استيقظت الفيوم صباح الجمعة الماضية فجأة علي قضية أثارت الرأي العام بالمحافظة، وأصبح بعدها " معرض سيارات »الناصر« الذي يمتلكه رجل الأعمال المتهم في قضية توظيف الأموال ناصر أبو بكر عبد الغني قضية الساعة التي تشغل بال أهالي الفيوم والقاسم المشترك في أحاديث الخاصة والعامة بالمحافظة ، ووصل الأمر إلي أن تحدث عضو بالمجلس المحلي للمحافظة ساخرا أثناء الجلسة التي عقدت السبت الماضي مقترحا إطلاق اسم الناصر علي أكبر ميدان في الفيوم تخليدا لذكري هذا الشاب الذي ضحك علي " عتاولة " المحافظة علي حد قوله ، وأصبح الحديث في هذه القضية بين المواطنين لا ينقطع ليل نهار والكل " يفتي " ويضع قائمة بشخصيات تورطت بدفع أموالها " للناصر ، وتباينت الأرقام في الشائعات سواء ما تم دفعه أو ما تم جمعه ، وتناقل المواطنون أنها تصل إلي المتهم وأقل الارقام المذكورة 3مليارات من الجنيهات حصل 100مليون جنيه ، وهو بالطبع أكبر مما ذكره المتهم نفسه أمام النيابة بأن جملة ديونه 15مليون جنيه فقط!! تناثرت الشائعات عن تورط مسئولين كبار في القضية بدفع أموال للمتهم لاستثمارها وصلت علي حد وصف الشائعات إلي أعلي مستوي في المحافظة وأن له شركاء كبارا وفروا له حماية كان يطلبها لكونه شابا ريفيا لم يتعد عمره 34 عاما من أسرة بسيطة تعيش في قرية الحميدية في مركز إطسا ، حصل علي وعمل فترة إخلاء سبيل 6 وحبس ليسانس الآداب قسم الجغرافيا عام2000وعمل لفترة قصير مدرسا وتزوج وأنجب ولدا وبنتا ، ثم انتقل ليعيش في مدينة الفيوم واتجه إلي تجارة السيارات وافتتح معرضه في حي الرماد عام 2007 . أصحاب رؤوس الأموال بعد أن أوهمهم بالحصول علي أرباح تصل إلي 40٪ خلال شهرين وذاع صيته وتحول فجأة إلي نجم في المجتمع بعد محاولته اقتحام عالم الصحافة بترخيص صحيفة إعلانية وأخري لم تصدر بعد !! تهامس الجميع حول ثروته التي تضخمت حتي أن البعض أكد أنه يتاجر في الآثار وآخرين أشارواإلي أنه يعمل في تجارة المخدرات وغسيل الأموال ، وبين ذيوع صيته وصعود نجمه تجمع حوله العديدون وانهمرت الأموال عليه من كل حدب وصوب وتسابق الجميع من أجل الفوز بالربح الوفير . الفيوم والفقر يتساءل أهالي الفيوم عن حقيقة الملايين التي جمعها المتهم بالرغم من أن الفيوم من المحافظات الفقيرة وبها نسبة كبيرة من أفقر قري مصر . الغريب والمثير أن المتهم قام بتسليم نفسه إلي أجهزة الأمن دون ضغوط من أحد قائلا: " التجارة مكسب وخسارة وأنا خسرت فلوسي !! " بالرغم من أنه في زمن قياسي أصبح من أشهر رجال الأعمال بالمحافظة وذاعت شهرته بعد بيعه السيارات الحديثة بأسعار أقل من سعرها بـ 20ألف جنيه مقابل ان يقوم المشتري بدفع المبلغ قبل الاستلام بشهرين ويشتري السيارات من راغبي بيعها بأعلي يبيعها بأكثر من سعرها بـ 10 آلاف جنيه مقابل ان يتسلم نقوده بعد شهر ، بالإضافة الي الارباح الكبيرة التي يعطيها لمن يسلمه مبالغ نقدية لتمويلها ومن هنا بدأ يتوافد عليه الكبار الذين سلموا له الملايين وبينهم مهندسون وأطباء وضباط وكبار رجال الأعمال في الفيوم . وفور علم المودعين الذين رسم لهم المتهم الأحلام الوردية بتسليم نفسه لأجهزة الأمن وبمجرد انتشار الخبر بافلاسه كانت الصدمة ، وتوالت البلاغات الي نيابة بندر الفيوم ضده حتي وصل إلي 337 بلاغا لرجال أعمال وفئات مختلفة منه أطباء ومهندسون