نشوز الرجل
وان كان موجوداً ومحدداً وعقوبته يقرها الشارع الحنيف بما يعيد للمرأة حقها ويحفظ لها كرامتها ويصون كيان أسرتها...
نشوز الزوج:
و مضارته للزوجة فيما لا حق له فيه، وعدم إمساكه بالمعروف، أو تسريحه للمرأة بغير إحسان، أو تقصيره فيما عليه من حقوق، فكل هذا من نشوزه، وكل ذلك محرم، ويقول: لعل ما يعنينا هنا هو نشوز الزوج، فقد تكلم الكثيرون في نشوز المرأة، وكيفية معالجته منطلقين من فهم الآية الكريمة:
"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ان الله كان علياً كبيراً”، أما في حالة نشوز الزوج فإن الفقهاء يقولون: ان للزوجة ان تتوسل بوعظه، ان نفع معه، ولا يمكن لها ان تهجره في المضجع كما ان الضرب لا ينفع في حالة الرجل، بل عليها السعي للإصلاح معه.
وهنا ننصح الزوجة بالصبر عليه وعدم العناد ومعالجة الأمور بحكمة، وان تحاول معرفة سبب النشوز من خلال جلسة عائلية هادئة لتصفية الأمور وان تسعى بكل الطرق للصلح واسترضاء الزوج من أجل تحقيق المصلحة العامة للأسرة، وان تعترف بخطئها إذا كان نشوزه بسبب ذلك، ولا يخفى اثر الأطفال في إزالة أي خلاف بين الزوجين فالجميع يهتم بمصلحة الأبناء ويمكن استعمالهم كوسيلة فعالة في إيجاد التقارب والتفاهم بين الزوجة وزوجها.
يقول المولى عز وجل: “وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جُناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير وأحضرت الأنفس الشّح وان تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً”،
فقد وضعت الآية الكريمة العلاج والملاحظ فيها هو تكرار كلمة الصلح وعدم ذكر كلمة الطلاق أو الفراق.
الحكمة والصبر
ويؤكد انه على الزوجة ان تعالج نشوز زوجها بالحكمة والصبر، ويخلص الى انه يحرم النشوز من الزوج كما يحرم من الزوجة، ويصدق على الزوج انه ناشز إذا منع زوجته حقوقها الشرعية الواجبة لها ولو في بعض منها، وأساء خلقه معها وآذاها وضربها بغير سبب مبيح له، ويجب على المرأة والحالة تلك ان تنصحه وتذكره وتتلطف به وتعظه ليرجع عن غيه وظلمه،
محاولة إدخال بعض الصالحين
بغرض الإصلاح وإعادة الأمور الى نصابها بينهما، كالإمام أو العالم أو الداعية، أو رجل صالح من الأسرة
القاضي الشرعي
وإذا لم ينجح وينفع فيه وعظها أو محاولات الإصلاح المبذولة معه رفعت أمرها الى القاضي الشرعي حتى يلزمه برعاية حقوقها الشرعية بعد إثبات وجه تظلمها عنده، ولا يحق شرعاً للزوجة هجر زوجها الناشز ولا الإساءة اليه وان رجي بهما عودة الى الحق، وإذا نهى القاضي الشرعي الزوج الناشز فلم ينته عزره بما يراه مناسباً، ولو امتنع من الإنفاق مع قدرته جاز للقاضي ان ينفق عليها من مال الزوج نفسه، ولو ببيع شيء من عقاره إذا توقف عليه فإن تعذر ذلك أجبر على طلاقها أو هيأ القاضي لها الفسخ، ولو هجر الزوج زوجته وترك المبيت معها في ليلتها المخصصة لها ألزمه القاضي الشرعي بقضاء حقها، ووبخه وأنذره بما يقتضيه المقام فإن لم يجد النصح نفعاً عزره بما يراه مناسباً،
والأولى ان يتقي الجميع الرب تعالى من رجال ونساء، وأزواج وزوجات، فإن أول متضرر هم الأولاد، من جراء سوء سلوك الوالدين أو أحدهما، والأفضل إعمال قوله تعالى: “إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” والله أعلم.