، وهو ما أكده العديد من الأطباء، محذرين الأشخاص المصابين بنزلات البرد والأنفلونزا الذين يطلبون من الطبيب أن يصف لهم مضاداً حيوياً لعلاج حالتهم، لأنهم يتسببون في الإضرار بأنفسهم.
وفي بحث بريطاني جديد يؤكد أخطار المضادات الحيوية على المرضى الذين يصف لهم أطباؤهم جرعات زائدة من المضادات الحيوية، تبين أن هؤلاء المرضى تنشأ لديهم مقاومة للدواء تستمر لمدة تصل إلى عام ما يجعلهم عرضة للخطر عندما تكون هناك حاجة إلى علاج مرض أكثر خطورة.
وأشار الباحثون الذين حللوا 42 دراسة سابقة خاصةً بمقاومة المضادات الحيوية، إلى أنه كلما زادت المضادات الحيوية التي توصف لعلاج السعال والأمراض الشبيهة بالأنفلونزا أو إصابات البول أصبحت البكتيريا أكثر مقاومة في مرض أكثر شدة.
وأضاف الباحثون أن الاستخدام الزائد للمضادات الحيوية في أوروبا والولايات المتحدة ومناطق ثرية أخرى يبني مقاومة واسعة داخل الجسم البشري ويهدد علاجات طبية حيوية مماثلة.
وأكد الباحثون أن عمليات مثل استبدال مفصل الفخذ وعلاجات السرطان وصولاً إلى الرعاية الفائقة مهددة بالخطر جراء تناول المضادات الحيوية بشكل مفرط.
ومن جانبه، أفاد إليستر هاي الاستشاري الكبير في الرعاية الصحية بجامعة بريستول البريطانية والمشرف على البحوث، بأن دراسته أظهرت كيف تبنى مقاومة الفرد وكيف تتحول إلى مشكلات على مستوى المجتمع أو السكان عموماً.
استخدامه الخاطئ يدمر حياتك
أكد الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة جامعة عين شمس واستشاري حساسية ومناعة الأطفال والمراهقين وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في تصريح خاص لـ"محيط"، أنه للأسف الشديد مع اكتشاف المضاد الحيوي بدأ الإنسان في استعماله بطريقه عشوائيه، حيث يعتقد البعض أن المضاد الحيوي يجب أخذه في أى مرض مع أنه لا يفيد إلا في أمراض عدوى ناشئة عن بكتيريا، وأغلب أمراض الإنسان تكون ناتجة عن عدوى فيروسات أو فطريات أو أمراض تنشأ عن تغير في كيمياء الجسم، وب يظل الاستخدام الأمثل للمضاد الحيوي مقصوراً على الالتهابات البكتيرية.
ولكن يستهلك الإنسان المضاد الحيوي خاصةً مع أمراض البرد والأنفلونزا مع أنها ليس لها أى دور بل على العكس تؤدي إلى تدمير البكتيريا الصديقة في جسم الإنسان وب تسبب تجريث التربة المعوية المناعية التي كانت المصدر الأول لمناعة الإنسان الطبيعية، حيث يولد الطفل بالولادة الطبيعية ويكتسب مئات الأنواع من البكتيريا النافعة الصديقة التي تهديها الأم لابنها، ولكن يحرم منها المولود بطريقة قيصرية، الأمر الذي يؤدي إلى نقص المناعة ويسبب الحساسية الصدرية.
لذا يدعو بدران بترشيد استهلاك المضاد الحيوي وعدم استخدامه الإ عند التأكد من وجود بكتيريا تستجيب له وعند الشك يجب اللجوء إلى المختبرات، كما ينصح بدران بتقليل استخدام المضاد الحيوي في فترة الرضاعة، وذلك لأن كثرة استخدامه تمهد الطريق لإصابة الجنين بالحساسية الصدرية، لذا يجب عدم تناول المضادات الحيوية إلا بأمر من الطبيب المختص لتلافي مشاكل الكبد والكلى، كما أن الإفراط من هذه المضادات يؤدي إلى اكتساب البكتيريا مناعة ضد المضاد الحيوي، وب تصبح بلا فائدة عند بعض المرضى إذا استخدمت بشكل واسع يتيح للجراثيم أن تطور طرقاً للتغلب عليها.
المضادات الحيوية أضرارها لا تنتهي
تسبب عيوب خلقية للأجنة
وفي نفس الصدد، حذرت دراسة طبية من أن تناول بعض المضادات الحيوية المخصصة لعلاج عدد من إصابات الجهاز البولي أثناء الحمل قد يتسبب في إصابة الأجنة بعدد من العيوب الخلقية.
وأكد الباحثون أن هناك نوعين المضادات الحيوية تعمل على زيادة مخاطر العيوب الخلقية، خاصةً التى يدخل فيها مادتى"سولفوناميد" و "نيتروفوراتون"، إلا أن الغالبية العظمى من الحوامل يتم إعطاءهن مضادات حيوية تدخل مادتي "البنسلين" و "إيريثرومايسين" الأكثر أمناً فى تركيبتها.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج عقب إجراء تجارب شملت أكثر من 13ألف سيدة حامل تم فحص المضادات الحيوية التي تم تناولها أثناء الحمل، حيث تبين إصابة عدد من أطفالهن بنوع أو نوعين على الأقل من العيوب الخلقية نتجية تناول هذة المضادات الحيوية .
تصيب الأطفال بالربو
كما حذرت دراسة أمريكية من مخاطر تعرض الأطفال للإصابة بالربو عند بلوغهم سن السابعة في حال تناولهم للمضادات الحيوية خلال عامهم الأول.
وأوضحت أنيتا كوزيرسكي كبيرة باحثي الدراسة أن تعاطي أنواعا متعددة من المضادات الحيوية أو تلك الخاصة بعلاج أمراض لا تتصل بالجهاز التنفسي في العام الأول يضاعف من مخاطر الاصابة بالربو لدى الأطفال.
وأضافت كوزيرسكي أن الدراسة المنشورة بدورية "تشيست" الطبية المتخصصة، تضمنت متابعة حالات 13 ألفا و116 طفلاً خلال الأعوام السبعة الأولى من حياتهم ورصد نوعية الأدوية التي يتلقونها خلال عامهم الأول ومدى تطور حالتهم الصحية ومخاطر إصابتهم بالربو عند بلوغهم سن السابعة، مع الأخذ في الاعتبار بعض العوامل الأخرى في حياة الأطفال مثل البيئة التي يعيشون فيها وعدد الاخوة والحيوانات الأليفة الموجودة في المنزل.
وذكرت الدراسة أن ستة في المائة من الأطفال الذين تمت متابعة حالاتهم أصيبوا بالربو في سن السابعة، مشيرة إلى أنه تم التأكد من وجود صلة وثيقة بين تناول المضادات الحيوية في العام الأول والاصابة بالربو