اليوم جايب قصيدة فاروق جويدة الجديدة
في وداع بوش
ارحل وعارك في يديك
كل الذي اخفيته يبدو عليك
فاخلع ثيابك وارتحل
اعتدت ان تمضي امام الناس دوما عاريا
فارحل وعارك في يديك
لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة
ان يقبل وجنتيك
لا تنتظر عصفورة بيضاء
تغفو في ثيابك
ربما سكنت اليك
لا تنتظر اما تطاردها دموع الراحلين
لعلها تبكي عليك
لا تنتظر صفحا جميلا
فالدماء السود ما زالت تلوث راحتيك
وعلي يديك دماء شعب امن
مهما توارت لن تفارق مقلتيك
كل الصغار الضائعين علي بحار الدم في بغداد صاروا
وشم عار في جبينك
كلما اخفيته يبدو عليك
كل الشواهد فوق غزة والجليل
الان تحمل سخطها الدامي
وتلعن والديك
ماذا تبقي من حشود الموت
في بغداد.........قل لي
لم يعد شئ لديك
هذي نهايتك الحزينة بين اطلال الخرائب
والدمار يلف غزة
والليالي السود.........شاهد عليك
فارحل وعارك في يديك
الان ترحل عير ماسوف عليك
.................................................. ......................
ارحل وعارك في يديك
انظر الي صمت المساجد والمنابر تشتكي
ويصيح في ارجائها شبح الدمار
انظر الي بغداد تنعي اهلها
ويطوف فيها الموت من دار لدار
الان ترحل عن ثري بغداد
خلف جنودك القتلي
وعارك اي عار
مهما اعتذرت امام شعبك
لن يفيدك الاعتذار
ولمن يكون الاعتذار؟
للارض...........للطرقات............للاحياء........ ..للموتي..
وللمدن العتيقة.......للصغار؟!
لمواكب التاريخ......للارض الحزينة.
للشواطئ........للقفار؟!
لعيون طفل مات في عينيه ضوء الصبح
واختنق النهار؟!
لدموع ام
لم تزل تبكي وحيدة
صار طيفا ساكنا فوق الجدار؟!
لمواكب غابت
واضناها مع الايام طول الانتظار؟!
لمن يكون الاعتذار؟!
لاماكن تبكي علي اطلالها
ومدائن صارت بقايا من غبار؟!
لله حين تنام
في قبر وحيدا..........والجحيم تلال نار؟!!
.................................................. ........................
ارحل وعارك في يديك
لاشئ يبكي في رحيلك......
رغم ان الناس تبكي عادة عند الرحيل
لا شئ يبدو في وداعك
لا غناء..ولا دموع..ولا صهيل
مالي اري الاشجار صامتة
واضواء الشوارع اغلقت احداقها
واستسلمت لليل..ولاصمت الطويل
مالي اري الانفاس خافتة
ووجه الصبح مكتئبا
واحلاما بلون الموت
تركض خلف وهم مستحيل
اسمع جنودك
في ثري بغداد ينتحبون في هلع
فهذا قاتل..ينعي قتيل..
جثث الجنود علي المفارق
بين ماجور يعربد
او مصاب يدفن العلم الذليل
ماذا تركت الان في بغداد من ذكري
علي وجه الجداول....
غير دمع كلما اختنقت يسيل
صمت الشواطئ..وحشة المدن الحزينة..
بؤس اطفال صغار
امهات في الثري الدامي
صراخ..او عويل..
طفل يفتش في ظلام الليل
عن بيت تواري
يسال الاطلال في فزع
ولا يجد الدليل
سرب النخيل علي ضفاف النهر يصرخ
هل تري شاهدت يوما..
غضبة الشطان من قهر النخيل؟!
الان ترحل عن ثري بغداد
تمل عارك المسكون
بالنصر المزيف
حلمك الواهي الهزيل..
.................................................. ............................
ارحل وعارك في يديك
هذي سفينتك الكئيبة
في سواد الليل ترحل
لا امان..ولا شراع
تمضي وحيدا في خريف العمر..
لا عرش لديك..ولا متاع
لا اهل..لا احباب..لا اصحاب
لا سندا..ولا اتباع
كل العصابة فارقتك الي الجحيم
وانت تنتظر النهاية..
بعد ان سقط القناع
الكون في عينيك كان مواكبا للشر..
والدنيا قطيع من رعاع
الافق يهرب والسفينة تختفي
بين العواصف....والقلاع
هذا ضمير الكون يصرخ
والشموع السود تلهث
خلف قافلة الوداع
والدهر يروي قصة السلطان
بكذب..ثم بكذب..ثم بكذب
ثم يحترف التنطع..والبلادة والخداع
هذا مصير الحاكم الكذاب
موت..او سقوط..او ضياع
.................................................. ................................
ما عاد يجدي..
ان تعيد عقارب الساعات..يوما للوراء
او تطلب الصفح الجميل..
وانت تخفي من حياتك صفحة سوداء
هذا كتابك في يديك فكيف تحلم ان تري..
عند النهاية صفحة بيضاء
الامس مات..
ولن تعيدك للهداية توبة عرجاء
واذا اغتسلت من الذنوب
فكيف تنجو من دماء الابرياء
واذا برئت من الدماء..فلن تبرئك السماء
لفو سال دمعك الف عام لن يطهرك البكاء
كل الذي في الارض
يلعن وجهك المرسوم
من فزع الصغار وصرخة الشهداء
اخطات حين ظننت يوما
ان في التاريخ امجادا لبعض الاغبياء..
.................................................. ....................................