عندما ظهرت النجمة الأميركية رينيه زيلويجر، 41 عاما، في حفل افتتاح فيلم «ماي أون لوف سونغ» (أغنية حبي الخاصة) بقصة شعرها القصير، لم تكن متألقة فقط بل وواثقة من نفسها أكثر أي وقت مضى.
فالقصة القصيرة محت سنوات من عمرها وأضفت عليها مظهرا يتراوح بين الطفولي والأنثوي في الوقت ذاته.
الفضل في هذا ليس طول شعرها بل غرتها القصيرة والخفيفة التي أطرت وجهها ومنحته توازنا ونعومة.
مظهرها أعاد الحديث عن الغرة، بمساوئها وميزاتها، إلى الواجهة مرة أخرى. فمنذ بضعة أشهر، وفي عرض «لانفان» الأخير للخريف والشتاء، أرسل المصمم ألبير إلبيز كل عارضاته بدون استثناء بشعر مستعار وغرة حادة، ولأنها «لانفان» فإن كل شيء في العرض كان مثيرا، ويؤجج الرغبة فيه، الأمر الذي أشار إلى احتمالية خطر الوقوع تحت إغراء الغرة الصارمة.
لم تسارع النساء إلى معانقتها، لكن زاد الانتباه إلى الجميلات اللواتي يستعرضن شكلا من أشكالها، مع أن الأمر لم يستوقفنا كثيرا من قبل، من سيدة قصر الإليزيه، كارلا بروني التي تفرقها من الوسط، إلى العارضة كلوديا شيفر التي تفضلها كثيفة، هذا عدا عن أقوى امرأة في عالم الموضة، أنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوج» التي لم تكشف لحد الآن عن شكل جبينها. لكن ما يتردد دائما على مسامعنا أن الغرة لا تناسب كل النساء، وبقدر ما هي أنيقة فهي متعبة من حيث العناية بها.
ومن أجمل الأوصاف التي قيلت فيها، ما كتبته الإعلامية والصحافية السابقة في مجلة «كوسموبوليتان»، مارسيل دارجي سميث، بأنها: «مثل كلب صغير. تبدو فكرة جيدة وجذابة في البداية لكنك لا تعرف ما تعمل بها بمجرد الحصول عليها، فهي تحتاج إلى الكثير من الاهتمام، ولا يتوقف صاحبها عن ملاعبتها».
وصف يلخص ما تمثله الغرة بالنسبة للعديد من النساء، من رغبة فيها، ومن مصاعب تترتب عليها، قد تؤدي إلى الندم وعض الأصابع بالنسبة لذوات الجبهة الصغيرة وصاحبات الشعر الجاف والمجعد.
ومع ذلك لا ينكر أحد أنها عندما تكون مناسبة وتلائم الوجه والشخصية، فهي من أجمل الإكسسوارات التي يمكن أن تستمتع بها المرأة، وليس أدل على ذلك أنه قبل زيلويغر، تزينت بها العديد من النجمات في فترة من فترات حياتهن، مثل أودري هيبورن التي اختارتها قصيرة جدا لتلائم شكل وجهها اللوزي، وكايت موس التي ظهرت بها ناعمة وطويلة بالمقارنة، لكن يقال إنها لم ترتح لها كثيرا، وما إن حصلت عليها حتى تاقت إلى تطويلها، حسب مصفف الشعر جايمس كاميرون الذي قصها لها في 2007.
بالنسبة لهذا الأخير، فإن أية واحدة يمكن أن تستمتع بها، باستثناء ذوات الشعر المجعد، خصوصا اللواتي يسرحنها بينما يتركن باقي الشعر مجعدا.
لكن الجدل حول الغرة، ليس جديدا بل مترسخا في التاريخ منذ عهد كليوباترا التي قيل إنها قصت غرتها لإغراء مارك أنطوني، فيما اعتبرتها الملكة إليزابيث الأولى رخيصة وغير راقية، على أساس أن الجبهة العالية في عهدها كانت علامة من علامات الارستقراطية والانتماء إلى سلالة عريقة.
وفي عهد الملكة فيكتوريا، ظهرت الأميرات بها بشكل قصير لم يبرز جمالهن، وهكذا ظلت الغرة تتراوح بين القبول والرفض إلى أن جاء مصفف الشعر فيدال ساسون في الستينات من القرن الماضي وجعلها إكسسوارا مهما لدخول نادي الأناقة المتحررة التي طبعت تلك الحقبة.
في الثمانينات بدأت الممثلة فرح فاوست موضة فرقها من الوسط وتركها متماوجة من الجوانب. الآن، إذا لم تكن جبهتك عالية وشعرك مثل الحرير، وتعديت الأربعين، تجنبي هذه الإطلالة قدر الإمكان، وتبني في المقابل غرة متدرجة بطول متوسط يمكن فرقها من الوسط أو على الجانب لمظهر أقل صرامة وأكثر نعومة.
مع العلم أن الغرّة الكثيفة والمتساوية كما روج لها ألبير إلبيز في عرضه الأخير، تبرز سحر العيون، وتناسب شكلي الوجه اللوزي والبيضاوي، إلا أنها تحتاج إلى تشذيب وتدرج للتخفيف من حدّة الوجه المربّع والمستدير. وتذكري دائما أن الموضة تكون ناجحة فقط عندما تناسبك.
وفيما يشير مصففو الشعر إلى أنه بإمكان الفتيات الصغيرات والشابات أن يجربنها ويستمتعن بجمالياتها وأخطائها على حد سواء، فإنها بالنسبة للمرأة الأربعينية محفوفة بالمخاطر وإن كانت تعمل كبوتوكس يخفي خطوطهن وتجاعيدهن، إذا تم قصها بطريقة جيدة، فضلا عن أنها يمكن أن تؤطر الوجه وتحدد الخدود، لكن مع ذلك فإنها تبدو عليهن قاسية وصارمة، بدليل مظهر أنا وينتور.
لهذا فاللجوء إليها ما بعد الأربعين، يثير الكثير من الجدل في أوساط الموضة والجمال، فبينما يراها البعض بوتوكسا تجميليا من دون إبر وحقن، يراها البعض الآخر تصابيا وعلامة على أزمة منتصف العمر، تماما مثل بعض الرجال الذين يطيلون لحاهم في هذه السن، متحججين بأنها إذا كانت تناسب النجم جورج كلوني فهي حتما تناسبهم.