كم عشت اسال اين وجه بلادى اين النخيل واين دفىء الوادى
لاشىء يبدوا فى السماء امامنا غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كانه قدر كيوم البعث والميلاد
قد عشت اصرخ بينكم وانادى ابنى قصورا من تلال رماد
اعفو لارض لا تساوم فرحتى لا تستبيح كرامتى وعنادى
اشتاق اطفالا كحبات الندى يتراقصون مع الصباح النادى
اعفوا لايام توارى سحرهاصخب الجياد وفرحة الاعياد
اشتقت يوما ان تعود بلادى غابت وغبنا وانتهت ببعاد
فى كل نجم ضل حلم ضائع وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى اسراب طير راحل نسى الغناء فصار سرب جراد
هذى بلاد تاجرت فى ارضها وتفرقت شيعابكل مزاد
لم يبقى من صخب الجياد سوى الاسى تاريخ هذى الارض بعض جياد
فى كل ركن من ربوع بلاد تبدوا امامى صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع ارضها حملت سفاحا فاستباح الوادى
لم يبقى غير صراخ امس راحل ومقابر سئمت من الاجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا بالقهر والتدليس والاحقاد
ما عاد فيها ضوء نجم شارد ما عاد فيها صوت طير شادى
تمضى بنا الاحزان ساخرة بنا وتزورنا دوما بلا ميعاد
شىء تكسر فى عيونى بعدما ضاق الزمان بثورتى وعنادى
احببتها حتى الثمالة بينما باعت صباها الغض للاوغاد
لم يبقى فيها غير صبح كاذب وصراخ ارض فى لظى استعباد
لار تسالونى عن دموع بلاردى عن حزنهافى لحظة استشهاد
فى كل شبر من ثراها صرخة كانت تهرول خلفنا وتنادى
الارفق يصغر والسماء كئيبة خلف الغيوم ارى جبال سواد
تتلاطم الامواج فوق رؤوسنا والريح تلقى للصخور عتاد
نامت على الافق البعيد ملامح وتجمدت بين الصقيع ايادى
ورفعت كفى كى يرانى عابر فرايت امى فى ثياب حداد
اجسادنا كانت تعانق بعضها كوداع احباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرناتتزاحم الاجساد فى الاجساد
حتى الشهادة راوغتنى لحظة واستيقذت فجرا اضاء فؤادى
هذا قميصى فيه وجه بنيتى ودعاءامى كيس ملح زادى
ردوا الى امى القميص فقد رات ما لا ارى من غربتى ومرادى
وطن بخيل باعنى فى غفلة حين اشترته عصابة الافساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا للجوع تصرخ فى حمى الاسياد
كانت حشود الموت تمرح حولناوالعمر يبكى والحنين ينادى
ما بين عمر فر منى هاربا وحكاية يزهوا بها اولادى
عن عاشق هجر البلاد واهلها ومضى وراء الاموال والامجاد
فكل الحكاية انها ضاقت بنا واستسلمت للص والقوادى
فى لحظة سكن الوجود تناسرت حولى مرايا الموت والميلاد
قد كان اخر ما لمحت على المدى والنبض يخبو ا صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله وعلى امتداد النهر يبكى الواد
وصرخت والكلمات تهرب من فمى هذى بلاد لم تعد كبلادى
الى شهداء مصر من الشباب اللذين ابتلعتهم الامواج على شواطىء ايطاليا
انجلترا واليونان ويا رب القصيدة تعجبكم