الينسون من أقدم النباتات التي عرفها واستخدمها الانسان كتوابل ودواء وهو معروف منذ عصر الفراعنة بأهميته الطبية حيث وجد على كثير من النقوش وجدران المعابد القديمة حيث كان يستخدم كمهدئ للأعصاب وملين للمعدة وفي علاج كثير من مشكلات الجهاز الهضمي وفي الوقت الحالى أثبتت الأبحاث العلمية قدرته على المساعدة في علاج العديد من الأمراض, كما انه يدخل في صناعة مستحضرات التجميل, حول فوائد الينسون وأهميته كان هذا التحقيق: يقول الدكتور عبد الغفور عوض السيد أستاذ النباتات الطبية والعطرية بكلية الزراعة جامعة القاهرة: الينسون نبات عشبي شتوي موطنه الأصلي حوض البحر الأبيض المتوسط كما أنه أحد الحبوب العطرية التي تضم الكراوية والكسبرة والشمر والكمون والشبت والكرفس.. وقد استعمله القدماء المصريون في علاج الكثير من الأمراض والجزء المستعمل منه هو البذور والثمار ويحتوي الينسون على زيت طيار عطري بنسبة 2-3 في المئة ونحصل عليه بالتقطير ويحتوي هذا الزيت على مادة الانيثول بالاضافة الى مركبات أخرى وتستخدم بذور الينسون في عمل شراب ساخن يقدم للكبار والصغار لاحتوائه على هذه المركبات الكيميائية التي تفيد في ازالة المغص والغازات والانتفاخات المعوية والمعدية وزيادة ادرار البول وتخفيف حدة الكحة والتهاب البلعوم وآلام الصدر والربو الشعبي ويساعد على الهضم وتهدئة الأعصاب, وتستخدمه النساء لتنشيط وتنظيم الدورة الشهرية والمساعدة على سهولة الولادة أثناء حدوث الطلق ويعمل على كثرة ادرار اللبن, ويدخل في عدد من الصناعات الغذائية مثل الخبز والفطائر والحلوى.. كذلك فان الزيت الطيار الناتج من الثمار يدخل في صناعة الأدوية لعلاج المغص والتشنجات والكحة والربو وطارد للبلغم, وأيضا أدوية تهدئة الأعصاب ويضاف الزيت الى الأدوية ذات الرائحة غير المقبولة لتحسين الطعم والرائحة.كما يدخل زيته في صناعة بعض مستحضرات التجميل وأيضا لتقوية اللثة وتسكين الآم الأسنان وصناعة الصابون والعطور, وكذلك في صناعة بعض العقاقير المستخدمة في تقوية جهاز المناعة لقدرته على مقاومة عدد من الفيروسات مثل انفلونزا الطيور, والى جانب الينسون العادي هناك نوع آخر يسمى الينسون النجمي, وهو عبارة عن شجيرة مستديمة الخضرة ينمو في جنوب شرق أسيا ( الصين - فيتنام - الهند) والجزء المستخدم فيه هو الثمار والمادة الموجودة في الينسون العادي, وله نفس الاستخدامات التي يستعمل فيها بالاضافة الى انه فعال وبشكل سريع جدا في القضاء على نزلات البرد وكل الأعراض الجانبية المصاحبة لها. ويشير الدكتور طه عبد الحميد بكري أستاذ الصدر والحساسية الى أن معظم الأعشاب وبخاصة الينسون يعمل على تنشيط الغدد التي تقوم بطرد البلغم ويهدئ الكحة والسعال الحاد لما يحتويه من عدة مركبات كيماوية تعطي مفعولها القوي عند نقعها في الماء ثم غليها وتناولها بصفة مستمرة كمحلول دافئ في الصباح وقبل النوم.. كما أن شراب الينسون يساعد على توسيع الشعب الهوائية والقضاء على ضيق التنفس المصاحب لحساسية الصدر ونزلات البرد, ويكون بمثابة ملين عام للجهاز التنفسي.. كذلك فهو يساهم عند تناوله مخلوطا بالعسل في القضاء على التهاب اللوزتين في الحال ويعد أيضا أفضل مشروب لمرضى الربو والحساسية المزمنة ودائما عند تعرض المريض لأزمة الحساسية والخروج منها ننصحه بالمواظبة على استمرار شربه دافئاً بصفة مستمرة. وتقول الدكتورة جيهان حسن أستاذ الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث: الينسون من الأعشاب المفيدة في طرد البلغم وتسكين المغص وتنشيط الهضم وادرار البول وازالة انتفاخ البطن, ويساعد في علاج أمراض الصدر والحلق والسعال ومهدئ عصبي خفيف ويسكن الصداع ويعطى للأطفال لطرد الغازات وتخفيف حدة بكائهم ويحتوي الينسون على زيت طيار وعلى مركبات الانيثول, استرا جول, انايس الدهيد, كافيك اسد ومن مشتقاته كلوروجينك اسيد. كما يحتوي على فلافوبذرات ومن أهمها أبجنين وزيوت دهنية, بالاضافة الى أن الينسون يحتوي أيضا على مركبات كيميائية مماثلة لهرمون الاستروجين عند الاناث لهذا السبب يوصى به في كثير من الأحيان لتعزيز انتاج الحليب عند المرضعات كما يدخل زيت الينسون في صناعة الأقراص الملينة والمسهلات كأوراق السناميكي وكذلك في صناعة أنواع كثيرة من المستحلبات التي تؤخذ لتخفيف آلام الحلق والزور كما ينصح بتناوله قبل الولادة وخاصة الولادة المتعسرة فيسهلها. مهدئ للأعصاب ويصف الدكتور رامي عمر (صيدلي) نبات الينسون بأنه طبيب المنزل الدائم, وذلك لأنه مسكن عام, ويمكن تناوله كمشروب مستحب للأطفال والكبار وبحكم عملي كصيدلي دائما ما أنصح به عند الشعور بالمغص وخاصة لدى الأطفال حديثي الولادة نظرا لتركيبته البسيطة التي تلائم طبيعة أجسادهم الضعيفة, كما انه مهدئ للأعصاب ومفيد في حالات الالتهاب الرئوي والحساسية فيخفف من أعراضهما, علاوة على أنه أفضل بديل عن العقاقير الكيماوية التي تعالج الأرق لما لها من آثار سلبية وكذلك يستخدم عند نوبات التشنج لاحتوائه على مركبات الانيثول التي تعمل على تهدئة وارتخاء الأعصاب. ويرى عيد عبد الحميد صاحب محل عطارة أن الينسون من أكثر الأعشاب التي تجد اقبالا على شرائه وذلك لما اشتهر به من فوائد علاجية وطبية فضلا عن استخدامه كتوابل في بعض المأكولات ودخوله في صناعة الحلويات, والمخبوزات وذلك لما له من رائحة مميزة وجذابة.. كما أنه من أكثر الأعشاب التي تفتح الشهية وتعمل على زيادة الوزن, وعلاج فعال لنزلات البرد والروماتيزم كما انه ملين طبيعي, ومدرا للبول ويقضي على الكحة, ويساهم بشكل كبير في القضاء على أمراض الصدر, ويستخرج منه زيت طيار يستخدم في عمل خلطات مع زيوت أخرى لتفتيح لون البشرة وترطيب الجلد والتخلص من الحبوب التي تظهر على البشرة ويستخدم أيضا كطارد لحشرات الشعر, ويعمل على ترطيب فروة الرأس, والقضاء على قشرة الشعر, وهناك ما يعرف بالينسون الصيني ( النجمة) والذي اشتهر في الفترة الأخيرة بينسون انفلونزا الخنازير.