الصحفى الفرنسى قال إن الملك السعودى أسر بتلك الكلمات فى أذن وزير الدفاع الفرنسى "إريفيه موران" فى لقاء مشترك جمعهما بمدينة جدة فى الخامس من يونيو الماضى، وطبقا لما كتبه "برونو" فإن ما قاله الملك عبد الله أكده مصدران أحدهما دبلوماسى بالإليزيه والآخر عسكرى، وغير معروف حتى الآن رده فعل وزير الدفاع الفرنسى، الذى كان محاطا بعدد من الدبلوماسيين على أعلى مستوى، تجاه تلك الكلمات.
الصحفى الفرنسى أوضح أن ما قاله الملك عبد الله كان بعد أيام قليلة من الهجوم الإسرائيلى على سفينة "مرمرة" التركية التى كانت تسعى لكسر الحصار المفروض على غزة، كما أكد "برونو" أن سر غضب الملك عبد الله هو أنه لم يتلق حتى الآن أى رد إسرائيلى على مبادرة السلام التى قدمها لتل أبيب باسم الـ22 دولة عربية خلال القمة العربية ببيروت عام 2002، وبالنسبة لإيران فقد أشار "برونو" إلى أن غضب الملك عبدالله.
مرده إلى طموحات طهران النووية وتدخلها فى الشئون الداخلية لكل من لبنان والعراق واليمن، بل وحتى فى المملكة السعودية نفسها حيث تعتقد الرياض فى ضلوع الإيرانيين فى مساعدة جماعات راديكالية شيعية تعمل على زعزعة الاستقرار بالمملكة، ولكن المثير للسخرية فى الأمر، والكلام ما زال "لبرونو"، هو ما نشرته "التايمز" الأمريكية، منذ خمسة عشر يوما، من تأكيدات تفيد بأن الرياض أعطت ضوءا أخضر للإسرائيليين بمرور طائراتهم الحربية من الأجواء السعودية فى حال توجيه ضربة جوية لمنشآت إيران النووية.
فى النهاية ألمح الصحفى الفرنسى "جورج مالبرونو" إلى أن تصريحات الملك عبد الله، الذى يزور واشنطن حاليا، من الممكن أن تثير نوعا من التوتر بين باريس وتل أبيب، إذ أن العاهل السعودى مدعو إلى فرنسا لافتتاح معرض خاص فى متحف "اللوفر" عن آثار وحفريات سعودية وعن تاريخ المملكة أيضا، هذا فضلا عن مناقشة ملفات تجارية مشتركة مع الرئيس الفرنسى "نيكولا ساركوزى"، و"كلود جوايون" سكرتير عام قصر الإليزيه، والحديث عن خطط إنشاء خطوط سكك حديدية تعمل بالقطار الفرنسىtgv الأسرع فى العالم ليربط بين مدن المملكة مترامية الأطراف، وهو المشروع المكلف به شركة "أليستوم" الفرنسية.
الجدير بالذكر أن "جورج مالبرونو" هو الكاتب الفرنسى الأشهر فى تخصص الكتابة عن شئون المنطقة العربية، وله قصة شهيرة باختطافه مع زميله "كريستيان شينو" فى العراق، على يد إحدى جماعات المقاومة، مع بداية الاحتلال الأمريكى، قبل أن يطلق سراحه بعد فترة وجيزة.