يقول ستيفن ر.كوفي
كنت في صباح أحد الأيام في قطار الأنفاق بمدينة نيويورك
وكان الركاب جالسين في سكينة بعضهم يقرأ الصحف , وبعضهم مستغرق بالتفكير
وآخرون في حالة استرخاء , كان الجو ساكناً مفعماً بالهدوء !!
فجأة ! صعد رجل بصحبةِ أطفاله
الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم وهرجهم عربة القطار
جلس الرجل إلى جانبي , وأغلق عينيه غافلاً عن الموقف كله
كان الأطفال يتبادلون البكاء ويتقاذفون بالأشياء
بل ويجذبون الصحف من الركاب ! وكان الأمر مثيراًً للإزعاج
ورغم ذلك ! استمر الرجل في جلسته إلى جواري
دون أن يحرك ساكناً !!
لم أكن أصدق أن يكون على هذا القدر من التبلد
والسماح لأبنائه بالركض هكذا دون أن يفعل شيئاً ؟
يقول " كوفي " بعد أن نفد صبره
التفت إلى الرجل قائلاً : إن أطفالك يا سيدي يسببون إزعاجاً للكثير من الناس
وإني لأعجب إن لم تستطع أن تكبح جماحهم أكثر من ذلك
انك عديم الإحساس !
فتح الرجل عينيه ,
كما لو كان يعي الموقف للمرة الأولى وقال بلطف :
نعم ! إنك على حق يبدو انهُ يتعين علي أن أفعل شيئاً إزاء هذا الأمر , لقد قدمنا لتونا من المستشفى !
حيث لفظت والدتهم أنفاسها الأخيرة منذ ساعة واحدة , إنني عاجز عن التفكير !
وأظن أنهم لا يدرون كيف يواجهون الموقف أيضاًً ,
يقول " كوفي " : تخيلوا شعوري آنئذ !
فجأة امتلأ قلبي بآلام الرجل وتدفقت مشاعر التعاطف والتراحم دون قيود
قلت له : هل ماتت زوجتك للتو ؟ أنني آسف ! هل يمكنني المساعدة .. ؟
لقد تغير كل شيء في لحظه
انتهت القصة
ولكن
ما انتهت المشاعر المرتبطة بالموقف في نفوسنا ,
نعم ! كم ظلمنا أنفسنا حين ظلمنا غيرنا
في الحكم السريع المبني على سوء فهم وبدون
حتى أن نبحث عن الأسباب اللي أدت إلى
تصرف غير متوقع , من إنسان قريب أو بعيد في حياتنا
وسبحان الله ! يوم تنكشف الأسباب , وتتضح الرؤية نعرف أن الحكم الغيبي الغير عادل اللي أصدرناهـ بلحظة غضب ,
كان مؤلم عالنفس ! ويتطلب منا شجاعة للاعتذار والعودة إلى الله
.. والتوبة عن سوء الظن ..
أيها الأعزاء
هذي القصة ! تذكرنا بحوادث كثيرة في حياتنا
كنا في أحيان ظالمين وفي أحيان مظلومين ..
ولكن المهم في الأمر ! إن لا نتسرع في إصدار الأحكام عالغير
ويوم ان نخطأ نعتذر !
ويوم يقع علينا الظلم نغفر ,
وهذي هي الشجاعة , و حسن الخلق , مع من حولنا من الناس
يقول الإمام الشافعي رحمه الله :
سامح صديقك إن زلت به قدم فليس يسلم إنسان من الزلل
ويقول أيضاً :
لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات