أطلق مجلس علماء الدين في الفلوجة الأسبوع الماضي حملة للاحتجاج على الاغتيالات التي أودت مؤخرا بحياة عدد من شيوخ وأئمة الجوامع في المحافظة.
وتتضمن الحملة إقامة صلاة الجمعة في مسجد واحد في مدينة الفلوجة. حيث ستندد خطبة الجمعة بالإرهاب، وتدعو المواطنين إلى عدم التعاون مع الإرهابيين، وتؤكد على أهمية مساعدة القوات الأمنية العراقية في حربها ضد الإرهاب.
وقد بدأ المجلس حملته الأسبوع الماضي بعد اغتيال اثنين من كبار علماء الدين في 28 يوليو/تموز. إذ لقي الشيخ إحسان الراوي والشيخ مصطفى العاني مصرعهما عند انفجار عبوة تم زرعها في سيارتهما بعد خروجهما من مسجد وسط الفلوجة.
وقال اللواء الركن بهاء الكرخي، قائد شرطة الأنبار، إن التحقيقات الأولية "تفيد بتورط عناصر تعمل تحت خيمة تنظيم القاعدة في العراق في اغتيال الشيخين وباقي رجال الدين."
وأضاف الكرخي "يرى الإرهابيون في أراء وأفكار ودعوات رجال الدين أكبر خطر حقيقي عليهم، لأن العراقيين يؤمنون بمواعظ رجال الدين الذين بدؤوا يركزون على الإرهاب ومحاربته ويدعون الناس للتعاون مع قوات الأمن في ذلك."
وقد كشفت تقارير مجلس علماء الدين في الفلوجة، عن اغتيال أكثر من عشرين رجل دين في مختلف مدن العراق خلال العام الحالي.
من جانبه، قال الشيخ صهيب الجبوري، خطيب جامع الأخوة الصالحين في الفلوجة، "إن سلسلة استهداف علماء الدين في الفلوجة والرمادي والموصل وبعقوبة تدل على أن الفاعل هو جهة واحدة تهدف إلى خلق فتنة بين العراقيين. لكن ذلك لن يحدث."
وأضاف الجبوري "جاءت العمليات الإرهابية التي استهدفت رجال الدين بنتائج عكسية على القتلة، فقد أصبح إصرار رجال الدين أقوى من السابق في كشف جرائم الإرهابيين والدعوة إلى تصالح المواطنين والمحبة والحرية والدعوة بأن الدين لله والوطن للجميع."
وقال المتحدث باسم رابطة علماء المسلمين، الشيخ عبد الله المحسن، إن مجلس علماء الدين في الفلوجة قرر إغلاق جميع المساجد في المدينة يوم الجمعة، ما عدا مسجدا واحدا تقام فيه صلاة الجمعة. وذلك لجمع أكبر عدد من المواطنين من مختلف مدن المحافظة في مكان واحد لتوحيد كلمتهم.
وقال المحسن "جاء القرار للرد على الهجمات الجبانة الغادرة الإرهابية التي تدل على خسة وقذارة الفئات الضالة بقتل علماء الدين الذين يرفضون الإرهاب ويدعون للأمن."
وقد أقيمت صلاة الجمعة الأسبوع الماضي في الجامع الكبير وسط مدينة الفلوجة، حيث حضر آلاف المصلين واكتظ المسجد بهم، ما أدى إلى تجمع عدد كبير منهم في الشوارع المحيطة لإقامة الصلاة.
وقال المحسن "ركزت الخطبة على أهداف وغايات الإرهابيين من قتل العلماء غير المتطرفين، والذين يدعون للأمن والسلام، وكيفية محاربة الإرهابيين والوقوف ضدهم وإفشال مخططاتهم."
وقد ألقى الخطبة في الجامع الكبير الشيخ محمد مطر، إمام وخطيب جامع البدوي.
وقال البدوي في خطبته "المجرمون يجدون في استهداف العلماء غير الموافقين على أعمالهم فرصة لنشر الفوضى في الفلوجة وإعادتها إلى سابق عهدها. لكن هذا لن يحدث لأن الفلوجة اليوم ليست كفلوجة الأمس."
أما المواطن غسان فرحان، 43 عاما، ويعمل سائق تاكسي في الفلوجة، فقال إن الأهالي يستمعون اليوم إلى علماء الدين ويعادون الإرهابيين.
"لقد قتلوا في السابق الأطفال والشيوخ والنساء والأستاذة والسياسيين والمواطنين الفقراء. واليوم جاءت سلسلة رجال الدين الذين هم طيور محبة وسلام. الجميع بكى الشيخين وتوعد الإرهابيين بالقصاص."
هذا وستقام صلاة الجمعة، 6 آب\أغسطس، في مسجد بلال بن رباح.