بسم الله الرحمن الرحيم
بداية نأخذ قضية خلق السماوات والارض
فالقرآن تحدث عنها في ست آيات وصف بداية الخلق والافناء في اجمال وشمول ودقة مذهله
فلناخذ أول تلك الآيات
فيقول عز وجل
" فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ " ( الواقعه 75 - 76 )
والله تعالى غنى عن القسم لعباده
ولكن القسم بالشئ للتنبيه باهميته
وكلنا نعجب من هذا القسم ونتساال لما اقسم الله بمواقع النجوم وغلظ قسمه وليس النجوم ذاتها ؟
فاذا نظرنا الى النجم فهو عباره عن كتله من الغاز ملتهبه مشتعله مضيئه بذاتها فلا تنطفئ شعلتها لملايين السنين بسبب عددمن التفاعلاتالنوويه المعروفه باسم " عملية الاندماج النووي " تتحد نوى العناصر الخفيفه مع بعضها البعض لتكوين نوى العناصر الاثقل
ولنعلم ان اقرب النجوم الينا هو الشمس ويبعد عنا بمسافة 150 مليون كم تقريبا
واقرب نجم الينا خارج المجموعه الشمسيه يبعد عنا 4.3 سنه ضوئيه ( تقدر السنه الضوئيه 9.5 مليون مليون كم )
والجزء المدرك من الكون في السماء الدنيا يبلغ قطره اكثر من 20 الف مليون سنه ضوئيه
ويوجد بمجرتنا اكثر من مليون مليون نجم كشمسنا
وبالسماء من امثال مجرتنا اكثر من 200 الف مليون مجره البعض اكبر من مجرتنا والبعض اصغر
ولنرجع الى موضوعنا مرة اخرى فلما اقسم الله بمواقع النجوم ولم يقسم بالنجوم نفسها
فلم يدرك العلم ذلك الا منذ سنوات قليله
فالانسان على سطح الارض لا يمكن ان يرى النجوم بل يرى مواقع مرت بها النجوم
فالشمس حين ينبثق منها الضوء يصل الينا بعد 8.5 دقائق وثلث الدقيقه
والشمس تجري في اتجاه نجم النسر الواقع بسرعة 19.4 كم في الثانيه فتتحرك ونحن لا نراها وحينما يهيا لنا اننا نراها نرى موقعا مرت به الشمس وليست الشمس بذاتها
وكما ذكرنا من قبل ان اقرب النجوم الينا خارج مجموعتنا الشمسيه ب 4.3 سنه ضوئيه
واذا انبثق منه الضوء فانه يصل الينا بعد اكثر من خمسين شهرا يكون النجم خلالها قد تحرك من مكانها لمسافات شاسعه
ليس هذا فقط بل هناك نجوم ما زالت تتراءى لنا مواقعها في صفحة السماء في ظلمة الليل واثبت انها قد انفجرت منذ آلاف السنين ولا وجود لها الآن
ولنعلم ان هذا من رحمة الله علينا
لاننا لو نظرنا الى النجم مباشرة لفقدنا ابصارنا
ومن ذلك فان ما نراه في ظلمة الليل هى مجرد مواقع مرت بها النجوم وما نراه هو انبثاق ضوء من موقع مر بها النجم وغادره وترك ضوءه يتحرك الينا من ذلك الموقع
ليس هذا فقط فالموقع يشير الى كل من المكان والزمان فمعظم الموقع يشير الى تعاظم الزمن اي الى قدم العمر
وفعلا اثبت العلم ان مواقع النجوم قربا منا او بعدا عنا تتناسب واعمارها حداثة وقداما
وهذا ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني باذن الله
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين