مقالات و اخبار الفوركس لسوق العملات– موقع الفوركس العربي
ارتدادات المتوسطات المتحركة
مقدم من كايا caya -الموقع الرائد في تداول العملات والاسهم العالمية
ارتدادات المتوسطات المتحركة
مقدم من كايا caya -الموقع الرائد في تداول العملات والاسهم العالمية
من أساليب التداول المعروفة لدى الكثير من المتداولين في السوق هو الانتظار حتى ترتد أسعار التداول من مستويات المتوسطات المتحركة، سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية. ولعل تلك الإستراتيجية سهلة التطبيق بصورة كبيرة، وكل ما تحتاجه هو برنامج لعرض الرسوم البيانية الخاصة بحركة أسعار التداول ووضع المتوسطات المتحركة عليها ومتابعة حركة أسعار التداول معها. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن تلك الإستراتيجية بصورة كبيرة وكيف يمكن الاستفادة من ارتداد أسعار التداول من المتوسطات المتحركة، وكيف يمكن عمل صفقات بيع وشراء بناءا على تلك الطريقة، سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية.
كيف نحصل على إشارة من المتوسطات المتحركة
يجب أن نبحث على ثلاثة ملاحظات حتى نحصل على إشارة من الممكن استخدامها من هذا النظام الخاص بارتداد أسعار التداول من المتوسطات المتحركة، سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية:
1- البعد عن المتوسط المتحرك الأسي.
2- التصحيح إلى أو من خلال المتوسط المتحرك الأسي.
3- شمعة اختراق لأعلى.
عند استخدام إستراتيجية الارتداد من المتوسطات المتحركة، فإنه يجب أولا الانتظار حتى تنخفض أسعار التداول ناحية المتوسط المتحرك، ومن ثم يتم ارتداد أسعار التداول بصورة سريعة من قيمة المتوسط المتحرك. ويجب دائما أن تتذكر أن مستويات أسعار التداول في الغالب تتحرك بعيدة عن المتوسطات المتحركة وذلك أثناء وجود اتجاه واضح لها. ولكن في الكثير من الأوقات يكون هناك احتمالا أن تصحح أسعار التداول وتقترب من المتوسط المتحرك مرة أخرى أو حتى تتداول تحته. وفي كل حالة من تلك الحالات من الممكن الحصول على إشارة معينة يتم الاستفادة بها في اتخاذ قرار شراء أو بيع. وينطبق هذا بالطبع على سوق الأسهم وسوق الفوركس وغيرهما من الأسواق المالية. وبمجرد أن تكتمل عملية التصحيح فإن أسعار التداول ترتد مرة أخرى صعودا. وهذا هو المقصود من ارتداد أسعار التداول من مستويات المتوسطات المتحركة والتي هي محل حديث هذا المقال.
بصورة عامة فإن تلك الإستراتيجية يتم استخدامها على الرسوم البيانية على أي إطار زمني، سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية . ولكن سوف نركز في هذا المقال على التداولات اللحظية خمسة دقائق وسيتم استخدام المتوسط المتحرك الأسي 34 وحدة زمنية. وسوف يتم استخدام الخطوط الغربية أو العواميد بدلا من الشموع اليابانية في تلك الإستراتيجية.
مثال عملي
من الأمثلة التي سوف نتحدث عنها لشرح فكرة عمل إستراتيجية ارتداد أسعار التداول من المتوسطات المتحركة، هي استخدام البيانات الخاصة بسهم الغاز الطبيعي الأمريكي في يوم 23 مايو 2008. وعندما نتابع الرسم(1)، فنرى أنه كان هناك حركة واضحة من السعر بأنه ارتد من مستويات المتوسط المتحرك الأسي بصورة قوية. ويأتي ذلك بعد أن اخترقت أسعار التداول المتوسط المتحرك صعودا ومن ثم صححت حركتها قليلا بعد ذلك. وفي ذلك التصحيح كانت الإشارة التي يتم استخدامها في التداول.
وفي الحقيقة فإن الحركة التصحيحية قد حدثت بعد أقل من ساعة فقط من اختراق المتوسط المتحرك. وفي الرسم(2)، سوف نجد أن أسعار التداول بعد أن انخفضت إلى مستويات المتوسط المتحرك قد ارتدت صاعدة مرة أخرى. ولكن يجب أن تلاحظ وجود على الأقل أربعة عواميد تتجه نحو المتوسط المتحرك من أجل أن تتأكد من دخول أسعار التداول في موجة تصحيح وليس فقط مجرد سيرا عرضيا.
وكما نرى من الشكل ، فإن أسعار التداول اقتربت من المتوسط المتحرك ثم ارتدت صاعدة. ويجب أن نعرف أيضا أنه ليس بالغريب في بعض الأحيان أن نرى انخفاض أسعار التداول قليلا عن مستويات المتوسط المتحرك، حيث أنه من النادر أن تتوقف أسعار التداول بالتحديد عند مستويات المتوسط المتحرك، ولكن يتم اتخاذ تلك المنطقة كمدى عام محتمل الارتداد منه لأعلى.
وكما نرى في الرسم الأخير، فإن أسعار التداول وصلت إلى المتوسط المتحرك مرة ومن ثم ارتدت منه لأعلى قليلا ومن ثم عاودت الانخفاض نحو المتوسط المتحرك مرة أخرى. وكما نرى أنه هناك أربعة عواميد متتالية تتجه نحو المتوسط المتحرك. لذلك فإن أمر الشراء يتم تحضيره للتفعيل. ونلاحظ في الرسم السابق أيضا أن المتوسط المتحرك كان قد تم كسره قليلا الأمر الذي قد يثير الشك في قلب المتداول المتابع لتلك الحركات في ذلك الوقت. ولكن في الحقيقة فإنه من أجل التأكد ما إن كان المتوسط المتحرك قد تم كسره بالفعل أم أنها مجرد تداولات ضوضائية فإنه يتم الانتظار بتكوين عامودين آخرين لتأكيد الكسر.
