كشف المختصون عن قيام بعض شركات الأدوية التي تساعد على التخسيس بالزعم أن أدويتهم مكونة من أعشاب طبيعية، وهي في الواقع تحتوي على مواد صيدلانية، بل كشفوا أن بعض هذه الأدوية رغم آثارها السيئة - تعرضت لعملية تقليد وأتباع على أنها أصلية.
و يقول الدكتور محمد بن عبد الله الطفيل رئيس قسم تحليل الأدوية والأعشاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، إن حبوب التخسيس متنوعة وتتفرع إلى أصناف رئيسية أولها: ما تم تصنيعه من الأعشاب مثل: "الفايتوشيب" الذي يحتوي على نبات السِّنة Senna - وهي مادة مسهلة - ويحتوي على مادة الرديكتال وهي مادة كيماوية تثبط الشهية، وكذلك مثل: حبوب "ميريت" التي تأتي من شرق آسيا، وهي أدوية تحتوي على مسهلات قوية مثل مادة الأنثراكينون. ويكشف الطفيل أن هذه الأقراص ملوثة بالرصاص ومادة الزرنيخ، ويضيف إلى هذين النوعين نوعا من الشاي يسمى "شاي التنحيف".
ويؤكد الطفيل أن هذه الأدوية تحتوي على مواد منحفة، وتحتوي كذلك على مواد نباتية لها تأثير ضار عند كثرة الاستخدام لفترة طويلة، لأنها مواد منحفة ومسهلة تسبب فقدان جسم الإنسان السوائل فيشعر بنزول الوزن، كما تمنع هذه المواد امتصاص الأغذية امتصاصا كاملا فتخرج بدون امتصاص، ومن ضمن ما يخرج كذلك الأملاح (الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم) وهذه لها تأثير ضار في القلب، وخروج المغنيسيوم يسبب خطورة على القلب، إذ يؤدي لضعف عضلته، ويسبب كذلك داء السكري، إضافة إلي أن الحبوب المسهلة تحرم الجسم من بعض الفيتامينات المهمة لجسم الإنسان والفيتامينات الموجودة في الأغذية.
ويزيد الطفيل أن كثرة استخدام هذا النوع من الحبوب تسبب الإسهال المستمر يصاحبه فقدان الأغشية المبطنة للأمعاء الدقيقة والغليظة وفقدان هذه الأغشية يسبب خروج قطع بيضاء مع البراز قد يصاحبها كذلك خروج دم، وتختلف مضاعفات المداومة على هذه الحبوب من شخص لآخر حسب الكمية المستخدمة وحسب مدة الاستخدام.
وتكشف الدكتورة هيا الجوهر أن حبوب "الفايتوشيب" مكونة أساسا من "الصبر المستخلص من نبات الصبار" وهو من أقوى المسهلات، ولا ينصح به إلا في حالات الضرورة القصوى وبكمية قليلة جدا، وفرط استخدامه يسبب نقصا في سوائل ومعادن الجسم، وهو يهيج المعدة ويزيد من حساسية القولون العصبي، وله تأثيرات سيئة في الأطفال والحوامل والمرضعات؛ لاحتوائه على مادة الأنثراكينون التي تزيد من حركة الأمعاء.
كما يدخل في مكونات الفايتوشيب "صمغ كمبوديا" والمكون الرئيسي له "هيدروكسي ستريك أسيد" الذي يوجد في الحمضيات أيضا، وهناك دراسات غير مثبتة تقول إنه يوقف عملية تحويل الأكل غير الدهني إلى دهون وب يخفض الكوليسترول، كما أن هناك دراسات تقول إنه يزيد إنتاج "الجليكوجين" في الكبد، وكذلك يقلل الشهية.
وحول مصداقية تصنيع هذه الأدوية من الأعشاب يوضح الدكتور الطفيل أن بعض الشركات المنتجة لأدوية التنحيف العشبية قد تكتب على عبواتها أنها مكونة من أعشاب طبيعية ليس لها تأثير ضار، وهذا غير صحيح، إذ يخلط مع هذه الأعشاب مواد كيماوية ولا تكتب هذه المواد على العبوة، ولكن بالتحليل تظهر هذه المواد.
و أن بعض الأعشاب يحتوي على عناصر سامة مثل الرصاص والزرنيخ، والرصاص له تأثير ضار في الجسم فقد يترسب في الكبد والعظام، وهو يطرد الكالسيوم من العظام ويحل محله فيحدث هشاشة في العظام، خصوصا عند المرأة، وإذا أخذته المرأة وهي حامل فقد يتسبب في حدوث إعاقة للجنين، إذ إن الرصاص يترسب في مخ الجنين مما ينتج عنه إعاقة أو توحد. وهذه من الأمراض التي انتشرت أخيراً بشكل كبير.
