إن الدخول في علاقة جديدة ناجحة يعتمد على القيام بالشيء
المناسب في الوقت المناسب، مثل لعبة الشطرنج، كل شيء فيها
يعتمد على الاستراتيجية.
هذا لا يعني أن تكون مضطرا الى التلاعب او الخداع أو أن تكون ماهرا
في وضع الخطط، بل على العكس تماما، فالتلاعب واحد من أسوأ
الاساليب التي يمكن أن تتبعها.
فالتلاعب يذهب بتفكير الناس بعيدا ويدمر الثقة، فهو يدمر الألفة ويقود في النهاية
إلى الوحدة.
إن مهمتك الأولى لبداية علاقة ناجحة, هي معرفة النموذج العام الذي يجعل علاقات
كثيرة تفشل،
وهذا النموذج يتمثل في: المثالية - الإحباط -
فقد الثقة.
-فالمثالية هي عملية تتعلق بالعقل والمشاعر وتأخد مكانا في المرحلة
الأولى من العلاقة.
إذا كنت تميل إلى المثالية فمعناه انك تصف الطرف الاخر
بعبارات براقة تستخدمها أمام الناس او تستخدمها عندما تفكر فيه.وهذه مجوعة قليلة من العبارات التي يمكن ان تقال للاخرين او
للنفس، وتعكس في معناها فكرة المثالية:
1- إنه رائع، بل إنه أعظم رجل قابلته في حياتي.
2- إنها ممتازة، أين كانت طوال حياتي.3
- إن مظهرة رائع جدا، من الممكن ان يكون نجم سينمائي.
4- إنها جميلة جدا، من الممكن أن تفوز بمسابقة الجمال.
5- إنه أزكى رجل قابلته.
6- إنها أرق وأجمل امرأة قابلتها.
7- إنه رائع جدا مع الأطفال، بالتأكيد سيكون أبا رائعا.
من الممكن طبعا ان نستمر في طرح الأمثلة اكثر وأكثر، ولكنك
بالتأكيد فهمت المغزى، الميل إلى جعل الطرف الاخر مثاليا واضح
جدا.
-يأتي الاحباط في المرحلة الثانية من العلاقة، حيث يكون الطرف
الاخر ليس هو الشخص الذي كنت تنتظر او تتوقع أن يكون.لقد خاب أملك، وقد جاءت خيبة املك بسبب أنك اعتقدت في
البداية ان الطرف الاخر مثاليا وبلا عيوب، بينما لا يستطيع
الطرف الاخر أن يكون على والتوقعات الغير واقعية التي
افترضت أن يكون عليها.
تشعر بالإحباط، تشعر كما لو أن الطرف الاخر هو المذنب، من
الممكن وقتها أن لا تحلل الموقف جيدا، فالطرف الاخر لم يعقد
معك عقدا كي يقوم بدور الشخص الذي تمنيت أن يكون، تشعر
وقتها بأنك مشوش، وقتها تبدا العلاقة في التحجر ثم التصدع.
-يحتل فقد الثقة المرحلة الثالثة والأخيرة في العلاقة، لقد فقدت كل
الأمل. وقد انفصلت أنت والطرف الاخر نهائيا.
هو أو هي لم يكن شخصا جيدا على الإطلاق، لقد كان
الموضوع كله خطئا كبيرا، تشعر أنك بائس بلا روح.
تتسائل إذا ما كنت ستستطيع أن تقيم علاقة حب حنونة طويلة
الامد بعد ذلك.
وخلال هذه المرحلة تكون وحيدا تماما.
إنه ليس كافيا ان تحترس من هذه الثلاث مراحل، لانه يجب
عليك ان تفعل شيئا حيالها، ما هو؟
معظم المشاكل تتعلق بالمرحلة الاولى “المثالية”، تعتبر المثالية
تشويه عقلي، إنها تضع تحريفا مزيفا على العلاقة بكاملها منذ
نقطة بدايتها، إذا فكرت في شخص اخر على انه مثالي، فقد
صنعت بنفسك فشلك العاطفي.
من المهم جدا أن تقول لنفسك من البداية، عبارات مثل:
“تذكر، لا يوجد شخص كامل”
“حسنا! توقع كثيرا من هذا الشخص، ولكن لا تتوقع كل
شيء”
“هناك احتمال لبعض المفاجئات القليلة، فكل شخص يظهر أفضل
ما عنده في البداية، يجب علي أن أنتظر قليلا حتى أكتشف فعلا
حقيقة هذا الشخص”
“لا تتحمس كثيرا، إهدأ”
إذا بدأت علاقتك بالواقعية، وليس الخيال والمثالية، سوف تحمي
نفسك من المراحل ، سوف تحمي نفسك من الإحباط وفقد
الثقة.