وبعد تفعيل أمر الشراء فإن قرار الخروج يكون في حالة تكوين عامودين متتاليين تحت مستويات المتوسط المتحرك، وذلك بغض النظر عن الإطار الزمني المستخدم سواء كان خمسة دقائق أو دقيقة واحدة.
تحليل النتائج
تم عمل الصفقة في المثال السابق بصورة جيدة بشكل كبير، ولكن يجب دائما أن نتذكر أنه يجب أولا تحديد الهدف من الصفقة قبل الدخول فيها، وحتى قبل أن يتم الارتداد من المتوسط المتحرك نفسه. ويجب أيضا تحديد النقاط التي سوف يتم استخدامها للدخول والخروج. فعلى سبيل المثال في المثال السابق على الرغم من وصول السعر إلى المتوسط المتحرك إلا أن الصفقة لم يتم تفعيلها بصورة عالية التأكيد إلا بعد ساعتين، وذلك لوجود تراجع بسيط حدث سابقا. ولكن بحلول نهاية اليوم كان السهم قد استطاع أن يسجل ارتفاعا بصورة كبيرة بعد ارتداده الثاني من المتوسط المتحرك.
وفي ذلك المثال فإن الصبر قد أثبت أهميته في التعامل مع السوق، وذلك لأنه حتى بعد سير أسعار التداول بالقرب من المتوسط المتحرك لفترة من الوقت إلا انه أخيرا استطاع السهم أن يسجل الارتفاع المطلوب منه. ويجب أن نلاحظ أنه بعد أن وصلت أسعار التداول المرة الأولى إلى المتوسط المتحرك وارتدت منه صاعدة، رأينا أنه هناك أربع عواميد هابطة جديدة تشير إلى احتمال عودة أسعار التداول للمتوسط المتحرك مرة أخرى وفي العامود الخامس عاودت أسعار التداول الارتداد مرة أخرى لأعلى.
بعض المتداولين يستخدمون مستهدفات للأسعار أو نسبة مئوية معينة من الأرباح حتى يقوموا بغلق المركز المالي المفتوح. وبصورة عامة فإن كل تلك الطرق تعتبر صحيحة وصالحة للاستخدام وتعتمد بصورة أساسية على المتداول نفسه، وعلى السوق الذي يعمل فيه سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية. وفي حالة السهم الذي نتابعه في المثال السابق، فإن المركز المالي استمر مفتوحا لمدة ساعتين تقريبا أي أن تلك الصفقة بالكامل استمرت أربع ساعات (ساعتين انتظارا لارتداد حقيقي للأسعار من المتوسط المتحرك وساعتين كانت أسعار التداول تسجل فيها ارتفاعا وفقا لما هو متوقع). ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد فترة زمنية معينة يكون من المتوقع استمرار الصفقة مفتوحة فيها. ولذلك فإن استخدام طريقة النسبة المئوية من الأرباح من أجل غلق المركز المالي عند نقطة معينة قد تكون طريقة جيدة للتعامل مع السوق، سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية. ولكن ذلك قد يؤدي إلى خروجك بصورة مبكرة مما قد يضيع فرص لمزيد من الأرباح كان من الممكن الحصول عليها. ولكن بشكل عام فإنه من الصعب في أي إستراتيجية أن نحصل على كل الأرباح المتاحة في السوق، ولكن كل ما نحاول فعله هو الحصول على أكبر قدر ممكن من الأرباح المتاحة بعيد أن هدف البيع عند أعلى سعر والشراء عند أعلى الأسعار. وينطبق هذا الأمر على جميع الأسواق سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية.
الخلاصة
تعتبر إستراتيجية الارتداد من المتوسط المتحرك من أشهر طرق التداول التي يقوم بها المتداولون في السوق، سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية . ولكن مما لا شك فيه فإنها مثل باقي طرق التداول في السوق لا تضمن بأي حال من الأحوال نسبة نجاح 100%، ودائما هناك فرصة لعدم نجاح الصفقة. ولكن الميزة من تلك الإستراتيجية أنها تحاول الحد من المخاطر وانتظار التأكيدات قبل التداول في السهم أو العملة في سوق الفوركس أو أي ورقة مالية أخرى.
ولعل فكرة تلك الإستراتيجية تكمن في الانتظار أن ترتفع أو تنخفض أسعار التداول فوق أو تحت متوسط متحرك، ومن ثم يتم انتظار أسعار التداول لتعود مرة أخرى ناحية المتوسط المتحرك ويتم استخدام المتوسط المتحرك كمستوى دعم أو مقاومة ترتد منها أسعار التداول وفقا لمكانها ويكون ذلك الارتداد بمثابة فرصة لبناء مركز مالي جديد، سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية.
ولكن من عيوب تلك الإستراتيجية أنه سيكون من غير المعروف إلى أي مدى سوف تستمر أسعار التداول في الصعود أو الهبوط بعد فتح المركز المالي. لذلك فإنه من الممكن استخدام طريقة النسبة المئوية من الأرباح للخروج، أو الانتظار حتى تعكس أسعار التداول اتجاهها وتقطع المتوسط المتحرك في الاتجاه المعاكس حينها يتم الخروج من السوق، سواء في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو غيرهما من الأسواق المالية.