ويستطرد الطفيل موضحا أن لأخذ الأدوية العشبية والمركبات غير المصرح بها من وزارة الصحة أو لم تدرس دراسة كاملة أو تم شراؤها عبر الإنترنت دوراً كبيراً في انتشار هذه الأمراض حاليا، بل حتى الأدوية المصرح لها يجب التأكد من صحة تصريحها، إذ إن بعضا يحمل تصريحا مزورا.
أما الحبوب الصيدلانية التي لا علاقة لها بالأعشاب وتسمي الرديكتال (السبوترامين) Sibutramine وهو دواء صيدلاني مصرح به من هيئة الدواء والغذاء الأمريكية FDAومصرح به في أوروبا وهو يستخدم تحت إشراف طبي، وهذه الأدوية لا تعطى للأطفال ولا للحوامل.
وعن أعراض الرديكتال الجانبية توضح الدكتورة الجوهر أن أعراضه تختلف من شخص إلى آخر تتمثل في جفاف شديد في الحلق، وارتفاع في حرارة الجسم (الهبات الساخنة)، وقد يعطي نتيجة عكسية فيفتح الشهية بدلا من التقليل منها.
أما الأعشاب التي لها تأثيرات نافعة ولكن الاستمرار عليها يجعل تأثيرها ضارا مثل (الفات ماجنتFat Magnets ) أو (الزينيكال Xenica )، وهذه عبارة عن مواد كيماوية ترتبط بالدهون ، وعندما يتناولها الإنسان قبل الأكل فإن هذه المركبات تخرج 30 في المائة من الدهون من جسم الإنسان دون امتصاص فيكون لها أثرا جيدا في تخفيف الوزن.
إن الاستمرار على هذه الحبوب يجعل بعض الفيتامينات المهمة لجسم الإنسان تخرج مع هذه الدهون؛ لذلك ضرورة الإشراف الطبي عند تناول هذه الحبوب؛ حتى يعوض الطبيب ما يفقده الشخص من فيتامينات بتوجيه المريض إلى نظام غذائي وصرف فيتامينات تعوض الفيتامينات المفقود.
إن إجرام بعض مستغلي البدناء لم يقف عند حد، بل وصل إلى درجة إيقاع البدين في براثن المخدرات، وذلك بإعطائه بعض الحبوب المجهولة على أنها منحفة وهي في الحقيقة مخدرة، ولعل هذه الحبوب تتمثل في النوع الخامس من حبوب التخسيس، فهي، كما يقول الطفيل، حبوب تحتوي على مواد مخدرة مثل (أنفيتامين) وهي من المواد المحظورة، وتوجد في بعض الكبسولات، وتبيعها بعض الدول التي ليس عليها رقابة طبية. وتعد مادة "أنفيتامين" من المنشطات ويستخدمها بعض الرياضيين بطريقة غير نظامية .
ذا كان كل هذه المضاعفات والأضرار ناتج عن حبوب التخسيس، فما الحل الأمثل للتخلص من السمنة؟
تجيب الدكتورة هيا الجوهر عن هذا التساؤل بتقديم بعض النصائح العملية المجربة فتنصح أولا بوجوب معالجة السمنة تحت إشراف طبيب مختص؛ حيث إن أنواع السمنة تختلف من شخص لآخر، فبعض البدناء سمنتهم ناتجة عن احتباس الماء، وآخرون عبارة عن دهون؛ ولذلك لا بد من معرفة نوع السمنة عند المختصين لمعرفة السبل الناجحة في التخلص منها، وللتخلص الأمثل من السمنة تقدم الجوهر هذه النصائح مرتبة على الخطوات :
1- إجراء كشف طبي كامل على الجسم لمعرفة نوع السمنة وحالة الجسم الصحية.
2- تغيير نظام حياتنا تماما بحيث نقلل كمية الأكل بالتدريج ونهتم بنوع الغذاء وكمية السعرات فيه. 3- زيادة شرب السوائل، خصوصا الماء والشاي الأخضر والزنجبيل، إضافة إلى الأعشاب المختلفة التي عرف أن لها دوراً في حرق الدهون.
4- المشي والجلوس المعتدل؛ فقد ثبت أن الجلوس بطريقة صحيحة يحرق 100 سعرة حرارية الأمر الذي يؤدي إلى فقدان كيلو جرامين في الأسبوع.
5- استخدام وسائل تخفيف وزن للأشخاص المفرطين في السمنة باستشارة طبية أما أصحاب السمنة من الدرجة الأولى، فالحل بالنسبة لهم هو مجاهدة النفس واتباع المذكور من 1 إلى 3.
وقبل هذا كله – كما تقول الجوهر – علينا اتباع الهدي النبوي في تخفيف الوزن والمحافظة عليه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه"، وقال صلى الله عليه وسلم: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"، وقال تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) فديننا أعطانا أهم القواعد التي لو طبقناها لم نحتج لكل ما سبق.