ومحامون تجار سيارات تجار وفاكهة و مدرسون ومواطنون آخرون يتضررون من ضياع مدخراتهم بإجمالي مبالغ تزيد علي 120مليون جنيه. تومن أشهر من يتصدرون قائمة الضحايا رجل الأعمال أحمد- م الذي أودع 3.35مليون جنيه ، و حسني ـ 2.2 الذي أودع مليون جنيه ومحمد ح موظف بالبنك والذي أودع 450 ألف الذي أودع 2.2 مليون جنيه وحسني ر الذي أودع 3.35 مليون جنيه ومحمد ـ ح موظف بالبنك والذي أودع 450 ألف جنيه استمع أحمد يحيي مدير نيابة بندر الفيوم ، ومحمد يوسف ، وأحمد عوض الله ، ومحمد إبراهيم ، وأحمد الزناتي وكلاء النيابة بسكرتارية جمال صوفي ، وجيه حمدي ، ناصر معوض وبإشراف المستشار عبد الحي فازورة المحامي العام الأول لنيابات الفيوم لأقوال الضحايا والمواطنين الذين تقدموا ببلاغات يتهمون فيها " الناصر " بالاستيلاء علي أموالهم . وامام النيابة نفي رجل الأعمال قيامه بتوظيف أموال وقال أنه كان يتاجر وأن التجارة مكسب وخسارة وأن الشركات الكبري تتعثر وأنه تعرض للخسارة بعد هزة أصابت استثماراته الشهر الماضي ، وأشار إلي أن البلاغات المقدمة ضده غير حقيقية وأن البعض ضاعف الأموال التي تلقاها ، مشيرا إلي أن حجم استثماراته التي خسرها 15مليون جنيه وإنه ليس له شركاء في تجارته. كما أكد مصدر مسؤل ان المبالغ المالية التي استولي عليها تقدر 300مليون جنيه وان المفاجأة الكبري في القضية حصول المتهم علي ايصالات تحمل اسماء بعض كبار المسؤلين بالمحافظة ، وعدم وجود اية ايصالات تحمل أسم المتهم أو اوراق تدينه ، والغريب لا تدينه بشكل رسمي سوي اعترافاته والتي كان من بينها انه استولي فقط علي 7 في اليوم الذي قام بتسليم نفسه فيه ملايين جنيه سئل عن هذه الاموال قال أكلها السمك ولا استطيع ردها كما اتضح أنه باع الفيلا الخاصة به لشخصين في آن واحد ، وان الكثير من ممتلكاته ليست مسجلة باسمه. قامت قوات الأمن بفرض كردون أمني حول مكاتب ومعارض رجل الأعمال المتهم بعد قيام بعض الأهالي باقتحام بعض العقارات والمنازل التي تؤول ملكيتها إليه للاستيلاء عليها مقابل مدخراتهم . كما تم تحديد جلسة اليوم للتحفظ علي ممتلكاته وتم اخطاره داخل السجن وأخطرت زوجته بذلك . ومن الروايات المضحكة المبكية لبعض الضحايا ان أحدهم اقترض مبلغا من البنك واعطاه للمتهم لاستلام سيارة بعد أشهر بضعف المبلغ وبالفعل تسلم السيارة بعد المدة المحددة الا انه بعد مرور شهر اعادها للمتهم للحصول علي سيارة احدث بعد شهرين لكن المتهم سلم نفسه . ومن بين تلك الروايات أن موظفاً باع شقته التي كان من المفترض ان يتزوج فيها بعد شهرين واعطي ثمنها للمتهم لتشغيله والحصول علي فائدة . كما ان 3من موظفي البنك الأهلي بالفيوم حصلوا علي قروض من البنك سلموها للمتهم لاستثمارها ولكنها ضاعت أدراج الرياح . تفجرت خلال القضية مفاجآت أهمها توقيع المتهم علي إقرار برفضه إخلاء سبيله خوفا من بطش المودعين بعد أن تقدم محاميه بطلب إلي النيابة لإخلاء سبيله وتحديد جلسه عاجلة لمحاكمته . المجني عليهم لا يحظون بأي تعاطف من أبناء المحافظة خاصة وأن هناك مشروعات خيرية لا يساهمون فيها ومن أهمها معهد الأورام والذي يحتاج إلي أموال للانتهاء إقامة المبني منذ عدة سنوات صاحب العقار الذي استخدمه المتهم معرضا لسياراته قام بنزع اللافتة الخشبية التي تحمل اسم " الناصر " وكتب علي المعرض للإيجار