رصدت«الدستور» خلال الأيام الماضية من امتحانات الثانوية العامة «كارثة» جديدة تضاف إلي ما يحدث في وزارة التعليم من إهمال في كل شيء.. فبعيداً عن صعوبة بعض الامتحانات، والأخطاء التي توجد في بعضها الآخر، وخطابات ندب المدرسين..تابعنا رحلة خروج الأسئلة من المطبعة السرية وحتي وصولها اللجان ثم عودة أوراق الإجابات للكنترولات، وكانت المفاجأة أن شيئاً لم يتغير فما كان يحدث العام الماضي من عدم تأمين لأوراق الإجابات يحدث العام الحالي وكلام أحمد زكي بدر - وزير التعليم- عن التأمين والحراسة ليس إلا كلاماً في الهواء يريد به مواصلة «الشو الإعلامي»..فقد رصدت «الدستور» أن أوراق الأسئلة تخرج من المطبعة السرية بدءاً من قبل الفجر وحتي شروق الشمس، حيث تخرج الأسئلة في صناديق حديدية وتوضع داخل أظرف بلاستيكية بالداخل، ثم تقوم السيارات بتوصيل هذه الأوراق إلي مراكز التوزيع الرئيسية في المديريات التعليمية وعن طريق محاضر «تسليم وتسلم» يتم تسليم صناديق الأسئلة إلي رئيس مركز التوزيع الرئيسي والذي يكون غالباً مدير إدارة تعليمية..هنا تتوقف حراسة الشرطة عن العمل بعد أن لازمت أوراق الأسئلة من المطبعة السرية إلي مراكز توزيع الأسئلة الرئيسية، حيث توزع الأسئلة بعد ذلك علي المراكز الفرعية ومن ثم إلي المدارس بدون حراسة تماماً، وبعد انتهاء الامتحان تخرج أوراق الإجابات في الثانية والنصف من اللجان -بعد انتهاء امتحان الفترة الصباحية- بدون حراسة أيضا، وهو بالطبع ما يُعرض الأوراق للسرقة والسطو دون أن يتحرك أحد..حتي «بدر» نفسه!
من ناحية أخري تبدأ اليوم الكنترولات الرئيسية للثانوية العامة في تصحيح العينة العشوائية من امتحان اللغة الإنجليزية للصف الثاني الثانوي وذلك بعد الصعوبة البالغة للامتحان والتي اشتكي منها جميع الطلاب، حيث سيتم تصحيح 5 % من مجمل أوراق إجابات الطلاب جميعاً، وبناء عليه سيتم تحديد كيفية توزيع درجات الأسئلة الصعبة علي الأسئلة الأخري.
أحد المدرسين العاملين بالكنترول هذا العام قال : ما يقال عن إعادة توزيع درجات الأسئلة الصعبة علي باقي الأسئلة في امتحان اللغة الإنجليزية «غير صحيح» لأنه لم تأت في الامتحان أصلاً أسئلة سهلة حتي يتم توزيع درجات الأسئلة الصعبة عليها، وأضاف المدرس : سيتم تصحيح العينة وتخرج «التعليم» لتقول إن العينة أظهرت سهولة الامتحان، والدليل أن عدداً كبيراً من الطلاب حصلوا علي درجات عالية.!