بسم الله و الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه, و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
أما بعد؛ يسرني أن أوجز في هذه الرسالة أسماء الله الحسنى وصفاته الجليلة وما لها من أثر بالغ على القلب والجوارح وإيضاح مراتب الإحصاء الثلاثة والفوائد العظيمة لإحصائها على حياة المسلم.
فإن لله تعالى أسماء حسنى و صفات علا لا تليق إلا به، قال الله تعالى: "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون". الأعراف (180(.
و إحصاء أسماء الله الحسنى يعني إحصاء ألفاظها وعدها وفهم معانيها ودعاء الله بها .و تعلم أسماء الله الحسنى و معرفة معانيها أصل عظيم من أصول الدين و يعد من أشرف العلوم، و يندرج تحت (إحصاء أسماء الله الحسنى) وبدوره يتضمن ثلاثة مراتب، ألا وهي: ( الحفظ, و الفهم, و الدعاء).
قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم: "- لله تسعةً وتسعون اسماً، مائةً إلا واحدة، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة".
أي من حفظها و فهم معانيها و اعتقدها بقلبه و جوارحه و دعا الله بها و تعبد الله بمقتضاها، فإن له الجنة. و العلم بأسماء الله الحسنى له عظيم الأثر على الفرد و المجتمع و الأمة, فان من آثارها:
1)عبادة الله عز و جل.
2) خشيته في الغيب و الشهادة.
3)تذوق حلاوة الإيمان.
4) محبة الله تعالى و الشوق إلى لقائه؛ فأعرف الناس لله أشدهم حبا له.
فيجب على المسلم الحرص على تعلم إحصائها و العمل بمقتضاها ليزداد إيمانا بالله.
ومعرفة أسماء الله الحسنى بمراتبها الثلاث هي من أعظم مقويات الإيمان بل معرفة الله بأسمائه وصفاته أصل الإيمان والإيمان يرجع إلى هذا الأصل العظيم.
هذا بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة، وهذا هو قطب السعادة مدار النجاة والفلاح .
*المرتبة الأولى : "إحصاء ألفاظها وعددها".
*المرتبة الثانية :" فهم معانيه ومدلولها.
*المرتبة الثالثة : "دعاؤه بها " ،كما قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) .
ولهذه المراتب الثلاثة الأثر البالغ في استقامة القلب والجوارح حيث ان معرفتها تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات وهذه الأنواع هي روح الإيمان ، وأصله وغايته ، وكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه ، وقوي يقينه . فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره واستطاعته في معرفة الله بأسمائه وصفاته ، وأفعاله .
وفي الختام تجرنا هذه المعاني الى أهمية إحصاء الأسماء الحسنى ويكون ذلك بقراءتها وعدِّها وحفظها، و تعلم معانيها،و الإيمان بها، وسؤال الله تعالى بها، والعمل بما تقتضيه من المعاني.
فمن أحصى أسماء الله تعالى بجميع مراتب الإحصاء التي ذكرت، كان بأعلى المراتب، ومن قصر في شيءٍ منها، نزل مرتبة بقدر تقصيره.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يوفقنا لإحصاء أسمائه على الوجه الذي يرضى به عنَّا آمين.
منقول